الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.. فإن الله فضل الصحابة على من جاء بعدهم من قرون الأمة. قال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك هو الفوز العظيم) وقال تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والإيمان من بعدهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقَ شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وقال سبحانه: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظَ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) الحديث. وقال عليه الصلاة والسلام (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). فلا يجوز سب الصحابة عموماً ولا سب أحد منهم.. ومن سبهم أو سب أحداً منهم فقد عصى الله ورسوله وخالف إجماع المسلمين وصار من المنافقين الذين قال الله فيهم (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) ومن سبهم فقد طغى في الإسلام الذي تحملوه وبلغوه لمن جاء بعدهم فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الذين نشروا الإسلام بالدعوة والجهاد. فحقهم علينا توقيرهم واحترامهم ومحبتهم والاقتداء بهم والثناء عليهم قال الله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) وقد ظهر الآن طوائف وأفراد يتنقصون الصحابة ويسبونهم أو يتنقصون ويسبون بعضهم في القنوات والمواقع. وهذا طعن في الإسلام وفي حملته ومعصية لله ولرسوله ومخالفة لإجماع المسلمين، قال الإمام المزني الشافعي في كتابه شرح السنة صفحة ٨٧: ويقال بفضل خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضى الله عنه فهو أفضل الخلق وأخيرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وثنى بعده بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعاه في قبره ونثلث بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم بذي الفضل والتقى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. ثم الباقين من العشرة الذين أوجب لهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم الجنة. ونخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفضيل. ثم لسائر أصحابه من بعدهم رضي الله عنهم أجمعين. ويقال بفضلهم ويذكرون بمحاسن أعمالهم، وتمسك عن الخوض فيما ستجد بينهم فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم ارتضاهم الله عز وجل لنبيه وجعلهم أنصاراً لدينه فهم أئمة الدين وأعلام المسلمين ورضي الله عنهم أجمعين انتهى... وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي في كتابه: اعتقاد أهل السنة في صفحة ٥٠ وما بعدها: ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار الصحابة إياه. ثم خلافة عمر رضي الله عنه بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه. ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر. ثم خلافة علي رضي الله عنه ببيعه من بايع من البدريين عمار بن ياسر وسهل بن حنيف ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقته وفضله. ويقولون بتفضيل الصحابة الذين رضي الله عنهم لقوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة). وقوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم...) ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن من بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل. ولم يوجب ذلك للتابعين إلاّ بشرط الإحسان فمن كان من التابعين من بعدهم لم يأت بالاحسان فلا مدخل له في ذلك. ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه يعني الكفر لقوله: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في جوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظَ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) فأخبر أنه جعلهم غيظاً للكافرين انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنا ربنا إنك رؤوف رحيم) وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم إلى أن قال: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديرهم: (أذكركم الله في أهل بيتي) وإلى أن قال: ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) إلى أن قال في فضل عموم الصحابة (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله انتهى.
وبهذا يتبين خطأ وضلال من يسب الصحابة أو يسب بعضهم خصوصاً في وسائل الإعلام إما عن ضلال وكفر وإما عن جهل.
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق والصواب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- عضو هيئة كبار العلماء.
1
سعد مبارك
2013-08-30 21:06:30بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وليت الدوله تسن قوانين صارمه لمن يسب او يلعن او يقذف بعرض امهات المؤمنين والصحابه
لاتقل عن سجن مؤبد او قتل وصلب ليكون عضه لمن يعتبر
2
الامة الاسلامية
2013-08-30 20:30:51السلام عليكم ورحمة الله وبراكاتة نحن نعلم من تقصدون ياشيخ لا كن ياشيخ والله على ما أقولهو شهيد أنا ليسا كل الشيعة يسب الصحابة هناك أبواق تخرج من بريطانية تريد تفرقة المسلمين ونحن الشيعة لدينة حيدث يقول صلى الله علية وسلم من سبة واحد من الصحابة فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أدخلة النار
3
ممدوح 27
2013-08-30 19:50:54الذي يسب الصحابة في نفسه شيئ ضد الإسلام، فكيف يسب من نشروا الأسلام ووقفوا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وجاهدوا معه، ومن يسب الصحابة لا يحب المسلمين
4
البلوا
2013-08-30 19:36:58صلى الله عليه وسلم ,,, ورضي الله عن صحابته الكرام ,,,
5
ebnarriyadh
2013-08-30 16:40:02الاخ محمد الزاهر حفظك الله
محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي جزء من محبة الرسول صلى الله عليه وسلّم.. أما الاتباع فهو لصاحب الرسالة فقط والادلة كثيرة "منها الآية التي فيها قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني.. والاتباع هنا هو اتباع الرسالة التي أتى بها رسول الله محمد بن عبد الله مثل عقيدة التوحيد ومنهج العبادات والمعاملات بأنواعها.
ورسالة الاسلام هي ملك للناس كافة يتدبرونها ويؤمن بها المؤمنون وليست هي ملك لأحد ولا حكر على أحد. والله أعلم
6
محمد الزاهر
2013-08-30 16:19:20حفظكم الله فضيلة الشيخ السب ليس من اخلاق الاسلام ولكن هذه الطاهرة كانت موجودة بعد عهد الخلفاء الاربعة وتناقلها بعض الجهلة من الناس ليومنا هذا واما عن ماذكرتم من خطبة الرسول صلى الله عليه واله وسلم في اهل بيته كان قوله (اني تاركا فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) ولما سؤل عن العترة قال اهل بيتي واهل بيته هم من حرم الصدقة من ال علي وقد كرر بعد ذلك. اني اذكركم الله في اهل بيتي فهل هذا يعني فقط المحبة او المحبة والاتباع كما يقول الشيعة.
7
شمس الديار
2013-08-30 16:06:18لا يسب الصحابه إلا كافر أو مشرك
8
د.أحمد الغامدي
2013-08-30 14:05:51نحن الان في مرحلة تلتزم التوحد في صف واحد خلف قاداتنا وعلمائنا, لذا سب الصحابه يؤدي الى التفرقه بين الناس ,فلابد من معاقبة كل من سب بأي أحد من الناس فما بالك بناس عظام, فشكر لك أيها الشيخ الكريم
9
سلطان المحمد
2013-08-30 10:59:09صلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد بن عبدالله العربي
وعلى آله وصحابته الطاهرين أجمعين
وأخص منهم ابا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذاالنورين وعلي ابا تراب
وباقي العشرة المبشرين كافة الصحب ومن اقتفى اثرهم الى يوم الدين
وبارك الله فيك شيخنا صالح الفوزان
وكفانا شر الفرق الباطنية الشعوبية