قبل أن توافق العنوان، أو ترفضه أخي القارئ سأتحدث بما لدي من أرقام وإحصاءات ومن ثم لك الخيار.
لو أخذنا فترة زمنية بسيطة من تاريخ الإنسان وهي 100 سنة، وهو القرن الذي ولدنا فيه، أي القرن العشرين سنجد:
حدثت خلال القرن العشرين وحده 265 حرباً! بداية من حرب بوير بين عامي 1899-1902، وتبعها حرب الألف يوم، والحرب الروسية الصينية عام 1900م، والحرب اليابانية الروسية عام 1904م، الى حروب البلقان الأولى، ومن ثم حروب الثورة المكسيكية، والحرب العالمية الاولى بين عامي 1914- 1918م، بكل ما فيها من فظاعات، مروراً بإبادة الأرمن، والحرب الروسية الأهلية، والحرب الإيطالية الإثيوبية، إلى أن نصل إلى أكبر المجازر والخسائر البشرية مع الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1939-1945م، حتى بعد الحرب العالمية ووجود الأمم المتحدة استمرت وتيرة الحروب من دون توقف، حتى وصلنا إلى الرقم 265 حرباً خلال ال 100 عام من تاريخ الإنسان.
عدد الذين ماتوا جراء هذه الحروب 203 ملايين شخص!
فقط الحرب العالمية الأولى قتلت 20 مليوناً، والحرب العالمية الثانية 50 مليون شخص!
أنا متحفظ في الإحصاءات، فبعض الإحصاءات تشير إلى أن العدد الكلي للقتلى لمجموع الحروب خلال القرن العشرين 258 مليوناً!
لو حسبنا عدد مجموع عدد السنوات التي قضاها الإنسان في الحرب خلال القرن العشرين وحده لبلغت آلاف السنوات!
أنبه القارئ إلى أننا نتكلم عن القرن العشرين، أي: القرن الذي يطلق عليه قرن الحضارة، والتكنولوجيا، والتعليم، فما بالك بنسبة الحروب في القرون السابقة من تاريخ الانسان.
منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، والإنسان يبحث عن السيطرة، وتوسيع النفوذ، وأخذ ما لدى الآخرين، وهي غريزة متأصلة بالنفس البشرية.
يقول المفكر الكبير برنارد شو: (الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي..) بينما لا يشكل الأسد الشبعان أي أذى.
يقول مارتن فارفسكي: (الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يستطيع الإيذاء عن بعد.. وهو أكبر خطر على فصيلته).
تاريخ الإبادة الجماعية للإنسان، وقتل أخيه الإنسان زاخر بالأمثلة منذ بدء الخليقة، فهناك عندما دمرت ميلوس الجميلة بواسطة اليونانيين في أثناء الحرب البيلوبنسية، وتدمير حضارة الإنسازي في أمريكا الوسطى، ومنها تدمير المغول بغداد، والقرن العشرون مملوء بالإبادات المليونية، كما إبادة الأرمن، وإبادة الهلوكوست، وإبادة راوندا، والإبادة البوسنية.
نستنتج مما سبق أنه لا يوجد سلام في هذا العالم، والتاريخ يعيد نفسه في حلقات! فالأصح عدم استخدام كلمة (سلام) بين الدول، ولكن الأدق استخدام مصطلح - عدم الحرب - لأن الأصل في التاريخ هو الحرب.
وللحفاظ على ما يدعى (السلام) يجب تطبيق مبدأ توازن القوى، وقلناها ونكررها ما دام من حولك أحسوا بضعفك، فيقومون بنهشك، أما الذي يحميك بعد الله فهو قوتك الذاتية.
فلا أحد يستطيع أن يلوم بلد حباه الله بالخيرات كالمملكة مثلاً بأنها تنفق كثيراً على الدفاع والتسلح، فمهما صرف في الدفاع والأمن ليس بخسارة فحماية مقدرات أي بلد لا تقدر بثمن. لو فعلاً الإنسان يريد السلام لما كانت ميزانية الدفاع والتسلح في العالم 1,745 ترليون دولار! بينما حسب كتاب جيفري ساشس (نهاية الفقر) يقدر أن المبلغ اللازم لإنهاء الفقر بالعالم هو 175 ملياراً أي عُشر ما ينفق على الدفاع.
وهذا يعيدنا إلى كلام أستاذي الراحل كينيث ولتز في مدرسة الواقعية الجديدة عندما قال: (كل دولة يجب أن تساعد نفسها بنفسها لكي تبقى على قيد الحياة، فنظام العالم مبني على الفوضى والنزاع).
1
أبو محمد
2014-07-08 19:26:45كلام جميل يا دكتور فعلا يجب تقوية انفسنا فهي الضمانة بعد الله لحماية بلادنا 0والتمني فعلا أن ما يصرف علي النواحي العسكرية لدينا هو فعلا حقيقة والله أسئل ا يحمي بلادنا من كيد الكائدين
2
عسه
2014-07-08 15:08:06تصور ان العالم لم يحدث به حروب او مجاعات او كوارث طبيعة او امراض كم سيكون عددهم.. توازن بيئي
3
مرحا مرحا
2014-07-08 14:27:50فعلا فنظام العالم مبني على الفوضى والنزاع لا على السلام و الأستقرار و الدليل أن الله عز وجل أمر المسلمين في القرآن عدة مرات بالدفاع عن النفس و بقتال المعتدي حتى يكف عن أذاه و تسلطه فذلك من باب التوازن و منع استمرارية الحروب و الفوضى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ).
4
الواقع
2014-07-08 12:05:35معروف هذا الشي الله سبحانه وتعالى ذكر هذا الشي في القران،،
الحروب قائمة الى ان يرث الله الارض ومن عليها،،، السلام مصطلح
غربي لتضليل الشعوب،، الله يكفينا من فيه شر ويرد كيده في نحره
5
SAUD FAHAD 35
2014-07-08 10:48:47بحث رائع :
لكن لا وجود للهولوكوست إطلاقاً.
6
الجنوبي
2014-07-08 10:40:20الضعف يغري من حولك
وهذا الكلام ينطبق على الدول والجماعات والأفراد
حتى أقرب الناس إليك.
لذلك لا تظهر ضعفك لأحد ولا تبين حاجتك
ونقاط ضعفك لأحد.
7
فيحان
2014-07-08 10:14:10مقال جميل وانا الحمد لله من خلقت وانا عايش بسلام ولا علي من غيري انما حبذا لو تكتب مقالك القادم عكس مقالك اليوم واكيد يوجد... اليس كذلك ؟؟ شكرا لك شي طيب وبالتوفيق.