تركي الدخيل


المجتمع... وسيرة التحريم!

عُرضت قبل أيام مجموعة من الأخبار التي تتناول أيام منع الدشوش. عندما جاء الدش، سبب أزمة اجتماعية غير مسبوقة حينها. عشرات الأشرطة والمطويات والكتب تتناول "البث المباشر" والذي ربط بالأخطار والفسق والعصيان. بعض المحتسبين اشتروا بندقيات صغيرة لضرب كل صحنٍ غرس في أي سطح. في كل مدن السعودية قُصفت الكثير من هذه ال...

لبن سني.. وعصير شيعي!

مع حالة التقنية المستعرة والتي تشتعل في المجتمع عبر تحريكها بالشائعات أحياناً وبالحقائق في بعض الأحايين انتشرت قوائم لأطعمة تم فرزها طائفياً! فهذا اللبن أو العصير ينتمي إلى طائفةٍ شيعية، والرجاء مقاطعته، أما هذا اللبن فهو سني، ولم يبق إلا أن نضع على علب المرطبات طائفة مخترعيها وعقيدة صانعيها، وربما رأيه ...

لا تستفزّن!

ليست المشكلة في أن تتبنى هذه القضية، أو أن تكون ضد تلك، لكن الملاحظ أن هناك عوائق اجتماعية وثقافية تجاه أي تغيير أو تجديد. وأول من يثور على محاولات التجديد ليست التيارات المتشددة فحسب، بل الناس البسطاء الذين يحرسون التقاليد بكل حماسةٍ رغم أنهم قد يتجاوزونها. حين نأتي للمتحرش الذي يغزو بنات الآخرين وندرس...

مجرم بقناع ثائر

اختلطت الآن الأوراق بين الثائر والمجرم. بين صاحب الحق وبين صاحب العنف والقتل. تيارات تتحارب في سورية، وفي ليبيا عشرات المجرمين الذين يظنون أنفسهم من الثوار. انقلبت المفاهيم وأصبحت الصورة مشوشة. بطبيعة الحال هذا التفسخ والانهيار للمشروع أو الحلم ليس بداية النهاية، بل هو النهاية ذاتها وخاتمتها، المسرحية الآن...

عقوبة المتحرش.. ونظام الإيذاء!

كان مشهد التحرش بالفتيات في المنطقة الشرقية صادماً. وقد هزّ المجتمع من أقصاه إلى أقصاه. كان الموقف موحداً على أن هذا الفعل شائن. لكن الفرق في الإدانة، بعضهم وضع اللوم على الفتيات اللواتي لم يقرن ببيوتهنّ!! والواقع أن الفتيات بكامل الحشمة، وخرجن كغيرهنّ لقضاء حق التسوق والترفيه عن النفس، فالفتاة ليست مأمورة...

أحد عشر «مانديلا» لليبيا!

لاشك أن الأوضاع في ليبيا لا تسر عدواً ولا صديقاً. الجنون الذي يمارس في عالم السياسة، والخراب والقتل والتدمير، كل تلك الأحداث تقول إن الأرض في ليبيا محترقة وتحتاج إلى تمشيط وترميم. بدأ الربيع العربي بالتنكيل غير الإنساني بالقذافي، ومن ثم بقتل السفير الأميركي، إلى استهداف الشخصيات العامة والسياسية، الأمر الذ...

غضب متحضر

رفض السعودية لعضوية مجلس الأمن كان قراراً صادماً. ربما أرادت أن تُسمع من خلاله العالم الفراغ الذي يعيشه المجلس. بل كان قراراً "أنيقاً" على حد تعبير مأمون فندي في مقالته "ديبلوماتيك شيك"، بمعنى أن السعودية أخذت موقفين اثنين هما، الصمت والاعتذار عن إلقاء كلمة في الأمم المتحدة، والاعتذار عن عضوية مجلس الأمن. ...

التطهير والحدة الاجتماعية!

خلال الأشهر السبعة الماضية تكررت عبارة "تطهير" في أكثر من حادثة. حين شغب بعض المخربين في بريدة كتب البعض "تطهير بريدة"، والبعض الآخر "تطهير القصيم"، والآن وبعد مطاردة الهيئة في اليوم الوطني  ومقتل ضحيتين مطاردتين، ردد البعض مطالباً ب"تطهير الهيئة"، وهذا المصطلح خطير جداً ذلك أن التطهير ليس مصطلحاً يرتبط ...

إعلام العالم.. ما الذي يجري في السعودية؟!

نعلم أن السعودية هي موضع حديث العالم. وهذا يدلل على أننا لسنا شعباً هامشياً، وعلى أننا نتغير باستمرار. حدثان في هذا الأسبوع كان لهما دوي كبير، أولهما: رفض السعودية لعضوية مجلس الأمن، والثاني-مع الفارق- قيادة المرأة للسيارة. وسائل إعلام في الشرق والغرب تناقش هذه الموضوعات. آخرها وسيلة إعلامية بارزة مثل ال...

قبل أن نقتل «ساهر»!

بطبيعة الحال "الرادار" ليس صديقاً جيداً للجميع، ذلك أنه جزء من النظام، والنظام يكون مزعجاً للكثيرين من الذين يودون لو أن الحياة كلها قامت على الفوضى. "ساهر" قد تختلف مع بعض أنظمته وبخاصةٍ "تدبيل المخالفات"، لكن ليس سراً أن الحوادث قلّت بشكلٍ كبير، وهذه من إيجابيات هذا النظام. من لا يريد أن يصطاده الرادار...

نفير الابتعاث...لا نفير القتل؟!

الأبناء أهم ما نملكه على الإطلاق، وذلك سمى العرب الولد: فلذة الكبد. وبهم نرى وجودنا، فهم الوجه الآخر لنا. الأبوّة والأمومة عصيّة على الوصف، ولا يمكن إلا لمن جربها أن يعيش لذتها، ولكنها بنفس الوقت مسؤولية كبيرة. قرأتُ قبل أيام أن المجتمع السعودي اتجه نحو فكرةٍ حضارية في الواقع، ألا وهي "تحديد النسل"، بح...

الله لا يعبد باللعن!

منذ الصراعات في التاريخ الإسلامي في زمن "الفتنة"، والذي كان ناشباً بشكلٍ كبير، ومسألة التعدي على الآخرين، وأعراضهم بالطعن والشتم سائدة. قد نفهم موضوعياً أن الخلاف كان جديداً، والدماء لم تجف، مما يجعل النفوس مشتعلةً ومشحونة. أما وقد مر على تلك الفتنة أكثر من أربعة عشر قرناً وثقافة "اللعن"، أو العداء بين ا...

موسم حقيق بالدراسة!

بالتأكيد، فإن للمناسبات الكبرى والتجمعات الفريدة أثرها الثقافي والاجتماعي. وقد خلق الحج من الحجاز موطناً للتعددية الثقافية والعرقية، بفعل اختيار الكثير من الحجاج على مدى تاريخ البيت العتيق، جوار هذا البيت الذي تهفو إليه النفوس. وإذا أخذنا مدينة جدة نموذجا سوسيولوجيا للدلالة على الفاعلية الاجتماعية والتعد...

الإخوان والعدوان على الحج!

تحذير وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف من أي أعمال سياسية في موسم الحج يأتي في ظلّ تهديدات من جماعة الإخوان المأزومة المحظورة، التي تريد أن تصدّر الأزمات التي تعيشها إلى الخليج. التهديدات التي قالوها بغرفهم المغلقة وبأماكن تجمعاتهم السرية إنما توضح حجم الحقد الدفين من قبل هذه الجماعة للسعودية. ولنتذكر الم...

وأصبح الشيطان صديقاً!

يطلّ علينا موسم الحج، مجدِّدا تشكيل موسم مهم لنا في السعودية ثقافياً واقتصادياً، بالإضافة لقيمته الدينية الأصلية، فهو من الناحية الثقافية موسم يُعرّف العالم بالسعودية، وأنها ليست بلداً للتنفير، بل بلد جاذب، قابل محتضن، يستقبل الأمم بثقافاتها وألوانها وأطيافها، وعلى المستوى الاقتصادي تستفيد المدن من الضخ ال...

ما يحيي الأرض بعد موتها!

مررتُ على عبارةٍ كتبها أحدهم قال فيها:"لا تثق بمن لا يبرّ بوالديه"، ليست المسألة ثقة أو عدمها. عمق العبارة في وضع البر ضمن أصدق الصدق. في ردّ شخص من الإسلاميين على ليبرالي قال له أنا أحبّك لأنك بار بأمك. البر يسحر القلوب والعقول، ويشغف الألباب، والصورة التي تم تداولها ويظهر فيها معتمر باكستاني يغطي رأس وال...

نحب مصر.. لكننا لسنا مصريين!

أبدع السعوديون في "تويتر"، بالدخول في كل قضية تمس أي دولة في العالم، أو تمس أي مجتمع! من مصر، إلى لبنان، إلى آخر أصقاع الأرض! ومن الطريف أن ساخراً سعودياً، قال لمصري عّلق على مداخلة سعوديين عن اعتصامات رابعة في القاهرة ما الذي أدخلك في شؤوننا؟! لاشك أن حرية الرأي من حق كل أحد، هذا الحق، مكفول في الإع...

مرونة روحاني ماذا تعني للخليجيين؟

قد تكون اللغة السياسية التي يستخدمها الرئيس الإيراني حسن روحاني من ضمن الكلمات العابرة التي لا تطبق بفاعليةٍ على الأرض. كنتُ كتبت فور فوز روحاني بأن هذا الرئيس لن يكون مصلحاً جذرياً لأخطاء النظام الذي سبقه، بل إن إيران كتلة واحدة وهي مشروع واحد وليست جمعيةً عادية، أو شركة يمكن أن تغير إدارتها أو أساليب عمل...

وهل يندثر الإحسان؟!

لفتت نظري قبل أيام صورة عجيبة لبقرة تستسلم لطفلٍ جائع يريد أن يرضع منها بعد أن تركته أمه، وهذه الصورة جزء من مقطع على "اليوتيوب"، وقد انتشر انتشار النار في الهشيم. هذا هو "الإحسان" وهو ليس سلوكاً بشرياً، بل الحيوانات تحسن أكثر من البشر أحياناً، لكن القصد أن يكون أسلوب الإحسان مشاعاً بين الناس. يقال إن "فرو...

يا أهل العلوم والتقنية.. ما يكفي!

هل أصبح أوار البحث عن المثالب يجعلنا نتعامى عن الإنجازات التي تتحقق في السعودية؟! للأسف أن هذا الواقع، بات صحيحاً، خصوصاً من قبلنا نحن الكتاب، الذين بات الرضوخ لرأي الشارع المستاء، يسيرنا، حتى لبات كثير منا يشح على الإنجازات بإعطائها حقها من الثناء، ولو من باب تعزيز الإيجابية، في مواجهة حالات التشاؤم، ال...

أنا مليت!!

لا شك أن من أزمات مجتمعنا، أن يتحول النقاش، عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من نقاش عن أسلوب الهيئة إلى نقاش عن وجودها. فقد فتحت قضية ملاحقة سيارة الهيئة لشابين محتفلين باليوم الوطني إلى انقلاب سيارتهما، ووفاة الأول، وإصابة الثاني إصابة خطرة، وهو ما جعل البعض يُعيد مطالباته بإلغاء الهيئة. والح...

في رثاء بساطتنا!

تتحدث التقارير باستمرار عن انتشار الاكتئاب في العالم، فهو المرض الذي يغزو البشرية، فبعد اللهاث، يأتي السؤال الأزلي: ثم ماذا؟! أو في الدارجة «وبعدين»؟! حتى لحظات الفرح، يعتبرها بعض المتشائمين عبئاً عليهم، ذلك أنها غير مخوّلة بأن تمتد، إذ يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية بعد نشوة الفرحة والبهجة. الاكتئاب ...

في «نص الجبهة»!

مررتُ على أكثر من حساب في "تويتر" وهي متخصصة برصد "الأجوبة المسكتة" كما يقولون، وهي عبارات ظاهرها القوة وباطنها الهشاشة، حين يكون الحوار جاداً فتأتي عبارة حادة وقاسية هي خارج النقاش ثم يسمون تلك العبارة بأنها "بنص الجبهة"، وذلك يعني أن من تلقاها قد أزهق أو أعيي أو أصيب بالتلعثم. وفي الواقع أن مثل هذا الأسل...

فَجّرتها (شوجي)!

في أبريل (نيسان) الماضي، كتبت أن شاكر علي، الشاب السعودي المبتعث، كان أبرز إيقونة نجاح في مؤتمر المبتعثين السعوديين في أميركا، الذي أقيم حينها في شيكاغو،  أمام مئات الحضور الذين يعرفون ما قدمه لهم من خدمات جليلة، من خلال موقع (سعوديون في أميركا)، بإعلانه والدموع تهطل من عينيه، أنه مجهول الأبوين! وفي ما ي...

وطن الشباب!

إذا أخذنا الإحصائيات التي تتحدث عن أعداد الجيل الشاب في السعودية، فسنكتشف أن أكثر من 60 بالمئة من المجتمع من فئة تبحر في زهور عمر الشباب فتياتٍ وشباناً. اليوم الوطني هو يوم فرح وبهجة وسرور، وهو يوم مدني وليس يوماً دينياً لئلا يتحسس البعض من هذه العبارات. اليوم الوطني هو مجال للفرح والتباشر بالخير. الأمير س...

المرأة وروايتها.. لئلا تكون مأساوية!

تتحدث وسائل الإعلام الغربية والفرنسية تحديداً عن التمدد الذي تشهده الرواية السعودية التي تكتبها المرأة. لايمكن الفصل بين معاناة المرأة وكتابتها. ذلك أن الحبر الذي يسيل على بياض ورقها إنما هو نزيف من الألم والتعب الذي صب عليها من قبل الثقافة المجتمعية والتي لم تتح لها أبجدياتٍ من الحقوق، وهي الآن تستعيد بعض...

يوم الوطن .. في حمم الاضطراب!

تحل علينا ذكرى توحيد هذا البلد. من أقصاه إلى أقصاه. يغتني البلد بتنوعٍ كبير، أطياف من السعوديين سنةً وشيعةً وإسماعيلية وصوفية، كل هذا التنوع تظلله الوحدة الوطنية. الانتماء إلى هذه الأرض، إلى "السعودية"، وبينما تضطرب البلدان بجوارنا تفشل الخطط الإقليمية التي تتمنى أن ترى السعودية وقد فقدت رابطتها الأساسية و...

الغضب هل هو أسهل من الحلْم؟

يرى القديس أوغسطينوس" أن أخطر ما في الغضب أن يتحوّل إلى حقد". ولذلك يتعاهد أهل التصوف دائماً  أنفسهم بتنظيف قلوبهم وسلامة صدورهم، ذلك أن القذى الذي يلتصق بالقلب يحول بين الإنسان وادراكه لصفاء الكون، الذي هو شرط لإدراك الوجود، والاستمتاع بالفيض الإلهي والمدد الروحاني. الغضب مادة الحقد، والفيلسوف الفرنسي ...

سليمان وموضي!

الأسبوع الماضي، رحل إلى رحمة الله، رجل الاعمال السعودي، سليمان بن عبدالمحسن أبانمي، عن عمر يناهز 88 عاماً، إثر صراع مع المرض. كثير من الجيل الشاب، لا يعرفون قيمة سليمان أبانمي، إمبراطور المال والأعمال، الرجل المؤثر، في عالم الأسهم والعقار، الذي بنى ثروته من الصفر، بكفاح شخصي، ومثابرة، وصبر، وجدّ. فقد بدأ...

موظف.. ممنوع من حلق اللحية!

لم يكن العرب على خطأ حين قالوا:»شرّ البلية ما يضحك». تبلغ البلية قوتها وتضرب بسوطها حين تكون مضحكةً إلى درجةٍ تختلط معها حالة الحزن العميق، بحالة الضحك الهستيرية. قبل أيام واجهت المحكمة الشرعية في حوطة بني تميم موظفيها بسلة من الاتهامات والمخالفات الوظيفية، متوعدة بمتابعة المقصرين، وذلك بحسب جريدة «ا...