يخرج اللواء منصور التركي بين حين وآخر معلناً عن قدرة رجال الأمن على إحباط عملية تهريب أطنان من المخدرات بمختلف أنواعها، ومن يشاهد الكميات التي يحاول المروجون إدخالها البلد ووسائلهم المبتكرة، لابد أن يدرك خطورة الحرب التي تخوضها وزارة الداخلية لحماية شباب الوطن من سلاح المخدرات الفتاك، الذي يستهدف أمن المملكة، والتي لا يستبعد أن تكون خلفها منظمات دولية، بل دول يهمها إغراق المملكة بهذه الآفة للقضاء على شبابها.

ولأن الحرب كبيرة وضخمة كماً وكيفاً وغاية، فإن محاربة المخدرات والقضاء عليها وعلى المروجين ليست مسؤولية وزارة الداخلية فقط، بل لابد أن يشارك الجميع في تلك المسؤولية، خصوصاً الإعلام الذي يجب أن يكون الداعم الرئيس لجهود الوزارة، وأن يكون له دور أكثر تأثيراً عبر إستراتيجية إعلامية شاملة وواعية؛ للتوعية بمخاطر المخدرات عبر مختلف الوسائل الإعلامية.

ولابد أن يتزامن ذلك مع سن قوانين صارمة تجرم الترويج للمخدرات بأنواعها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي والإنترنت، ومنع كل مشاهد التدخين في الأعمال الدرامية المحلية والخليجية، بعد أن أصبحت مشاهد المخدرات والحشيش تملأ القنوات الفضائية عبر مشاهد ولقطات غالباً ما تكون مثيرة ومغرية للشباب!.

إن المملكة - وهي تواجه حرباً شرسة - قادرة على القضاء على تلك الآفة الخطيرة، متى ما تكاتف الجميع بدءاً من المدارس والأندية الرياضية والأسرة وقبلهم الإعلام، وكما جففت منابع الإرهاب عبر قوانين صارمة، فهي قادرة أيضاً على تجفيف منابع المخدرات من خلال سن قوانين أكثر صرامة، لجميع أنواع الترويج، ومراقبة المواقع الإلكترونية، وأيضاً من خلال الارتقاء بمستوى البرامج التوعوية والعلاجية.

الإعلام - يا للأسف - لا يزال حتى الآن غير مدرك خطورة هذه الحرب، وغير مدرك لأهميته فيها، وما نأمله أن نجد إستراتيجية إعلامية وطنية يتم من خلالها تحديد مسؤوليات وسائل الإعلام المختلفة في هذه الحرب التي تستهدف وعي شباب الوطن وعقولهم.