مشاري النعيم

اكاديمي وكاتب مهتم بالتحول السياسي والاجتماعي والعمراني ومتخصص في استشراف المستقبل من خلال قراءة الحاضر .... مؤمن بأن المجتمعات الحية هي التي تصنع الحضارات

إكسبو والعمارة السعودية

>التحديات التي تعيق تطور العمارة السعودية ليست مرتبطة بشكل مباشر بإكسبو كحدث مهم يجعلنا في منافسة مع ما سيقدمه العالم من عمارة لكن دون شك هي تحديات تستدعي التفكير الجاد في الأسباب التي تجعلنا لا نواجه هذه التحديات ونتجاوزها.. يستدعي فوز الرياض بتنظيم إكسبو 2030 الكثير من القضايا التي تتقاطع مع العمارة...

الدكتوراة في العمارة: متخصصون أم مفكرون؟

>التحدي الأكبر الذي يواجه الدراسات الفكرية في العمارة ناتج عن أن الدراسات أصبحت مرتبطة بالسوق وليس بتوسيع مجالات الأفكار، وصارت برامج الدكتوراة مهتمة بتخريج موظفين وليس مفكرين. أصبح من الصعوبة بمكان إقناع أي باحث دكتوراة أن يخوض في مجالات يعتقد أن السوق لا يطلبها.. هل المطلوب أن تنتج برامج الدكتوراة مفك...

غزة وأزمة الهوية العربية الإسلامية

>إن مفهوم "هوية الأمة" لم يعد مفهوماً ثقافياً أو دينياً فقط، بل أصبح يعتمد على ثلاثة أركان رئيسة هي "الثقافة" و"الاقتصاد" و"القوة العسكرية"، وما لم تتوفر هذه الأركان الثلاثة فلا يوجد كيان يمكن القول إن له هوية محددة.. ما تتعرض له غزة من إبادة تحت نظر وسمع العالم، لم يشكل فقط مشكلة أخلاقية عميقة بل إنه...

حكاية العمارة في السعودية

>حكاية العمارة والعمران في الرياض يمكن أن تربط بين السرد القصصي لتطور العمارة خلال أكثر من قرن في هذه المدينة وبين السرد النقدي لتطور الأفكار ومسببات وجودها والكيفية التي أثرت بها هذه الأفكار على القرارات العمرانية والمآلات التي آلت إليها العمارة نتيجة هذه الأفكار والقرارات.. بعض الزملاء الذين قابلتهم ا...

ملاحظات على مستقبل العمارة في مدينة الرياض

>إحدى الظواهر التي نستطيع أن نربطها بآلية تشكل الصورة الذهنية العمرانية في الرياض هي أن النسيج العمراني العام للمدينة لم يستطيع أن يولّد توجهات معمارية يعتد بها، وغالباً ما ارتبط الخطاب المعماري بالمكان الآخر المستقل الذي شكل على الدوام المختبر المعماري والعمراني.. عندما يكون الحديث عن مستقبل العمران ف...

الحرب الصهيو - صليبية

>يجب أن نضع في اعتبارنا أن هذه الحرب الصهيو - صليبية مستمرة حتى لو انتهت الحرب الحالية، وهذا الوضع يفرض علينا ألا نتهاون في الأيام القادمة، فمن حقنا أن نعيد التفكير في الحالة التي وصلنا إليها وأن نعمل على تجاوزها، نحن أمة عُرفت باستجابتها العالية للضغوط والمحن.. التاريخ يعيد نفسه؛ فكما استدعى الصليبيون ...

نحن وحدنا في هذا العالم

>الإحساس بالضعف والعجز موجع، والشعور بأن العالم برمته يقف ضدك وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً يجعلك تقع في حيرة.. نحن نشعر بغصة القهر هذه الأيام لأننا نرى إخوتنا في غزة يُسحقون، ونحن نعلم أننا عاجزون عن مساعدتهم.. لم يكن مجديا في يوم أن نستجدي العالم أن يقف معنا ومع قضايانا، وتأكد هذا الموقف بشكل "بجح" في ...

لماذا يكرهنا الغرب؟

>جزء كبير من الأزمة التي تعيشها الأمة هي الهزيمة النفسية الحادة نتيجة للتراجع الحضاري والعلمي والضعف العسكري، هذه الهزيمة تعمق جراحنا وتدفع بالكثير منا إلى الاستسلام، الغرب يكرهنا لأننا كنا ننافسه ونحن الوحيدين بين الأمم الذين وصلنا إليه في قعر داره وهددنا وجوده.. يجب أن أذكر في البداية أنني لست منحا...

الثقافة الصامتة وخطاب الهوية

>تتجه الثقافة الصامتة إلى خلق فلسفة فكرية ومهنية تسترجع الخصائص الثقافية والطبيعية للمكان، ولكن بأسلوب يحاول أن يخرج عن سلطة النقل من خلال تجريد الأشكال وتطوير عناصرها بشكل معاصر.. الأصل في الهوية الثقافية أن المنتج الثقافي يستمر في خلق أفكار وآليات جديدة، لا تكرر تجارب الماضي، وتنضج الخطاب الاجتماعي، أ...

العمارة المحلية مفتوحة النهاية

>-العمارة المحلية مفتوحة النهاية لا تتعامل مع تكوين تاريخي مكتمل وحاضر في الأذهان بل تتعامل مع المبادئ المشكلة للتكوين التاريخي وتستعيد منها روح المكان، إنها تمثل خطاباً فكرياً يركز على الإشارة للمكان لكن بأشكال مفتوحة ومتنوعة وقابلة للتخليق.. في مطلع الألفية الثالثة طلبت مني مجلة المستقبل العربي الت...

الثوابت السعودية

>ثوابت المملكة الواضحة توازن بين الخارج والداخل، فنحن نسعى لبناء علاقات متوازنة مع العالم ومع الدول التي تجمعنا بها مصالح تاريخية على وجه الخصوص، لكننا نهتم بشكل أساسي ببناء دولتنا اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. ثمة ثوابت لا تحيد عنها بلادنا مهما تغيرت الظروف الدولية، لأنها تمثل المبادئ الأساسية للوط...

هل تسبق التقنية الفكرة؟

>إنني منحاز للفكر النظري، وأرى أنه أداة مهمة لتشخيص حياة البشر ودفعها إلى مجالات أرحب وأكثر ارتباطاً بالثقافة المحلية. أرى في خلق الأفكار الجديدة دعماً للتنوع الذي يحقق الذات ويصنع خصوصية المجتمعات ويجعل من الابتكارات التقنية ذات نكهة محلية خاصة، لكنها صالحة للمجتمعات الأخرى.. علّق أحد الزملاء على مق...

الظواهر العمرانية المتوازية وهوية المدينة

>إن المدن المعاصرة لم تعد قادرة على تحقيق "الاستقلال الثقافي"، فالظواهر العمرانية المتوازية تدفع بقوة وبشكل متصل المنتج المعماري لخلق العمارة والمدن المتشابهة، وإن "الخصوصية الثقافية" لم تعد مجدية في عالم اليوم.. أثار انتباهي وجود العديد من الطرز المعمارية المتزامنة في كثير من المدن الحية، ورغم أنه ي...

هل لا يزال هناك متسع للتاريخ في العمارة؟

>البعض يرى أن التاريخ يخلق نوعاً من الإقصائية لأنه مرتبط بانتماءات خاصة وفي حال العمارة هو مكلف مادياً وبالتالي يقصي ذوي القدرات المالية المحدودة، بينما تمثل الحداثة ومنتجاتها المنهج الاحتوائي الذي يجمع انتماءات البشر ولا يستبعدهم اقتصادياً.. الأسئلة التي يطرحها المهتمون بالثقافة بشكل عام تدور حول «ج...

المكان الآخر والعمارة الأخرى

>المكان الافتراضي تصاحبه تحديات حقيقية، فمن المتفق عليه أن المكان هو مجالٌ تفاعلي، أي أنه يخلق اللقاء الاجتماعي ويصنع "الصدفة الاجتماعية"، وهذا يبدو معقداً في حالة المكان الافتراضي. يضاف إلى ذلك أن المكان يحمل ذاكرة وتاريخاً، فكيف يمكن أن يكون للمكان الافتراضي ذاكرة أو تاريخ.. فاجأتني إحدى طالبات الد...

الهوية والاستقلال الثقافي

>مفهوم الهوية الذي يطرحه الخطاب الثقافي السابق والذي يعني أن تكون مختلفاً عن الآخر وتعبر عن "الجينات الثقافية" التي تنتمي لها أصبح خطاباً نظرياً عاطفياً لا يدعمه تصاعد الثقافة العالمية كقوة تحمل بنية جوهرية قائمة على حاجات البشر المعاصرة ونظامهم الاقتصادي وطريقة معيشتهم، وتقف وراءها مؤسسات عملاقة عابرة للث...

متلازمة الأصالة

>إن مصطلح «متلازمة الأصالة» يحمل نفساً سلبياً يجعل من مفهوم الأصالة بمعناها الابتكاري المتسارع، غير مرغوب فيه، إلا أن هذا لا يعني عدم تأييد معنى خلق الجديد، بقدر ما هي رغبة في ترشيد المعنى وعدم المبالغة في البحث عن الجديد.. هناك إشكالية مرتبطة بمصطلح "أصيل"، فهل هو المرتبط بالجذور أم هو الجديد غير ال...

النقد والثقافة

>في العمارة «موت المعماري» و«موت الناقد» ليس لكون المشاهد والمستخدم هو الذي يجب أن يبتكر المعنى، بل لأن التقنية ستحيل العمارة إلى «منتج وظيفي» يمكن تصنيعه، وسوف تسلب منها روحها المرتبطة بالثقافة.. يذكر منذر عياشي في كتابه "رولان بارت: نقد وحقيقة - موت المؤلف" أن "بارت" لم يعد يرى أهمية لوجود الناقد، و...

التواصل الاجتماعي وتزييف العمارة

>إن تأثير "المعرفة الطائرة" التي باتت تميز هذا العصر نتيجة لهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على مصادر المعرفة المعاصرة قد يساهم في الحد من تطور مهارات البشر في العقود القادمة، والأمر الأخطر، هو أن البشر سيكونون متشابهين أكثر بعكس الفطرة التي خلق الله الناس عليها عندما جعلهم شعوباً وقبائل.. ثمة اتفاق بي...

العربية بين صعود الحضارة وتراجعها

>حالة العربية اليوم محيرة فعلاً ويصعب أن أفكر في حل واحد يعيد هذه اللغة إلى سابق مجدها لكن الأكيد أن العرب والمسلمين مقصرون بشدة في حق لغتهم التي تجعلهم مختلفين عن الآخر ومنتمين إلى حضارة ممتدة وخالدة.. في مقبرة شاه زادة في سمرقند في دولة أوزبكستان كنت أمشي قبل عدة سنوات بين الأضرحة التي تمثل آية في الع...

المدينة تتحدث

>إن العاصمة الدنماركية تقدم نفسها كمكان للعيش وليس للسكن، وهذه العبارة في صيغتها العامة سمعتها من الأمير سلطان بن سلمان، فقد كان يقول دائماً يجب أن نعيش مدننا لا مجرد أن نسكنها، لكن كوبنهاغن تقدم دروساً خاصة في عيش المدينة والاستمتاع بمكونها العمراني والجمالي.. قبل أكثر من أربعة أعوام قمت بزيارة لعاص...

«كونغرس» العمارة

>من يتتبع تاريخ المؤتمرات العامة للاتحاد الدولي للمعماريين سوف يجد أن العمارة العربية ومن يشتغل عليها خارج الصورة وعلى الهامش، والمجتهدون الذين استطاعوا أن يلتحقوا ببعض لجان الاتحاد لم يستطيعوا أن يكونوا عرباً بوضوح وينقلوا ثقافتهم لهذه المؤسسة.. اعتاد الاتحاد الدولي للمعماريين UIA أن يعقد مؤتمره العا...

عندما غابت الدهشة

>الدهشة مرتبطة بالتوقع، فعندما يكون أفق التوقع في حدود ما يمكن أن يتحقق يكون أي منجز يتجاوز المتوقع مدهشاً ويلفت الانتباه، المشكلة من وجهة نظري أنه في عالمنا المعاصر كل حدود التوقّع تكسرت، وأصبح كل شيء، وأقصد ذلك بالحرف الواحد «كل شيء» ممكناً.. يبدو أن البشرية تتجه إلى «اللادهشة»، فقد بعث لي زميل رداً ...

لماذا «إكسبو»؟

>لم يكن إكسبو مجرد معرض للدول ومنجزاتها التقنية والثقافية بل كان تاريخاً لتطور الحضارة الإنسانية كل خمسة أعوام، وهو ما يجعل كثيراً من الدول تحرص على أن تقدم أفضل ما لديها على المستوى المعماري والتقني والثقافي.. صادف وجودي في باريس المعرض والحفل الذي أقامه سمو ولي العهد -يحفظه الله- لاستضافة الرياض "إك...

الرياض وعمارة ما بعد «دوكسيادس»

>نتحدث هنا عن منظومة فكرية ومهنية مختلفة بشكل كبير عن المنظومات التي كانت تعمل في الرياض قبل المخطط، كما أن المنتجات المعمارية التي صاحبت تلك المنظومات الجديدة أحدثت هزة قوية للهوية البصرية/ العمرانية وجعلت مأزق الهوية يبدو أكثر وضوحاً.. قراءة التجربة السعودية في العمارة وفي التطوير العمراني تكاد لا ...

جائزة اليونسكو الفوزان: احتفاء سعودي عالمي بالعلوم

>إن قياس تأثير الجائزة على العلماء الشباب في المملكة يعد إحدى الأولويات التي وضعت منذ البداية، فالهدف ليس تقديم جوائز بقدر ما هو الارتباط مع المؤسسات التعليمية السعودية والمشاركة معهم في خلق جيل قادر على المنافسة مع الآخر وبناء بيئة معرفية إبداعية لها منتجات اقتصادية محلية وعالمية.. يفترض أن ننظر لجا...

الاستعارة والاسترداد: حوار مع أدونيس

>العلاقة بين اللغة والشعور تشبه العلاقة بين الشكل والشعور فكل شكل يولّد شعوراً مرتبطاً به، فإذا حوصرت الأشكال (بما في ذلك الأشكال المعمارية) بين الاسترداد التاريخي وبين الاستعارة من الآخر فقدت ميزتها.. فرص واسعة يقدمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران للقاء قامات ثقافية أثارت جد...

العمارة السعودية.. لحظات التحول

>يصعب الإلمام بموضوع شائك مثل هذا في مقال عابر، لكن الإشارات التي طرحها الطلاب حول ماذا ستكون عليه العمارة السعودية في المستقبل بعد كل هذه التطورات العمرانية والمعمارية وفي ظل غياب نقدي جدلي شبه كامل ينذر بضياع فرصة استثمار هذه التحولات لتطوير مبادئ توجه العمارة السعودية المستقبلية.. طلبت من طلاب مادة...

هوية مترددة أم تهجين عفوي؟!

>تمثل عمارة التهجين المتأخر محاولات عفوية غير ناضجة، ويمكن أن نقول عنها إنها كانت اجتهادات فردية لم يتطور عنها توجه معماري حقيقي، فلم تقد المعماريين مثلاً إلى اكتشاف القوة الكامنة في العمارة النجدية التاريخية، ولم تسهم في خلق تجارب تكرارية تراكمية ساعدت في خلق أفكار جديدة لعمارة الرياض.. إحدى الظواهر ...

من باريس إلى القاهرة

>إن السر في اختلاف الأمكنة رغم ارتباطها بمصدر إبداعي واحد يكمن في دورة حياة كل منها وليس في صنع عمارة ونسيج عمراني متميز فقط. ويتفق الكثيرون على أن حياة المكان تكمن فيمن يسكنه، أي أن الأمكنة تحافظ على حيويتها طالما أن سكانها يقدّرون قيمتها ويشعرون بتاريخها.. لعلي أثير موضوعاً سبق أن تحدثت عنه وهو "أدب...