مشاري النعيم

اكاديمي وكاتب مهتم بالتحول السياسي والاجتماعي والعمراني ومتخصص في استشراف المستقبل من خلال قراءة الحاضر .... مؤمن بأن المجتمعات الحية هي التي تصنع الحضارات

الإثنوغرافيا والمصطلح

>الإشكالية الكبرى التي تواجه أي دراسة إثنوغرافية للبيئات العمرانية التقليدية تكمن في كون الإثنوغرافيا تعتمد على "الرصد المعيش" أي أنها تتطلب دراسة سلوك الناس في بيئاتهم العمرانية التي نشأ فيها المصطلح وتطورت فيها المعاني الكامنة، وهذا غير متاح في أغلب البيئات العمرانية التقليدية في المملكة. لذلك من الضرورة...

ثقافة التجاهل

>الوجه الآخر لثقافة التجاهل هو مقدرة من يعمل بصمت على تجاوز التهميش أو من يقلل من شأنه ومن عمله، فالبشر لا يواجهون امتداد ثقافة التفاهة وانتشارها فقط، بل إن هناك توجهًا متزايدًا للتقليل من شأن العمل الجاد وتحقيره.. وأتذكر هنا ما تشير له الآية الكريمة وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا، فمن طبيعة البشر استصغ...

خواطر في الفن والجمال

>ما يجعل تفسير الجمال غامضًا أن الفن غامض وغير متوقع ويصعب تحديد معايير له، لذلك فرق النقاد منذ زمن طويل بين الفن المرتبط بالخيال الذي يصنع جمالًا مختلفًا كل مرة وبين الحرفة التي تخلق جمال متكررًا.. ربما يخلق العمل الحرفي الدهشة لمرة واحدة لكن الأعمال الفنية غير المتكررة تجدد الدهشة ومعها الأسئلة التي لا إ...

كأس العالم والعمارة المحلية مفتوحة النهاية

>الأحداث الرياضية أصبحت رابطا أساسيا بين التحديات الإنشائية والفلسفة المعمارية المحلية، بصورة أخرى يمكن أن نقول إن العمارة أصبحت جسرا مهما بين الرياضة والثقافة، وهذا الجسر تمثل دوما في التحديات الكبيرة التي تفرضها الطبيعة الوظيفية والهندسية الإنشائية التي تمثل جوهر المباني الرياضية.. خلال فترة وجيزة تصا...

أنظمة المسكن: ضرورات اجتماعية وثقافية

>بعض أمانات المناطق مبادرة أكثر من غيرها وتصدر أنظمتها الخاصة، فمثلا أمانة الشرقية منذ عقود كانت تسمح بتحول الطابق الأرضي إلى مواقف سيارات في عمارات الشقق السكنية دون أن تحسبه في نسبة البناء، وكنت أسأل لماذا لم تتبنَ أمانة الرياض هذه الفكرة مما جعل شوارع المدينة تكتظ بالسيارات.. بدأت ممارسة التصميم رسمي...

تطوير العلوم.. تطوير التعليم

>التعليم الذي يتبنى فلسفة "ستم" يبدأ من تعليم المعلم وبناء مناهج تربط العلوم ببعضها وتعتمد على حل المشكلات وعلى بناء الافكار عمليا وتجربة تطبيقها تصاحب حرارة الصيف هموماً من نوع آخر تتحملها الأسر التي لديها أبناء على وشك الالتحاق بالجامعة، هذه الهموم تزداد عاما بعد عام وكأن الحل الوحيد لبناء المستقبل هو ا...

الأنماط وسلالاتها: رؤية ثقافية واقتصادية

>ثمة اتفاق على أن دراسة الأنماط وسلالتها ليست مسألة زائدة عن الحاجة أو أنه ليس لها دور تنموي، بل إنها تمثل مصدرا مولدا للأفكار الجديدة التي تغذي الابتكارات المستقبلية.. خلال الأعوام الأخيرة عملنا، في قسم العمارة بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل، على تطوير توجه أو مدرسة تحليلية لتفكيك الأنماط البصرية والث...

السريرة والخيال

>من الواضح أن كلمة «سريرة» تفيد غير الظاهر لكنها لا تحدد إذا ما كان هذا الكامن إيجابيا وسلبيا إلا بعد أن يقترن بها وصف يعرّفها «طيب السريرة» أو «خبيث السريرة»، لكن كيف يمكن أن نصف المعاني الكامنة في الأشياء بالسريرة؟ يحاول بعض المهتمين بالمصطلح وتطويره، خصوصا في مجال العمران نحت مصطلحات جديدة ذات جذور ع...

عمارة الألفية الثالثة: تراجع المجتمع والثقافة

>لاتزال العمارة مشتتة على المستوى العمراني، وهذا التشتت قد يحتاج إلى مراجعة مباشرة وإعادة ربط "اركيولوجية" المدينة المعماري ومساراتها الزمنية بمحاور بصرية ومكانية. على أن التقنية لم تساهم بشكل واضح في تطوير المدينة وإعادة تنظيمها على المستوى الاجتماعي والثقافي، وإن كانت ساهمت بشكل واضح في تنظيمها العمراني ...

الروحانية

>الروحانية أحد المصطلحات الكونية التي يتفق عليها الجميع ولا يستطيع أن يحدد ماهيتها أحد، وكل ثقافة تكيّفها حسب معتقداتها وأمكنتها وممارساتها الاجتماعية. يمكن أن نرى التراجع في الإحساس بالعيد على أنه تراجع في قدرتنا على تكييف مفهوم الروحانية لأنماط الحياة الجديدة التي نعيشها.. الأعياد في الإسلام مرتبطة بمن...

الحج.. الشعيرة وهوية «الأمة»

>إحدى القواعد الكبرى التي يقدمها الحج كل عام ومن أكثر من 1400عام هي "التنوع ضمن إطار الوحدة"، وهذه القاعدة ليست فقط اجتماعية، كون الحج يجمع كل أعراق البشر، بل هي قاعدة عمرانية وجمالية واقتصادية.. كل "وحدة" تفرز حولها التنوع الخاص بها، وفي الأصل لا تتحقق فكرة الوحدة والحاجة لها إلا في حالة وجود التنوع.. ...

السبعينات وعمارة الموجة الثالثة

>الحقيقة أن الحداثة المعمارية السعودية لم تكن إلا محاولة لإرضاء التحولات المجتمعية نحو الحداثة التي لم تكن مستقرة ومقنعة بشكل كافٍ، فظهرت العمارة شبه "مترددة" ولم ترتبط بعمق بحاجة المجتمع الثقافية، ربما تكون هذه الظاهرة أخف اليوم لكنها لا تزال مؤثرة.. كل ظاهرة اجتماعية يصحبها منتجات مادية تحاول أن تعبر ...

التوازن الرقمي والحياة الافتراضية

>كل هذه الأفكار والذكريات كانت تراودني أثناء حضوري مقتطفات من هذه القمة الرقمية وقد كان السؤال الأهم الذي في ذهني ولم أستطع أن أسأله أحد هو: هل يمكن أن نحقق توازنا رقميا؟ أم أننا موعودون بمزيد من التحولات المذهلة التي ستغير من المفاهيم التقليدية التي نعتقد أنها تمثل ثوابت الحياة.. تحدث "ستيف وزنياك" Ste...

الأنساق والأنماط

>إحدى الملاحظات المهمة التي قادت إلى فهم الفرق بين النسق والنمط في العمارة هي وجود أشكال بصرية متعددة لمشكلة وظيفية واحدة، النسق في العمارة غالباً ما يرتبط بالوظيفة بينما الثقافة والتقنية والمناخ هي التي تولد الأنماط التي هي في الأساس المسؤولة عن الهوية المعمارية.. يدور جدل منذ فترة طويلة حول الفرق بين...

التراث المتمدد

>إن "التراث" هوية غير ثابتة ويمكن أن يشمل قضايا جديدة، وهو ما يعني أنه يصعب تحديد تعريف واضح للتراث، وتوسيع دائرة التراث لم يكن بالأمر الهين، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الغرب هو الذي يحدد حدود المصطلحات.. في الورشة الدولية حول التراث الصناعي التي نظمتها هيئة التراث بوزارة الثقافة، يوم الثلاثاء الفائت...

دكا.. ملامح الحكومة الموازية

>العاصمة البنغالية "دكا" مدينة تعيش تحت ضغط سكاني كبير لكن كل يوم يولد جزء منها من تحت الركام. جربت شخصيًا وسيلة التنقل الأكثر انتشارًا في المدينة وتسمى "الركشة" وهي شبيهة بالـ"توكتوك" في القاهرة لكنها ليس لها "موتور" ويوجد النوع الذي بالموتور كذلك، لكن "الركشة" تمثل فنًا بصريًا زخرفيًا يلون شوارع المدينة...

دهشة أرض البنغال

>إن هذه الدولة، التي يعتقد البعض أنها دولة فقيرة، هي موقع لأجمل المساجد الصغيرة التي يتم بناؤها في الوقت المعاصر على مستوى العالم ويوجد فيها مجموعة كبيرة من المعماريين الشباب الذين صاروا ينافسون معماريي العالم.. هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها "بنغلاديش"، والمرة الأولى التي أفكر فيها في معنى اسم هذ...

الشكل المجرّب والتطبيع الاجتماعي

>يمكن أن يعطينا الهرم التصنيفي للأشكال تصورًا ماديًا حول فكرة «الشكل المُجرّب» وقدرة المجتمعات على تصنيف المنتجات المادية التي تتعامل معها وتعبر بها عن هوياتها، وفي الوقت نفسه يبين لنا كيف أن «التجريب» نوع من «التطويع» للأشكال والمنتجات المادية لتحويلها من مجرد منتجات نفعية إلى منتجات رمزية تحظى بتطبيع اجت...

الإنصات بالأذن الثالثة

>يصعب صنع خطاب يشتمل على الظاهر والكامن وعلى المرئي وغير المرئي من خلال العمارة والفنون البصرية حتى الأشياء والمنتجات المادية التي طورها البشر دون وجود خطاب منطوق (اللغة)، لذلك مثّلت اللغة (وسلالات اللهجات التي تتطور عنها) حاجة جوهرية، حتى قبل تطور الجانب المرئي (المكتوب) للغة.. سوف أشير إلى مقال الأسب...

خيوط المعازيب: اللهجة ومنظومة التقاليد

>هناك فروق واضحة بين قرية وأخرى، كما أن لهجة مدينة المبرز تختلف إلى حد ما عن الهفوف وباقي القرى. بشكل عام يمكن التعويل على أن منظومة التقاليد التي تحكم مجتمعات الأحساء تشترك في نواة واحدة لكن أطراف هذه النواة تختلف من مكان لآخر وهذا الاختلاف هو الذي يحدد الشخصية المحلية لكل قرية ومدينة في الأحساء. ت...

النظام الكامن في العمارة النجدية: محاولة للفهم

>القدرة الفائقة على استعادة المنظومة العمرانية مرتبطة في الأساس بمنظومة تقاليد كانت تتطور ببطء وكانت تعمل على استعادة النظم الحاكمة للبيئة العمرانية وتوجه قرارات الناس بشكل عفوي دون الحاجة إلى تدوين هذه النظم (التقاليد).. فهم مسببات نشأة العمارة والعمران في منطقة نجد لا يستطيع أن يتجاوز "الجغرافيا" كأح...

لغة الأنساق.. بين ظاهرة المسجد ونواة الهوية الوطنية

>تقدم هذه المنهجية المترابطة فرصة لفهم النواة الإبداعية لكثير من الظواهر، خصوصاً العمرانية، والأهم من ذلك أنها تستطيع أن تشخص العناصر المادية وغير المادية، الأكثر تأثيراً في تكوين الهوية الوطنية، فهي تبحث عن النمط المشترك الذي يخلق التنوع.. ربما تكون مصادفة حسنة أن تكون مناقشة رسالة الدكتوراه للطالبة أ...

النواة الإبداعية وحتمية التطور

>الجوهر الذي يقوم عليه العمران هو "التطور" وليس الاكتمال ومن ثم السكون، وهذا البحث عن الاكتمال هو الذي يجعل العمارة تنتقل من خطاب فكري إلى آخر، أي أن العمارة لا تنتظر أن يموت الخطاب الفكري السائد حتى تنتقل إلى خطاب جديد، بل إن التوجه الجديد غالباً ما يولد من ظاهرة التطور الدائم للعمران.. من خلال طرح ف...

السيرة العمرانية للمدينة

>إن كتابة أي سيرة عمرانية تتطلب تضييق الفجوة بين ما يتصوره العقل وما تراه العين، لذلك من الضرورة بمكان تطوير منهجية علمية شبه "إثنوغرافية" تعتمد بشكل كبير على إعادة تركيب المشهد المعماري والعمراني حسب تطوره التاريخي بكل حضوره الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والتقني وحتى السياسي.. كتابة السيرة الذاتية يف...

نظرية المكان وإشكالية التراث الفكري

>من المؤسف أنه لا يوجد تراكم تاريخي للأفكار والمناهج الفكرية التي تطورت في التراث العربي فقد وقفت جميع المحاولات عند زمنها ولم تتطور بما يكفي كي تساهم في بناء النظريات المعاصرة في مجال العمران.. توقفت جميع المحاولات في التراث العربي والإسلامي لتطوير مفاهيم فلسفية يمكن أن نعتبرها "نظرية منهجية" لتحليل ال...

التأسيس والهوية المستدامة

>إن الاحتفاء بالتقاليد ومظاهرها يظل في إطار الاحتفاء والتّذكّر، ولا يعني هذا الاحتفاء أننا لا نزال نعيش في الماضي، كما أن هذه التقاليد هي ضمن الجزء المتغير من النواة الإبداعية للهوية المبكرة كون النواة تتكون من عدة مستويات من المبادئ والمظاهر التي تتدرج من الثابت إلى المرن والمتغير.. ثمة اتفاق على أن ...

الرياض وترشيد الحداثة

>ترشيد الحداثة تمثل في توجهين أحدهما ركز على تعزيز الهوية الفردية من خلال تبني توجهات بصرية ذات فرادة لا تتكرر والآخر ظهر بوضوح بعد ذلك على مستوى الهوية العامة من خلال العودة إلى الجذور المعمارية التاريخية وتطور عمارة ذات طراز تقليدي جديد.. يتفق الكثير على أن صدمة الحداثة في عمارة الرياض بدأت في مطلع ...

القيم والوعي

>إن الإنسان يعيش بين وعيين: الأول مرتبط بالوعي الاجتماعي وعلاقة الأنا بالمجتمع وهذه علاقة تسلب من الإنسان كثيراً من قيمه الفردية وتعيد تركيب شخصيته وفق إرادة المجموع وتنظم قيمه وما يؤمن به وفق المكان الذي يجد نفسه داخل المحيط البشري الذي ينتمي له... عجزت أن أجد تعريفاً واضحاً لكلمة "قيم" علماً بأنها ...

الصف الخلفي

>إن فكرة "المقعد الخلفي" قد تكون مجازية أكثر من كونها مادية، وربما المسألة تتعلق بقراءة ما بين السطور، وهذه تتطلب أن يفصل الناقد نفسه عن الحدث حتى يستطيع قراءته. هذا يجعلني على قناعة أنه كلما كان الناقد مستقلاً ومحايداً كلما استطاع أن يرى التفاصيل بوضوح.. لاحظ بعض الزملاء أنني أفضل الجلوس في الصف الخل...

حوار حول العمارة في الحضارة الإسلامية

>يبدو أن محاولات تقديم العمارة في الحضارة الإسلامية لم تكن مقنعة بالقدر الكافي، ونعزي الأسباب إلى تغلغل البعد العاطفي الذي يفقد أي بحث علمي ونقدي الحياد، ويقوده إلى المبالغة التي تتوافق مع النتائج المسبقة والراسخة في الأذهان.. الجدل الذي دار في الندوة التي نظمها مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية يوم ال...