في العام 1959 أصدر الأديب حامد بن حسين دمنهوري رواية «ثمن التضحية» التي اعتبرت أول رواية سعودية مكتملة العناصر الفنية، وقد رصد فيها التحولات النفسية والفكرية التي طالت بطل الرواية بعد عودته إلى مسقط رأسه مكة المكرمة حاملاً شهادته الجامعية من مصر.

وتمثّل الرواية انعكاساً لسيرة كاتبها حامد دمنهوري الذي ولد بمكة المكرمة عام 1921 وتلقى تعليمه الابتدائي فيها ثم ابتعث إلى مصر وعاد منها عام 1945 بعد حصوله على شهادة في الآداب من جامعة فاروق الأول. ليعمل بعدها في مكة المكرمة في مدرسة تحضير البعثات الثانوية، وتدرج في مسيرته المهنية إلى أن أصبح وكيلاً لوزارة المعارف لشؤون الثقافة. وإلى جانب روايته «ثمن التضحية» أصدر دمنهوري رواية ثانية عام 1963 بعنوان «ومرت الأيام» وذلك قبل عامين من وفاته في مدينة الرياض.

تاريخياً اعتبرت «ثمن التضحية» الأولى في مسيرة الرواية السعودية باعتبار عناية مؤلفها بالعناصر الفنية للسرد الروائي وتحديده الواضح لعنصري الزمان والمكان إضافة إلى تصويره الدقيق لمشاعر البطل ولتطور الحدث عبر تسلسل منطقي محكم، متجاوزاً بذلك المحاولات الإنشائية التي سبقته.