مشاري النعيم

اكاديمي وكاتب مهتم بالتحول السياسي والاجتماعي والعمراني ومتخصص في استشراف المستقبل من خلال قراءة الحاضر .... مؤمن بأن المجتمعات الحية هي التي تصنع الحضارات

من توسيع الصندوق إلى التفكير خارجه

>إن مجرد توسيع أي فكر سائد لا يعني بأي حال خلق فضاء للتجديد والتغيير، وقد يكون توسيع هذا الفكر يساهم في خلق مزيد من التقليد والسكون وبالتالي البقاء خارج المنافسة، وهذا التوجه لا يمكن أن يخلق مجتمعات ومنظمات حية ومتجددة وقادرة على تحديد اللحظة المناسبة للتغيير.. أي حديث حول التفكير خصوصاً عندما يكون حو...

الوعي النقدي والوعي المجتمعي

>مهمة النقد تتلخص في توجيه المنتج المعماري، وما يتبع ذلك من توجيه للقرارات التي تنتج العمارة، وفي صناعة وعي على مستوى المجتمع يساهم في توجيه المنتج المعماري ويهذبه.. خلال الشهير الأخير وجدت نفسي داخل دائرة النقد المعماري بما تمثله هذه الدائرة من زخم تعليمي وفهم خاص وعميق للحراك الاجتماعي والثقافي ومت...

ديناميكية التقاليد

>الأسئلة التي تطرحها «ديناميكية التقاليد» موجهة للحاضر الذي تحكمه التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تخلق «تقاليد كونية» و«هوية كونية» وتؤكد عولمة الثقافة التي بشّر بها كثير من المفكرين في مطلع هذه الألفية، يجب أن نتفق على أن التفكير في المحلي مقابل الكوني يواجه تحديات غير مسبوقة تجعل من صمود المحلي أمر...

عين على المستقبل

>تأبى المملكة إلا أن تفرض وجودها في تشكيل المستقبل وتشارك العالم في صنعه، ليس بالأمنيات بل بالتخطيط والتنفيذ على أرض الواقع. في اعتقادي، كما ذكرنا حينها، أن مثل هذه الجائزة تساهم في بناء القوة العالمية الناعمة للمملكة، وتعمل على تحدي الصورة النمطية التي يحاول البعض سجننا داخلها. بعض الأسئلة تدور حو...

النقد كثير الأذى

>تكمن أهمية فكرة "نقد النقد"، كون النقد غير المكتمل يشكل في كثير من الأحيان عبئاً كبيراً وإعاقة لكثير من الأفكار التي كان من الممكن أن تولد في فضاء نقدي متحرر من معتقد أن النقد كثير الأذى.. في عالم النقد غالبا ما تكون العلاقات غير مستقرة ودائما ما تتطور العلاقة بين الناقد والمحيط الذي يمارس فيه النقد بش...

عندما تحدثنا الأشياء عن أسرارها

>هذا العقل يواجه مشكلة حقيقية مرتبطة بالحبكة غير المرئية التي تمثل جوهر الأشياء التي نراها عادة، وغالباً ما يقع هذا العقل في أسر ما يراه ظاهراً ولا يستطيع أن يتجاوز الظاهر، لذلك يصعب القول: إن عقلنا النقدي في مجال العمارة يمكن أن يصل للنضج قريباً. قبل فترة وجيزة قلت لأحد الزملاء: إذا كنت تستطيع أن ترى ا...

الواقع بين الاستيعاب والتجاوز

>لا يمكن تجاوز الواقع دون استيعابه، ولا يمكن استيعاب الواقع بالمشاهدة وجمع الشواهد والأدلة السطحية، على هذا الأساس يجب أن ننظر لعمليتي الاستيعاب والتجاوز على أنهما آليتان يشكلان منهجاً واحداً لتفكيك الظواهر التي تحيط بنا.. الظاهرة التي يصعب تفسيرها هي الاستسلام المريب للواقع، وهذه الظاهرة لها علاقة عميق...

تخليق المستقبل

>لا يمكن أن يتطور الإنتاج دون فكر حقيقي نابع من البيئة المحلية، فمن ينادي باستيراد التقنية مثلاً يغفل في أحيان كثيرة أهمية وجود البيئة الفكرية الخصبة لتقبل هذه التقنية وتبنيها. نجد هذا في المثال الكوري على وجه الخصوص، فالتحول يبدأ على مستوى البنى الفكرية قبل التفكير في نقل التقنية وتطوير آليات إنتاج وإلا س...

الهوية: سلطة الماضي وفروض المستقبل

>مصطلح «الأزمة» عادة ما يطلق على الحالات التي تواجه اهتزازاً مفاجئاً في سياقات الإنتاج المرتبطة بالتصورات الذهنية التي عادة ما ينتج عنها منتجات تشكيلية بصرية/ جمالية، ويرتبط بشكل عميق بالآليات التقنية والتشغيلية بالإضافة إلى السياقات العامة التي تحكم الإنتاج بشكل عام.. نواجه مجموعة من التحديات المعاصرة ...

عمارة المسجد ومفهوم الأمة

>لا يمكن أن يكون هناك "أمة" دون وجود ترابط وتعارف اجتماعي، واندماج بين الثقافات المختلفة التي يمتد لها الإسلام، وهي في الوقت الراهن كل الثقافات الإنسانية، إذاً: كيف يتحقق مفهوم الأمة معمارياً؟، وهذا سؤال عميق لم يُفكّر فيه سابقاً، إذ إننا عندما نقول إن "المسجد يجمع العالم" أو كما هو شعار "المسجد: مبنى عابر...

كأس العالم

>لا يستطيع أحد أن ينكر أن قطر استطاعت أن تنقل جزءاً من الثقافة العربية والخليجية والإسلامية والقيم المرتبطة بها إلى شعوب العالم كافة، وفي مناسبة واحدة وبشكل عملي لا لبس فيه، محاولة ناجحة سيكون لها تأثير مستقبلي لا يمكن رصد حدوده.. لأبدأ بفوز المملكة على الأرجنتين المرشح للفوز بكأس العالم، شخصيا في كل م...

الفن الإسلامي.. نظرة مغايرة

>العلاقة بين الفن والعمارة في الحضارة الإسلامية يجب أن يتجاوز الزخرفة والصور السطحية القشرية، ويجب أن يعيد التكامل المكاني الثابت والمنقول، البصري والوظيفي، ويجب أن نذكّر أنها مهمة تتطلب الكثير من البناء المنهجي.. خلال الأيام القليلة الفائتة تقاطعت مع مناسبتين أحسب أن هناك علاقة جوهرية بينهما، الأولى مؤ...

مؤتمر عالمي لعمارة المساجد

>المؤتمر لا يقتصر على هذه التجربة العمرانية التاريخية الفريدة بل يركز على مشكلات الحاضر فقد توسع المسجد في الانتشار وصار يخوض غمار العولمة المعمارية، ولكن للأسف بنفس الأدوات القديمة، أو لنقل دون اجتهادات علمية رصينة موثوق بها.. أحد محركات التطوير هو البحث العلمي، وعندما يتعلق الأمر بالمساجد وعمارتها فنح...

كلية عمارة بنكهة عسيرية

>يمكن أن أتوقف عند مسألة تصب في صالح الكلية الجديدة، وهي موقعها في عسير، هذه الميزة تجعلها مختلفة عن باقي كليات العمارة في المملكة، ويكمن الاختلاف في ثراء الموقع الثقافي والطبيعي.. طالما ذكرت أن التعليم المعماري يشكل ثقافة تعليمية خاصة وصارمة، وطالما سببت هذه الخصوصية إشكالية كبيرة مع إدارات الجامعات وا...

تفتت المعايير التاريخية

>يكمن مبدأ عدم الثبات النسبي الذي صرت أقيس به جميع الظواهر المعاصرة في تغير مصدر توليد القيم والمعايير خصوصاً آليات التواصل بين الناس، ولهذا المقياس إشارات عدة تجعلنا نتكهن أننا مقبلون على عالم غير مستقر سياسياً واقتصادياً وحتى ثقافياً.. يبدو أن العالم بأسره يمر بمرحلة عدم ثقة في كل الثوابت السياسية وا...

بين المتوسط والجزيرة العربية

>إن فهم آليتي "التّأثر" و"التكيّف" بين المتوسط والجزيرة العربية يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة لفهم كثير من الجذور الثقافية التي ساهمت في خلق ثقافة الجزيرة العربية، فهذه الجذور شكلت الحضارات الإنسانية الأولى، وربما تكون تراجعت في فترات تاريخية معينة، لكن الحوار مع المتوسط لم ينقطع.. قبل نحو عشرين عاماً تلقي...

عمران في ظلال السياسة

>يبدو أن «الطبقية المعمارية» تطورت تراكمياً من خلال تكوّن الطبقية السياسية والمجتمعية واستجاب لها المعماريون ولم يحاولوا مقاومتها إلا متأخراً بعد أن تشكل وعي العدالة المعمارية، رغم أن «أفلاطون» بيّن أهمية المدينة العادلة لكن لم يصغِ له أحد، لأنها فكرة تتعارض، ربما، مع التركيبة العقلية والقيمية للبشر.. ت...

العمارة بين النقل والعقل

>لعل أهم ما تشير له فرضية تراجع العمارة في الحضارة الإسلامية هو أن النواة الإبداعية المولدة للحضارة الإسلامية تراكم عليها وحولها الكثير من الغبش الذي يعيق ويدفع إلى السكون والتكرار ولا يحث على الابتكار والإبداع.. يعمل أحد طلاب الدكتوراه على فكرة مثيرة، وهي أن العمارة دائماً تعبر عن الفكر السائد بلغة صام...

مهارة التفاهة

>مهارة التفاهة ظاهرة موجودة منذ القدم، لكنها لم تكن مهيمنة كما نراها اليوم. ولو حاولنا أن نبحث في الدوافع التي تجعل منها ظاهرة شبابية بامتياز، سوف نجد أن المحركات الاقتصادية كلها، تقريبا، تحث على استثمار مهارة التفاهة وتحويل من يملكها إلى نجم يشار له بالبنان.. قال لي زميل ذات مرة: أراك تتذمر من هيمنة ال...

وطن طموح وعمارة غير مسبوقة

>أرى علاقة مباشرة بين الاحتفاء باليوم الوطني 92 وبين الاحتفاء بالأفكار الجديدة التي تثيرها "ذا لاين"، والعلاقة تكمن فيما تسعى له المملكة من إحداث تغيير جذري لا يستهدف القيم الأساسية التي قامت عليها المملكة بل أنماط التفكير البالية التي لم يعد لها مكان في عالم اليوم لا أعلم إن كان من حسن المصادفة أن أقوم ب...

حياة وموت الأفكار

>ما السر في أن بعض الأفكار تتطور وتستمر ويؤمن بها كثير من الناس، وبعضها يموت حتى لو حاول من يقف خلفها أن يفرضها بالقوة ويجند لها كل أسباب النجاح؟، هل السر يكمن فيمن يستقبلها ومدى استعداده لتقبلها؟.. رواية البيت الصامت التي بدأ كتابتها الروائي المعماري التركي أورهان باموق وهو في عمر الثامنة والعشرين، تتن...

التجربة والتطبّع

>من الجدير بالذكر أن البشر يملكون مقدرة على صناعة أنماط سلوكية جديدة، وقد يتعارض هذا مع القول السائد: الطبع يغلب على التطبع، لكن يتفق البعض على أن "التطبّع" ليس مجرد ممارسة سلوكية عفوية، بل هو برنامج تدريبي واعٍ.. يخطئ من يقول إن الإنسان لا يصنع فضاء جديدا مع كل مرحلة في حياته، ويخطئ من يحبس حياته في ق...

قوة الأنساق

>قوة الأنساق تنبع من الفطرة الإنسانية المولدة للثقافات، وفي اعتقادي أن إحدى الأفكار التي غيرت مجرى تاريخ الإنسان، وساهمت في صنع الحضارات هي اكتشافه المبكر للرابطة الاجتماعية وفهمه لأهمية "رابطة الدم".. ثمة اتفاق على أن البشر يملكون برمجة عقلية تجعلهم ينتهجون أنساقا محددة في حياتهم ومعاشهم وحتى في أنماط ...

تقلّص الإبداع وجفاف الخيال

>إحدى الجدليات التي يثيرها المهتمون بالتنمية والتطور هي: هل تحتاج التنمية إلى بناء فكري معرفي؟ ويبدو أن الفكر يسبق التنمية والصناعة وأي حراك اقتصادي وفني، والمجتمعات لا تتطور مادياً من الناحية الجوهرية إلا إذا بنت قاعدة فكرية عميقة مرتكزة على الفلسفة والعلوم الاجتماعية والعلوم البحتة.. الجدول الدراسي ...

العقل مشكلة الإنسان

>هناك «هوية نقلية»، أي أنها هوية تكرارية معيارية نصوصية، وهناك «هوية عقلية» نسبية وغير تكرارية ومتجددة، والفرق بين الهويتين أن الأولى تختزل الزمن في حدث وصورة واحدة، فالتكرار وإعادة ما هو مجرب والخوف من الأفكار الجديدة وتأجيل التحديات، تشكل سمات هذه الهوية، بينما تحرر الهوية العقلية نفسها من أي قيد.. ...

الرواية والدراما المكانية

>ثمة اتفاق على أن الرواية تبدأ من المكان الذي يشكل رابطة الأحداث والشخصيات، ويظهر أن ما نسميه، نحن المعماريين، ظاهرة الارتباط بالمكان Place Attachment يشكل مفصلاً أساسياً في خلق الحدث الدرامي الذي تصنعه المدينة بأشكال متعددة، لكن يغيب عنا، وأقصد المعماريين، أن كل رابطة مكانية تحتاج إلى الوقت والأحداث التي ...

ذاكرتي العمرانية مع جريدة «الرياض»

>إن ممارسة الكتابة النقدية المعمارية الذي أسست له صفحة العمران والتنمية انتقل إلى «حروف وأفكار»، حيث أتاح المقال الأسبوعي استعراض مناهج التفكير والنقد المعماري إضافة إلى التقويم المباشر لكثير من القضايا في التعلم والعمران وغيرها.. عندما بدأت جريدة "الرياض" في إصدار صفحة خاصة حول العمران والتنمية في العام ...

عمارة عربية تتحدث لغة أجنبية

>كما أن ذاكرة التراث تحتاج إلى صيانة وحفظ كذلك يجب أن ننظر للتراث على أنه ليس كياناً جامداً بل هو واقع يتطور، وهنا تكمن العلاقة بين عبارة حسن فتحي والحوار المثير الذي دار في أروقة مقر الجمعية الذي هو "عمارة" أي مخزن تجاري أو "بخار"، تم تجديده ليواكب متطلبات العصر.. يوم الأربعاء الفائت كنا في ضيافة ال...

التلاشي البصري

>يمكن أن أصنف التلاشي والتكشف البصري ضمن الخبرة الجمالية، وهذه الخبرة هي التي تجعلنا نتنبه لبعض الظواهر، وهي التي تولّد لدينا فضول المعرفة وتثير لدينا الأسئلة. كما أنها ظاهرة تولد من وجود تقاليد غير منظورة وكامنة في بنية الشكل نقلها من صنع الشكل.. وعدت بعض الزملاء أن أتناول مصطلح -أدعي بأنه جديد- انتب...

كيف تتشكل الثقافة العميقة؟

>الثقافة العميقة، كما أراها، عفوية يصعب إدارتها ولا يستحيل توجيهها، لكنها تعتمد في الأساس على "الشغف"، ودون هؤلاء الذين يملكون هذه الرغبة والعشق لما يقومون به لا يمكن أن تتشكل هذه الثقافة. هذا يجعلني أنظر إلى العمل الثقافي المؤسسي بتوجس، فهل يمكن أن يولّد مثل هذه الثقافة أو أنه سيحدّ من ظهورها.. الحدي...