حسن المصطفى

كاتب وباحث من السعودية، مهتم بالفلسفة وعلم الاجتماع السياسي وتطوير الخطاب الديني المعاصر. عمل أيضا كصحافي ميداني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

السعودية وإيران.. علاقات تبنى دون استعجال

>لن يكون بناء العلاقات السعودية - الإيرانية بالأمر اليسير، فهنالك اختلافات في وجهات النظر، وتباين في الأولويات، وتنافس، وأيضاً كل طرف يريد تحقيق ما يرى أنه يرسخ أمنه الوطني ويحفظ له سلامة حدوده ويدفع نحو مزيد من القوة الاقتصادية؛ إلا أن المهم أن تكون هنالك جدية، وتبنى الثقة خطوة بخطوة، دون استعجال، ودون تب...

الهوية الوطنية السعودية الحديثة

>ليس "التعدد" العنصر الوحيد الذي عمل على تشكيل الهوية، بل هنالك: الطموح، والانتماء، والشعور بالفخر، وكذلك الدور الأكبر الذي يمارسه الناس من خلال الانخراط في "الرؤية" والمشاركة في صناعة مشروعات عملاقة مثل: نيوم، القدية، البحر الأحمر.. وسواها.. تتشكلُ الهوية الوطنية السعودية الحديثة بطريقة تراكمية تدخل ...

لماذا تسعى السعودية لتعزيز السلام الإقليمي؟

>الرياض تدركُ أن تقدم رؤيتها الطموحة داخلياً يحتاج لبيئات إقليمية مستقرة، وأن صعود الاقتصاد السعودي وقوته مرتبطان بالمنظومة التي تحيط بهما، ولذا، هذه المنظومة يجب أن تكون مواكبة للتغيرات التي تحدث في المملكة، منسجمة معها، مساعدة لها، وليس على التضاد منها.. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس ا...

المملكة وإيران.. دبلوماسية المهام الإنسانية

نشطت المملكة في عمليات إجلاء واسعة، قامت على إثرها بنقل 7839 شخصاً من السودان، بينهم 247 مواطناً سعودياً، ونحو 7592 فرداً ينتمون لـ 110 جنسيات مختلفة. السبت 29 إبريل الماضي، وصل مدينة جدة، 65 إيرانياً تم إجلاؤهم من الجمهورية السودانية، التي تشهد اشتباكات مسلحة بين الجيش و"قوات الدعم السريع". الإيرانيون ا...

الدبلوماسية الموازية بين السعودية وإيران

ضمن النسخة الثانية من مسابقة "عطر الكلام"، وفي "مسار القرآن"، فاز القارئ الإيراني يونس شاهمرادي بالمركز الأول، متقدماً على بقية القراء، في المنافسة التي تنظمها سنوياً "الهيئة العامة للترفيه" بالمملكة العربية السعودية. في ذات الوقت، كان سفراء السعودية وإيران، يلتقون على موائد إفطار رمضانية، في أكثر من عاصم...

البناءُ على التفاهم السعودي - الإيراني

هنالك حالٌ من التفاؤل الإيجابي، إثر توقيع السعودية وإيران، تفاهماً بينهما يقضي بفتح سفارتي البلدين، برعاية صينية؛ وهذه الروح المتفائلة تجدها لدى نخب سياسية وثقافية ودينية، ولدى الإنسان العادي المتابع لمجريات تطورات الأحداث في الخليج العربي. قد يكون هذا التفاؤل حذراً، وقد تراه مدعوماً بالأمنيات والدعوات ال...

محاولة فهم الاتفاق السعودي - الإيراني

ما أن نُشرَ البيان الثلاثي في العاصمة الصينية بكين، والذي تم فيه الإعلان عن الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، حتى خرج خلال الأيام الفائتة عدد هائل من المقالات والتعليقات على شبكات "التواصل الاجتماعي"، فضلاً عن الفيديوهات، وشاشات الفضائيات التي استضافت عدداً من المحللين والمعلقين، و...

ثلاث محطات في الإعلام السعودي اليوم

​خلال أقل من شهر واحد، مر الإعلام السعودي بثلاث مناسبات متعاقبة، سيكون لها أثر عليه بأشكال مختلفة، لأن هذا الإعلام بات اليوم واحداً من الوسائل المؤثرة في تشكيل الرأي العام، وصناعة وعي مجتمعي، إذا أحسن العمل عليه بمهنية وصدقية وموضوعية، سيجعله أداة تساهم في التنوير ونشر أفكار مدنية، وأيضا أحد رافعات "رؤية ا...

المجتمع والضغوط القصوى

>الغبار المتطاير هو إعلان ولادة وعي، هو سحابة عابرة، يتبعها نورٌ متقدٌ، وفكر عازم على البناء والإصلاح ومد يد العون والتعاون مع الجميع، فكرٌ لن يستسلم للضغوط القصوى، ولن تزيده النار المشتعلة إلا اتقاداً وبصيرة.. يريدون منك أن تكون صورة مكررة عنهم، لا تخرج عن الصف الذي يضعونك فيه، وإذا ما رغبت أن تكون أنت...

فتياتُ وشبابُ «نيوم».. نحنُ التغيير

"ندخل الميدان بشغف ما ينطفي"، صرخت الفتاة بأعلى صوتها، عندما مررت لها زميلتها في فريق كرة القدم الكرة، مسجلة هدفاً، بتسديدة قوية لم تخطئ وجهتها! كانت روح العمل الجماعي والفريق الواحد هي السائدة، تستشعرها، تلاحقها ببصرك، وأنت منشدٌ للفيديو القصير الذي امتد لدقيقة واحدة، فقط. ستون ثانية كانت كافية...

روح الجيل السعودي الجديد

>علينا أن نعيد الاحترام والاعتبار لهذا الجيل الجديد؛ لأنه الخزان البشري الذي تتكئ عليه "الرؤية"، وهو من سيعمل على تحقيق الأهداف الكبرى للمملكة، وهو الجيل الذي يحمل شغفاً كبيراً للأفكار التي قدمها عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان.. الأجندة مزدحمة في السعودية، برامج متنوعة: ترفيهية وفنية وثقافية واجتماع...

عُمرانُ الذي أَحبَنا وأَحبَبناهُ

مبتسماً، مسنداً ظهره للجدار، في الناحية اليمنى من مسجد والده، الشيخ فرج العمران، والذي تعقدُ فيه الصلاة بإمامة أخيه الشيخ حسين؛ تجده بغترته البيضاء، التي هي شيءٌ من نقاء سريرة لا تحمل الضغينة أو الحقد، ونحن الأطفال الصغار نستمع لأحاديثه الخافتة، متلصصين من الفتحات الضيقة ناحية الدرج من خلفه، والذي كنا نتسا...

كي نفهم ما يجري في إيران!

التطورات المتسارعة للأحداث في إيران، تصيب المراقبَ بنوع من الارتباك في متابعتها وفهم حقيقة ما يجري، دون أن يقع في فخ التكهنات أو الأمنيات، أو تصبح الآراء التي يقدمها مجرد وجهة نظر مبنية على أحكام مسبقة أو قراءة نمطية للمشهد الإيراني، وهي المشكلة التي يعاني منها رهطٌ من المحللين المؤيدين للنظام أو المعارضين...

ما الذي يجري في إيران؟

الباحث الإيراني في «مؤسسة كارنيغي»، كريم ساجد بور، نشر مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز»، 12 ديسمبر الجاري، بعنوان «لم يعد السؤال هو ما إذا كان الإيرانيون سوف يسقطون آية الله»، طرح فيه العديد من النقاط الجديرة بالنقاش، حول طبيعة الحراك الاعتراضي الجاري في عدد من المدن الإيرانية، ومعانيه، وما الذي من الممكن أ...

التوءمة بين أصيلة وتاروت

أصيلة المغربية، وتاروت السعودية، مدينتان تتكئان على خاصرة البحر، تمتلئ رئتاك برائحة السمك الذي يجلبه البحارة عندما يعودون من أعماق الزرقة، لينثروا هدايا الله وتعب اليوم على الساحل، فيأتي الناس ليختاروا ما طاب لهم من "سردين" أصيلة أو "صافي" تاروت، وبينهما عشرات الأصناف الأخرى التي يتحلق الصحبُ حولها في موائ...

استثمار المقومات المحلية في جزيرة دارين وتاروت

>الخطة الحكومية الطموحة، يجب أن يعاضدها رجال الأعمال في محافظة القطيف، وتحديداً الشبانُ منهم، عبر الانخراط في هذه الورشة الكبيرة، وتقديم أفكار خلاقة، واستثمار المزيد من الأموال في مشاريع نوعية، سيكون لها مردود إيجابي على الدورة الاقتصادية، وخلق المزيد من فرص العمل المتلائمة مع تحسين مستوى جودة الحياة.. ...

الفكاك من الطين

كأن المارد يمسكُ أرواحنا بكلتا يديها، ويشدها لتغوص في وحلٍ من الطين الدبق، الرطب، الثقيل، والنتن! يدان من مسدٍ، تكبلان الواحد منا، فلا يستطيع الفكاك ولا حتى سؤال النجدة، أو الصراخ من الألم. الطين الذي نغرق في بحيرته الثخنة، نحنُ منه، وهو منا. منه بدأنا وإليه نعود، وبه نتلطخ يوماً بعد آخر. الطين الذي نصا...

كرة اليد السعودية.. فضاءٌ لإنجازات مستقبلية

>المنتخبات السعودية الثلاثة: الأول، الشباب، الناشئون، جميعهم تأهلوا خلال فترة 7 أشهر، للمشاركة في بطولات كأس العالم لكرة اليد، في إنجاز يحصل للمرة الأولى، واثنان منهم بقيادة مدربين وطنيين، الأمر الذي يشير إلى مستوى الكفاءة في التدريب، والتخطيط، وأيضا الاستمرارية في العمل.. أيامٌ متواصلة من الحماس، الم...

الصحة المستدامة والذاكرة المتقدة

كان الحديث ينساب بعذوبة بين شفتيه، يروي السيرة التي صيرته ما هو عليه الآن، بما فيها من مشاق ومكابدات وفتوحاتٍ، عملَ الصبي الصغير حينها بمثابرة على أن يكون في حالٍ أفضل من أقرانه، واختار ما كان يعتقد أنه مناسب له، حتى وإن خرج من صندوق العائلة والقرية والسائد، ليبحث عما يعينه على ملامسة السماء، وإن كان ذلك م...

العلاقة العاطفية مع الطعام

الأحبة والأهل، يكرمونك بموائد الطعام، من محبتهم لك، يقدمون لك سُفراً مؤثثة بالحب وما لذ من أطباق متنوعة، تراهم فرحين بها، مستأنسين بمنظرها الأخاذ، كيف لا، والكرم والضيافة جزء من طبيعة المجتمع السعودي وثقافته العامة. الموائد العامرة، باتت في الآونة الأخيرة تربكني، تضعني في حرج، ليس في منزل العائلة وحسب، بل...

المشي وتخفيف الوزن.. العلاقة الموهومة

>العلاقة الموهومة بين فاعلية المشي -المبالغ فيها- في إنقاص الوزن، يجب أن تصحح، وأن يعلم من يريد أن ينقص وزنه أن الطريق السليم هو البدء بنظام غذائي منخفض النشويات ولا يتضمن الزيوت المهدرجة أو الأغذية المصنعة.. منذ نحو ثلاث سنوات، وحتى اليوم، عندما كنت أخرج صباحاً في دبي، للمشي في الحديقة، هنالك رجل إنجليزي...

المشروعات التنموية والجامعية في القطيف

رغم كوني أقيم خارج مدينتي القطيف، منذ العام 2004، متنقلاً بين لبنان والإمارات والمغرب، إلا أني أعود إليها بين فينة وأخرى، حيث حضن الأم، وذكريات الطفولة، والعائلة، والأصدقاء المخلصون، وأيضاً الوطن الذي نعمل جميعاً من أجل رفعته وتنميته، وله حقٌ علينا أن نكون مشاركين فاعلين في أمنه وبنائه والذود عنه، وأن نفخر...

تحويل القطيف لمركزِ جذبٍ سياحي واستثماري

حل نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، بين أهله الكرام بمحافظة القطيف 12 سبتمبر الجاري، في زيارة للمدينة الساحلية التي ينظر لها كواحدةٍ من أقدم المراكز الحضرية على ساحل الخليج العربي، ومدينة احتضنت العديد من الأسماء الثقافية والأدبية التي برزت على مستوى المملكة والخليج، فضلا...

الصحافة و«العقل الموازي»

يكثر النقاش بين فينة وأخرى عن الصحافة ومستقبلها في الوطن العربي، وإذا ما كانت ستختفي بعد أن تراجعت العائدات المادية لكثير من المؤسسات الإعلامية التي تشرف على نشر وطباعة صحفٍ ومجلاتٍ متنوعة، كانت في زمنٍ مضى تلقى رواجاً كبيراً، وتحقق عائدات مادية مجزية، ويتسابق المعلنون على الترويج لمنتجاتهم عبر صفحاتها، إل...

الطريق الشاق لبناء التفاهمات السياسية

الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون، وقبل ذهابه إلى الصين في العام 1972، وضع مُرتسما ورقيا كتب فيه: "ما الذي نُريده نحن؟". ثم كتب "ما الذي يريدونه هُم؟". ثم كتب "ما الذي نُريد كلانا"، وهي القصة التي يرويها الدكتور ولي نصر، في كتابه "الأمة التي يمكن الاستغناء عنها: السياسة الأميركية في حالة تراجع"، معلقا ...

جهود تجديد الخطاب الديني في الخليج

أشرتُ في المقال السابق، للجهود التي يقوم بها الأمين العام لـ"رابطة العالم الإسلامي" الدكتور محمد العيسى، بهدف "أنسنة الخطاب الديني"، والحد من الأفكار المتطرفة، واعتبرت تلك المشاريع التي يشرف عليها - رغم أهميتها البالغة، والأثر الذي أحدثته، والاستمرار دون كلل في تطويرها - أنها تحتاج لأن تعاضدها مؤسسات وهيئا...

العيسى والعمل من أجل رحمانية الدين!

لم يكن عملاً اعتباطياً اختيار رئيس رابطة العالم الإسلامي د. محمد العيسى، ليكون خطيب "عرفة" في موسم حج هذا العام، بل كان فعلاً ذا رسائل متعددة، يرادُ من خلالها التأكيد على أن الإسلام يتسع لمختلف معتنقيه من مذاهبهم المتنوعة، وأنه كأحد الأديان السماوية لا يكنّ ضغينة للآخر المختلف وإنما ينظر له بعين المودة وال...

هل الأطباءُ جزءٌ من مشكلة السُّمنة؟!

استكمالاً للمقالتين السالفتين، عن العلاقة بين الثقافة العامة وتزايد معدلات السمنة بين الناس؛ نجد أن جزءاً رئيساً من المشكلة يأتي من داخل بعض المؤسسات الصحية ذاتها، والتي يفترض بها العمل على زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، إلا أنها حبيسة طرائق تفكير نمطية، ونتائج دراسات قديمة، كثير منها أثبتت التجارب سقمها، ...

الثقافة العامة تقود إلى السمنة!

"السمنة ليست مشكلة فردية"، كان ذلك عنوان المقال السابق الذي نشرته في هذه الزاوية، 3 يونيو الماضي، وناقشتُ فيه ظاهرة "السمنة" وكيف أنها لم تعد مشكلة فردية، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية - صحية، تهدد حياة شريحة واسعة من الناس، وتقودهم نحو الإصابة بالأمراض المزمنة، دون القدرة على الخروج منها حتى مع تناول الدواء...

السُمنة ليست مشكلة فردية

زيادة الوزن في المجتمعات باتت ظاهرة تؤشر إلى وجود خلل عام عميق، أي أن السمنة لم تعد مشكلة فردية، يعاني منها فردٌ ما بسبب سوء تغذيته أو كسله أو عدم وجود إرادة لديه على التغيير نحو حياة أكثر جودة. الأفراد تختلف أسبابهم المؤيدة إلى البدانة، وهي أسباب تتقاطع في محددات معينة، وتفترق في أخرى؛ إلا أن تشابكاتها ال...