ملحة عبدالله


أسواق أم معارض؟

>الأسواق العربية، رغم أنها مكان للتجارة والمقايضة، إلا أنها كانت أيضًا ميدانًا فسيحًا لتبادل الآراء، وعرض الأفكار، والتشاور في مشكلات الأمور، ومجالًا للمفاخرات والمناظرات والمحاورات، ومعرضًا لإذاعة مفاخر القبيلة وشرف الأرومة، وناديًا واسعًا لإلقاء روائع الشعر، والمباهاة بالفصاحة، والمفاخرة بالبلاغة، وفيها ...

فنون التخدير!

>من هنا نشأ ما يمكن أن نسميه «بفنون المجاملة أو فنون التخدير» التي لا يقدر عليها غير حلاقي الصحة العاجزين رسمياً عن ممارسة الطب الفني، فالتذوق الفني هنا قد هبط أو انتكس إلى مضاعفات ومتناقضات غامضة تلقائية يكون من الصعب تماماً التحكم في اتجاهاتها أو يكون الثمن غالياً.. من المعروف والمسلم به أن هناك عقار...

جذوة المسرح في مسقط

>قد نجد في بعضها ما يشبهنا، لا بأس من التفاعل معه، أما أن نحاول التفاعل مع ما يناقض ملامحنا، ملامح تكويننا، وجيناتنا الحضارية، فإن الاغتراب بمعناه المؤلم نتاجٌ مؤكد، فلنلتفت إلى مرايانا أولاً، ثم فلنلتفت لمرايا الآخرين في الجهات الأربع لنبحث عن التقاطعات الجمالية والإنسانية.. لم يكن حضور مهرجان المسرح...

بين اللطف والعطف

>إن التمادي في العطاء واللطف، ما هو إلا قنبلة موقوتة تنفجر على حين غرة وبلا مبررات، بينما الطرف الآخر يصبح حينها معذبًا لما استدره واستنزفه من مشاعر تعطى له بلا حدود، ويلوم نفسه في كل لحظة على خسارته الفادحة.. ولكنه قد فات الأوان.. في ظل ما يُعرَف باللطف، يكمن العطف تحت معطفه، الذي يختلف ويتفق معه في كث...

ظاهرة مقيتة!

>كل هذه المشكلات التي طرأت على الشخصية العربية نتاج سرعة هذا التطور -الذي لا يزيد على مئة عام وهو بحساب بناء الحضارات لمحة بصر- لم تخلق شخصية متوازنة بين تلامس الأمس واليوم، فالشخصية لا تزال هي تلك القبيلة المتحجرة والمبنية على مفاهيم معينة، وبين ثوب حضاري متزيٍّ بهذا اللون وتلك الصبغة، وبين الداخل والخارج...

الفوضى المعرفية!

>إن محتوى رسائل التواصل الاجتماعي لا تعبر إلا عن آراء أصحابها؛ لكن مع غياب الوعي العام، والقدرة على الفهم والتحليل، يتقبلها الكثير من الأفراد على أنها أمور مسلمات، فتعم الفوضى المعرفية، وكل يلقي بما في مئزره على قارعة الطريق.. في يومنا هذا يكثر الجدل، ويكثر اللغط، وتتكون أفكار قد تكون زائفة، ويعتمل في ا...

القـوة والإرادة

>تطور المجتمع السعودي من تنظيماته القبلية إلى مستوى الأمة الواحدة بسلطتها المركزية، قد بدأ مع مطلع القرن العشرين ويرجع الفضل في النمو الثقافي والاجتماعي في المجتمع السعودي، إلى جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز آل سعود، الذي وحد أجزاء المملكة، وأقام الدولة الحديثة ووضع أسس الإصلاح والنهوض الاجت...

«نورت الدنيا يا معالي الوزير»

>منذ تأسيس وزارة الثقافة السعودية -في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي محمد بن سلمان حفظهما الله- وهي تعمل على شمولية الثقافة العربية ووحدتها والصعود بها إلى مصاف العالمية وهذا مطلب كبير وشاق؛ إلا أنه قفز بنا إلى المصاف المنشودة في فترة وجيزة في عمر الزمن تقاس ب...

الثقافة المادية والأنسنة

>لم تكن أنسنة المدن بدافع رفاهية الإنسان وتحسين عيشه فحسب، وإنما للحفاظ على أثره الإنساني المستمد من عراقة وعمق تاريخه، ذلك لأنه في الآونة الأخيرة من تحرير الهندسة المعمارية المعاصرة، وخاصة في الثلاثين سنة الماضية، أصبحت هناك قطيعة معرفية بين المكونين الثقافي والاجتماعي.. إن التراث المادي هو ميراث الش...

بالسرعة القصوى!

>لم يكن هذا المشروع للأهداف المذكورة سلفاً لتحقيق رؤية 2030 فحسب؛ وإنما لخلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، هذا بالإضافة إلى إنه أصبح أيقونة عالمية يستخدم تقنيات الطاقة المتجددة، إنه مشروع استثنائي وتاريخي، ما يجعله أحد أكثر أنظمة النقل كفاءة واستدامة في المنطقة.. كلما نظرت في أي مدينة من مدن المم...

العولمة بين الحداثة الجديدة والتفكيك!

>إذا كانت عولمة الحداثة قد ارتبطت منذ بدايتها بالتباعد بين الزمان والمكان، فإن الصور المعاصرة منها قد بالغت في هذا التباعد ووسعت منه، يبدو ذلك جلياً في علاقة الحاضر بالغائب فقد اتسعت الهوة بين الأشكال والأحداث الاجتماعية المحلية الحاضرة وبين الأحداث والصور الاجتماعية الغائبة؛ فأصبح الحاضر ينكشف على أحداث و...

العولمة بين الحداثة الجديدة والتفكيك

>إذا كانت عولمة الحداثة قد ارتبطت منذ بدايتها بالتباعد بين الزمان والمكان، فإن الصور المعاصرة منها قد بالغت في هذا التباعد ووسعت منه، يبدو ذلك جليًا في علاقة الحاضر بالغائب؛ فقد اتسعت الهوة بين الأشكال والأحداث الاجتماعية المحلية الحاضرة وبين الأحداث والصور الاجتماعية الغائبة؛ فأصبح الحاضر ينكشف على أحداث ...

حذاء فان جوخ والحقيقة الغائبة

>على القائمين على الفعاليات الفنية إحضار نقاد متخصصين في لجان التحكيم ولا يخلطون بين مبدع وناقد بدعوى استغلال النجومية للتسويق الإعلامي وهذا سبب كبير في تدني مستوى الفن برمته وخاصة في إصدار الأحكام ومنح الجوائز لأنها أمانة علمية وما أثقلها من أمانة.. شكلت لوحة الحذاء للرسام الهولندي الانطباعي، أو ما بعد...

تجديد الخطاب النقدي

>النظر في آلية الخطاب -كونه إبداعيًا- أمر حتمي، لامتلاك ناصية المتلقي ولكي نجعله متخذًا لقرار ما، بما يحتويه الخطاب نفسه في ضوء هذا الغثاء الذي تحدثه وسائل التواصل ومخاطرها، وفي ضوء عدم امتلاك الذكاء الاصطناعي للوجدان والعاطفة.. إذا ما سلّمنا أن لكل عصر خطابه، وأن لكل فئة من فئات البشر خطابا يتناسب مع س...

الدبلة وخاتم بروميثيوس

>ارتداء السلاسل والأساور يرجع إلى مفهوم ليس للالتزام فحسب وإنما يتعدى ذلك إلى الإذعان والخضوع والامتثال، لأن الأسطورة اليونانية تقول إنه لم تكن هناك مظاهر لهذه الأزياء إلا عندما سرق بروميثيوس النار وأهداها للبشر فعوقب بوضع السلاسل في عنقه والأساور في يده ثم رُبط بصخرة عقابًا له، ومن هنا أصبحت السلاسل والأس...

أيهـا المـديـر

>المدير أو المسؤول يقع بين حدين، إذا لم ينتبه لهما أصبح مريضًا نفسيًا، وذلك لأن شأنه شأن الممثل في علم الأداء التمثيلي، ذلك أنه في عمله يتقمص شخصية المدير المسيطر المؤهل لأداء مهام يجب أن تنتهي بنجاح مع أفراد عمله.. لأنه كما ذكرنا يقع بين حدين إما التقمص أو الاندماج.. يقول أحد الباحثين في شخصية المدير إ...

شبّاكنا ستائره حرير

>قدسية المرأة العربية التي تميّزها عن غيرها هي قدسية جسدها، والذي بات لحمًا تنهش فيه عيون الغرباء جرّاء ما نراه اليوم من تحلّل أخلاقي، يدّعون أنه تحرر وجرأة ومنافسة للمرأة الغربية في سلوكها وممارساتها، وهنا يكمن تذويب الشخصية العربية التي تسعى بلادنا للحفاظ عليها؛ فقد أصبحت بناتنا في خطر، وأصبح الحديث عن ه...

المبدع ومواصلة الاتجاه

>مسألة مواصلة الاتجاه من أصعب المهام لدى الكاتب، وهي التي تعمل على التشعب والتلاقي في الوقت ذاته، وهي من تحافظ على ترابط الفكرة برغم ما يعتمل العمل من أفق انتظار ومن ترقب يأخذ بتلابيب المتلقي في شد وجذب، مما يؤدي إلى ربط المتلقي بالعمل تاركًا العديد من المفاجآت التي لا يتوقعها ذلك المتلقي الشغوف؛ فكسر التو...

في ظلال المجلس

>جميع أفراد العالم وشعوبه تنشد الأمن والاستقرار، لكن المجتمع الدولي بمؤسساته المؤدلجة لا ينشد ذلك؛ فها هو الشعب الفلسطيني يعاني تحت الحصار وقتل المدنيين وهدم المدارس والمستشفيات وقتل الصحفيين، وهدم منشآته المدنية، بل هدم مربعات سكنية بكاملها، ودهس المدنيين تحت جنازير الدبابات عنوة ونبش المقابر والتمثيل بال...

ومضات الكتابة

>هناك أفكار تتولد ثم نشرع في كتابتها بعد أيام أو أسابيع، وحين يحل هذا الضيف أو هؤلاء الضيوف جميعًا يكون الكاتب أثناء لحظات الكتابة في عالم أرقى وأنقى من عالمه المحسوس، وقد أطلق عليه بعض المفسرين عالم «اللا وعي»، لكننا نطلق عليه عالم (السوبر وعي)؛ وهي تلك المنطقة التي لا يسمح بدخولها سوى للمبدعين فقط.. إ...

الحب والحرب

>الحب هو سحر خفي في ذاته لا يستطيع أحد مقاومته! فهو من يعمر قلوب البشر بعمارة بهيجة تقاوم كل مآسي الحياة، وهو نظرة بين عاشقين خلسة عن أعين الرقباء، يرتحل بالوجدان بعيداً عن واقع الحياة المكبل لكل شيء، فتركض الأرواح في فضاءات رحبة في سماوات التلاقي، لقد أعلن عن موت الحب!.. أتذكر حينما دخل علينا الأستاذ...

في يومها المجيد

>رؤية 2030 أبهرت العالم في فترة زمنية وجيزة ووثابة كخُطَى أبنائها المخلصين، والمتسابقين في الإنجاز، حتى أصبحت أعناق العالم الآن تشرئب طولًا أملًا في الوصول إليها وإلى ما هي عليه الآن، نظرًا لما أحدثته من هذا التطور والحديث في جميع المسارات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، علمية، تكنولوجية، ثقافية، وفنية، وما ...

لمسة الجنون!

>إن تحدث إليك ناقد عربي عن «شيطان» قيس بن الملوح فلا تصرفه هازئاً بل تدبر ما تشتمل عليه عبارته من معانٍ جمة تهمك في دراسة النقد، وإن قرأت فصلاً عن «مجنون» بني عامر فلا تحسبن أن الحب وحده قد أودى بعقله، بل تذكر أنه قال شعراً أو قوّلته الأساطير شعراً.. لمسة الجنون نعت يخيف أي إنسان، ونعت لا يطمح الإنسان ...

العرب والإتيكيت

>وآداب الضيافة ثلاث، وهي خاصة باستقبال وتوديع الضيف وهي: (العود أي البخور - والعطر - والقهوة)، فالقهوة هي المشروب المقدّم والمفضّل في أمور الضيافة، وخصوصاً القهوة الممزوجة بالهيل، وكثرة الهيل دليل الكرم، ويتبعها درجة مغلي الزعفران، أو مغلي الليمون أو القرفة أو شيئاً من الحليب المحلى.. لم يكن العرب قد ...

وللجط كلام آخر..

>فن (الجط) أو (القط) له خصوصية ذات انعكاس على الشخصية في المنطقة الجنوبية لما تتبادله من تأثير مع البيئة.. فإذا ما تأملنا ألوان مادته سنجدها واضحة صريحة غير غائمة، وهي إحدى سمات الشخصية، كما أنها تأخذ الوضوح من الشخصية ذات البيئة المشجرة المزهرة والشمس الساطعة وهو ما يفسر الشخصية ذاتها.. لقد اشتهر فن ال...

فلسفـة البـاب

>من عادات العرب المرتبطة أنه يؤخذ على الرجل أن يأكل وبابه مغلق، فالباب المفتوح دائماً ما هو إلا وسيلة إعلان لدعوة الضيف ودلالة على رخاء وكرم أهل البيت، مثله في ذلك مثل النار.. قد لا يخطر ببال البعض تتبع تلك التفاصيل الدقيقة فيما تركه لنا الأجداد من تراث ومن حضارة، ذلك الشأن الذي يحفظ للذهنية العربية هوي...

الحماية الفكرية وشرف القبيلة

>قوة الضبط الاجتماعي لها سلطانها على سلوك الأفراد فكان قانون العيب من أشد العقوبات وأقساها، فالعربي لا يخشى شيئا أكثر من اللوم والدَّين (فتح الدال) لما لهذين الأمرين من قبح يجره الفرد على نفسه وأهله وعائلته.. للكلمة شرف، وملكيتها أيضا شرف يتولى بها صاحبها أرقى التراتب الاجتماعي؛ أما إذا سلب منه هذا الشر...

الضوء والظل في العرض المسرحي

>إن الضوء له انقسامات لا نهائية من اللون، ما يحملنا أيضاً على تحويله إلى علوم معرفية تجعل العرض المسرحي مفتوحاً أمامنا ويفسر لنا ما يخبئه صنّاع العرض والمسكوت عنه في جعبتهم الفكرية، خاصة أننا الآن في حال من النهوض بالمسرح والإقبال الكبير على العروض المسرحية؛ فالأحرى بنا ومن الواجب أن نطرح كل تلك التفسيرات ...

المنمنمة وتطورها

>هناك تأثير لفن المنمنمات الشرقية في فنون غربية ليس في منهجية الحجم والكتلة، وإنما في مساحات الخط المسطح، وعلى سبيل المثال ما نجده في المدرستين التعبيرية والتكعيبية فكلتاهما تعتمدان على البعد الواحد وأغلب استلهامهما لهذه الخطوط المسطحة جاء من الفنون البدائية ومن رسوم الأطفال لاعتمادهما على البعد الوجداني و...

الملامح القبلية في الشخصية العربية

>إن العرب قد تذوقوا الحرية، فلم يكن بإمكانهم أن يغيروا أفكارهم، وأيضاً سلوكهم بسرعة. ولا يسمحون لأي غريب بالاقتراب من طبيعتهم، وما تحملها من خصائص يعتبرونها جزءاً لا يتجزأ من ذواتهم، فهم شديدو الغيرة عليها، ولا يحتكرونها لأنفسهم في الوقت ذاته.. إن التاريخ الاجتماعي للمجتمع القبلي يرتبط برباط وثيق ببيئ...