قرأت للمفكر الكبير عباس محمود العقاد كثيراً، ثم نسيته زمناً وانصرفت إلى كتب أخرى، وهذه الأيام عدت إليه باشتياقي إلى صديق قديم، ولكي أفتح الشهية للقراءة بدأت بحديث العقاد عن نفسه..

تحت عنوان (في بيتي) ذكر أن في غرفة الاستقبال (تمثاليْ بومتين) يتحدى بهما الشؤم ويسخر من المتشائمين! كما أنه اختار لمنزله الرقم (13) تحدياً!

قلت: ولو حكمنا على العقاد بطريقة تفكيره لقلنا إنَّ وجود البومتين يدل على الاهتمام بموضوع التشاؤم والشؤم، كالطفل الذي يحاول أن يغني طرداً للخوف، وإنما يدل على عدم الاهتمام الإهمال وعدم الاكتراث!

  • ويدعونا الأستاذ لغرفة النوم قائلاً: حجرة النوم في بيت الرجل الأعزب كحجرة الاستقبال وحجرة المائدة وحجرة المكتب.. ليس عليها حجاب.. وأضاف: غير أنها تعنيني ولا تعني أحداً غيري من الناس اللهم إلاَّ بعض الصور الفنية التي فيها وكلها منسوخة من أصولها المحفوظة في متاحفها ما عدا صورة أصلية لفطيرة شهية فوقها قدح يقطر العسل عليها ولكن فوقها صرصار وذباب يحوم، ومع العسل المنحدر ذباب ميت وآخر يضطرب!

قلت: قرأت - على ما أذكر - أن العقاد طلب هذه الصورة بهذه المواصفات! ويقال إنه أحب امرأة وخانته وندمت فكانت كلما قرعت بابه باكية نظر للصورة فعافت نفسه وأصم سمعه عن ندائها!

  • وفي غرفة الكتب يحتل الشعر ربع المساحة، ويرى العقاد أن الكتب هي حقاً الغذاء وكل الفيتامين..

  • أما غرفة الطعام ففيها مائدة صغيرة و(تابوت!) يحتوي على راديو قديم ومئات الاسطوانات من الموسيقى والأغاني يقول إنه يسمعها إذا ملّ القراءة في ليل الشتاء الطويل ويتمنى ذلك ليل الصيف ولكنه يضطر للجلوس في الشرفة يرقب سكون الليل ويخشى أن يسمعها في الشرفة "لأن منظر رجل مسن يستمع إلى الأغاني في الثالثة بعد منتصف الليل منظر يرشحني للجنون!».. كما يقول!