ملحة عبدالله


للتذوق أخلاق

>في هذا العصر المليء بالتقلّبات الثقافية والمزاجية كيف يتأتّى لنا احتواء بعضنا البعض لنبني مفاهيم جديدة تناسب هذا العصر وهذا الزمان، ونخرج من دائرة التعالي والقذف والنكران إلى دائرة خدمة المنتج الذي هو أهم بكثير من الأفراد أنفسهم؟ كلما تحدث ثورة تقنية تحدث أمامها ثورة ثقافية مصاحبَة باضطراب الأذواق واخ...

كناسة العطار!

>إن وجود العطارين في يومنا هذا أصبح كثيراً، وتسويق الكناسة بات رائجاً، وبحثُ العطارين عن تسليع بضاعتهم هو ما أفسد الساحة بكل معطياتها، ربما كان استسهالاً أو بحثاً عن مكاسب أو توفير نفقات محالهم من عمالة وإضاءة وضرائب وإعلام واستعلام، كل ذلك يجعلهم يبحثون عن مخرج وكسب واستسهال.. كناسة العطار كلمة تتردد...

الذكاء العاطفي والكتابة

>الشخصية التي تتمتع بمهارات الذكاء العاطفي، يمكنها التفاعل مع الآخرين ومناقشتهم وإقناعهم وتأدية الانفعالات والخلافات أو حلها بحسب الموقف الدرامي من أجل التفاعل؛ فالانفعالات تنتقل سريعاً بالعدوى.. في كثير من الأحيان نتساءل: ما الذي يجعل هذا الكاتب متفوقاً كثيراً عن أنداده من الكتاب وهم كثر؟ ثم تقام ال...

الإرهاب بالثقوب السوداء

>لم يعد في الوقت بقية كي نعكف خامدين خاملين على زجاج نوافذ معتمة لا نرى منها سوى ما يدغدغ فضولنا، ويخدر عقولنا ولا يترك لمجتمعاتنا سوى غيبة تغييب وتلصص على مخادع اليقظة والنائمين! بهواتف مستقبِلة ومُرسلة، بينما الدوائر تدور حولنا ولسنا عنها ببعيد.. حقيقة غرائبية، عجيبة، ومدهشة، حينما تحارب جل دولنا العر...

احفظ دعائم بيتك

>متع الحياة الرائجة مع تطور مفردات الواقع والحياة، جعلت الآباء والأمهات يهرولون إليها بذاتية مفرطة، متناسين ما بين أيديهم من كنوز المستقبل فلذات أكبادهم.. إننا حينما ننشئ معماراً هندسياً -لا تكون دعائمه على فراغ- مزيناً ومزركشاً بألوان وأصباغ ملونة، بل توضع له أعمدة وقواعد بنسب هندسية يعلمها مهندسو التش...

مفتاح السر!

>إن الكتابة المسرحية من أصعب الفنون الحرفية الإبداعية، كونها تحوي ذلك البعد التقني إلى جانب الموهبة، ويبدو أن الجانب التقني بعناصره ومفرداته يظل خفياً غائباً في أغلب النصوص التي تقع بين أيدينا، لأن له حرفية خاصة يتفرد بها عن الرواية والقصة والسر والحكي مهما بلغت من حرفية اللغة ومهما تعددت الأزمنة والأمكنة ...

المونودراما ما هي؟

>المونودراما: محاكاة لفعل درامي محدد له طول معين لشخصية واحدة يقدمها ممثل واحد مستعرضاً أزمة الشخصية تجاه نفسها أو تجاه الآخرين من خلال المناجاة والجانبية والحوار مع شخصيات افتراضية ومشفوعاً بألوان التزين الفني.. لقد ازدحمت الأرفف بالمؤلفات المسرحية ذات المونودراما، وصار يستسيغها الكثير من أجل البوح و...

المرأة وصياغة الرأي العام

>على المرأة بصفة خاصة تصحيح صورة المرأة العربية بأيديها هي دون سواها، والبعد عن تلك التفاهات المستوفدة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي طفت على السطح، وتم استجلابها لتشويه صورتها تحت إغراء المال وتدفق ما يسمى أعداد (الفانز) و(الترند).. حينما كنا طلاباً ونقوم بتحليل النصوص العربية والعالمية، اتضح ...

تحولات البنية الدرامية

>إن مفهوم التحولات الدرامية هو ذلك الانتقال والتمازج بين المسرحية نصاً أو عرضاً وبين ما هو قديم ومستلهم، هذا التمازج والانتقال يحكمه ذلك الانتقال الاجتماعي والتاريخي المعاصر للبناء الدرامي، وذلك لمعالجته والتمازج معه لنتمكن من الدخول إلى عوالم المسرحية.. في هذه الأيام ونحن على مشارف المهرجان المسرح ال...

عالمنا الخفي

>الفينومينولوجيا مدرسة فلسفية تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر، كما أن علم الفينومينولوجيا هو نقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية) ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. غير أنها لا تدعي التوصل للحقيقة المطلقة المجردة سواء في الميتافيزيقا أو في العلم بل تراهن على فهم نمط...

الجين هو الغالب

>إن العربي منا نشأ في جينه الأصلي وفي عمق تكوينه على خاصية مجتمع الإيثار، والعيش في جماعات، وهذا واضح في تاريخنا الاجتماعي لا يقبل الشك، فقد كان الرجل يجور على نفسه وهو أحوج ما يكون لذلك.. بكل تأكيد إن هناك فرقا كبيرا بين المدنية والتمدن، فالتمدن /الحضر، هو استحضار تفاصيل التحضر والحضارة بأن يكون الأفرا...

مَن سيقود مَن؟

>التجربة التي عشتها (..) جعلتني حريصا على أن أكرر لكم ما سبق وقلته مراراً وتكراراً لا تتعاملوا مع الذكاء الاصطناعي بمنطق الهواة، لا بد من التعليم والتدريب والتأهيل واكتساب المهارات التي تجعلكم تمتلكون القدرة على تطويع هذه التقنيات لصالح البشر وإجبارهم على تنفذ أوامرنا حتى نحقق الاستفادة منهم في إنجاز أعمال...

طريق الحرير عند العرب!

>كان العرب يتحكمون في مراكز التجارة في العالم لما لموقعهم من أهمية كبرى، ولما للعربي من خبرة في دروب الصحراء التي لا يفك شفرة طلاسمها سواه، وهو ما يُقِرُّه غيرهم في هذا الشأن. ومحطات التجارة العظمى المنتشرة في جزيرة العرب متعددة، مثل: عكاظ، وحضرموت.. لقد كانت أسواق العرب في الجاهلية وفي صدر الإسلام من أهم...

كيف يصبح الخيال واقعاً؟!

>الأنماط الرفيعة من الموسيقى أو المسرح تجعلنا ندرك معنى إيجابياً تماماً، لا تكتفي بأن تهز أعصاب المرء أو تثير الانفعالات فيه، وإنما تضيف إلى ذلك إيقاظ العقل –عن طريق الحواس- وتنبيه الملكات الواعية، وكشف حقائق جديدة كانت النفس تجهلها من قبل.. لم يكن للخيال من قدرة ليأخذ بيدنا وبأذهاننا طواعية لنصل إلى ...

بين الواقع والمجهول

>في حضرة المعرفة وتجلي العلوم نجد كل مجهول وغامض في طريقه إلى التواري؛ نظراً لانتشار الوعي وحضور المعرفة وزحمة التحليلات العلمية والتجريبية، فأحياناً نشكرها على هذا التجلي، وأحياناً ندعو عليها لأنها حرمتنا وقضت على الغموض، كما قضت أيضاً على جانب كبير من سحر هذا العالم الخفي المجهول الذي عشناه في طفولتنا.. ...

حينما تحدث أبو الهول

>حسن حامد كان أحد نماذج الصناعة والتطوير لمنظومة الإعلام المصري ودخوله عصر الفضائيات، حيث أسس أول قناة فضائية مصرية، وكذلك أسس قطاع القنوات؛ قنوات النيل المتخصصة، والذي كان أول رئيس له، ثم رئيساً لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، حتى اختتم مسيرته في مدينة الإنتاج الإعلامي حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة فيها.. ل...

أوبريت وإلا..

>فن الأوبريت من أعقد الفنون المسرحية وأصعبها على الإطلاق، بالرغم من بساطته في صورته النهائية؛ إلا أنه يحتاج إلى فهم وعلم وتقنية وصنعة، لكي يُحدث ما يسمى بالتسرب الانفعالي.. ولم ينجح في هذا الفن غير فنانين مسرحيين معدودين في الوطن العربي على مدار تاريخ المسرح العربي.. ما فن الأوبريت؟ ما هو وما يجب أن يكو...

هل تولد الرأس أم تُستنبت؟!

>كان للعرب القدامى سَبْقٌ في تناول الفكر بالنقد والتحليل والتنظير، بالإضافة إلى أن آراءهم النقدية تمتزج بآرائهم الفلسفية، فيستنبتون الرؤوس بنظريات تتناسب وواقعهم وبنياتهم المجتمعية والسياسة والنفسية أيضاً، والتي تشع بها أرجاء فكر وفلسفة الأدب المعاصر.. هل عهدنا جسدا بلا رأس؟ نعتقد أنه لو وجد ذلك لفر الب...

لكي تتضح الصورة

>الإشكالية الكبيرة أن كل ماض يحمل بذور استمراره، فيحمل عناصر البقاء فلا يتحلل، كما أن كل حاضر يحمل بداخله بذور فنائه أيضاً بداخله! ويزيد من شدة الصراع ثم يتحول بدوره إلى ماض.. هذه الجدلية التي نطرحها ونعرضها دون الميل لأحد طرفيها، وإنما لنضعها بطرفيها أمامنا لكي تكون الصورة أكثر وضوحاً لكل منا.. صراع بي...

الإذاعة والثقافة

>الإذاعة فن محسوس يرتسم في المتخيلة ويتسرب إلى الوجدان ويعمل على التربية والرقي والذوق الرفيع، ذلك لما له من خصائص تخيلية تشف عن مكامن الحس والحدس طبقا لتسربه الوجداني ولوفرة تناوله في أي مكان وفي أي ظرف من الظروف وفي أي مكان من الأمكنة.. لم تكن الإذاعة وليدة آنية كوسيلة من وسائل البث المباشر، بل قد عهد...

المملكة ورمانة الميزان

>لم تكن هذه الريادة وهذه القوة العظمى للمملكة وليدة ظروف سياسية أو اقتصادية وبالصدفة، وإنما جاءت نتاج استراتيجية كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، لما يوليانه لهذا البلد الأمين من جهد وفكر وتفانٍ وإخلاص وحرص على مكانته.. لم تكن المملكة العربية السعودية ببعيدة عن الإصل...

نهضة المعرفة

>هذه النهضة في المملكة لم تكن مجرد انفتاح ثقافي وفني لمسايرة ما يحدث في العالم فحسب، وإنما هي هبَّة معرفية كبيرة بحسب رؤية 2030 لنصرة هذه الأرض بما تحويه من كنوز وجمال ومعارف وآثار، يندر مثيلها في هذا العالم المترامي الأطراف، حان للعالم أجمع أن يعرفها.. عين وعين، وذائقة وذائقة، وجمال وجمال، يجمعها كله...

الثورات العربية وملحقاتها

>لم يعد بخاف على أحد ما آل إليه حال كل بلد عربي بداية من العراق مروراً بسوريا واليمن وليبيا وها هي السودان تشتعل، فكلما أطفئت نار في بلد اشتعلت في بلد آخر وكأن مخالب الذئب لاتزال ناشبة في جسد الفريسة، ولن يتم تدارك ذلك سوى بالوعي التام لمجريات هذا المشروع المدمر على الفرد قبل الجماعة.. لم تكتمل فرحة العيد...

اليمن

>إذا ما نظرنا لمنصة المساعدات السعودية لليمن فسوف نجد أن قيمة المساعدات خلال العقود الماضية تتعدى عشرين ملياراً، وإذا ما نظرنا لقيمة المساعدات الدولية لليمن سنجد أن السعودية تشكل أولها وأكبرها دعماً ومساندة.. إنه حين يتحدث المتحدثون وينطق الناطقون ويقيم المقيمون ويتناول المتناولون علاقة اليمن بالمملكة ...

هنا الطائرة

>منّ الله علينا بشباب متحمس واعٍ مثقف عالي التعليم والتخصص؛ ومن الملاحظ أن ثمة شكاوى من بعض شبابنا من التضييق عليهم، وعدم وجود أمان وظيفي للغالبية، فبعض المؤسسات بعد تعيين الفرد تدفعه لتقديم استقالته بعد الفترة المحددة تفادياً لزيادة نسبة الراتب.. حينما ترتفع الطائرة بأجنحتها البراقة وكأنها تمزق السما...

عندما كنت قصيراً!

>الفرد منا حر أبيّ، يرفل في ثوب الحرية منذ خلق، وإن لم يكن ذاب في دهاليز الحياة بحثاً عنها، فهل تتقارب الحرية مع ما ذكرناه من مثالب العصر الجديد بتقنياته وآليته وذكائه المفترض والمحتمل والمدخل بمدخلات لا تتبدل إلا بنا نحن بني البشر؟!.. حينما كنت قصيراً -(شبر ونص) كما يقال، ومثلي كل أقراني!- كنت أقترب م...

المسرح في يومه المجيد

>المسرح هو الركض في فضاءات الطبيعة ببساطة وبدون عناء، فوعي الإنسان بعلاقته المتلازمة والمتماسة مع الطبيعة هو ما يكسبه تلك البهجة المستفيضة التي لم تستطع أن تكون محددة أو محدودة!.. لم نكن في يوم من الأيام نذهب إلى المسرح متحفزين ومتمنطقين بما تعلمناه من قواعد فنية، وأدبية، وعلمية، وفلسفية، ونظريات معر...

الأطباق الطائرة في حارة القرى

>لم تكن هذه السطور مجرد ذكريات ولِهَة بالماضي بما يحمله من علامات فارقة بينه وبين الحاضر فحسب، وإنما تأملات في تربية الأجيال على كل ما ذكرناه من تفاصيل، كل تفصيلة منها تستدعي منا تأليف كتاب أو إنشاء دراسة.. لا شيء يعدل ذلك الحس الطفولي، حينما نعبر الطرقات قبل ساعة الإفطار في رمضان، في حارة صغيرة تكتظ ب...

العلاج بالدراما

>كان شعار المسرح منذ بدايته هو ذلك الوجه الضاحك الباكي في الوقت نفسه إلى يومنا هذا، وبما أن هذين الانفعالين يؤديان بدوريهما للذة والسرور أو الأسى والكدر، فذلك يدل على التخلص الزائد من الطاقة الزائدة في النفس والتي تسبب التوتر والقلق مما يؤدي إلى الاسترخاء والشعور بالراحة.. أتعجب حينما يطلق الكثير -وبعضه...

العلاقة بين الإبداع والخيال

>الربط بين الوعي والإدراك والتخيل هو ما يقود العمل نحو الدهشة والتي هي أهم ما يميز النتاج في نهاية المطاف، وعلى الجانب الآخر إذا ما سيطر الوعي سيطرة كاملة -لحظة تدفق التخيل- أعاق تلك الدهشة المرتقبة عن التحقق.. الإبداع كلمة لكنها في مضمونها شيء عظيم، وكثير من المنظرين أعزوها للموهبة، وآخرون ردوها إلى الا...