لم يأتِ راغب علامة بجديد عندما غنى "سر حبي فيك غامض" على مسرح برنامج "عرب آيدل" مساء أول أمس وتجاهل ذكر اسم صانعي الأغنية الأصليين أبوبكر سالم بلفقيه والشاعر حسين المحضار "رحمه الله" مدّعياً أن الأغنية "تراث" من الجزيرة العربية. تراث فقط! حيث كلمة "تراث" تعطيه الحق في السطو على إبداعات فنانين لا يزالون على قيد الحياة مثل أبوبكر سالم.

قبل سنوات ارتكب راغب نفس الخطأ وشنت الصحافة الخليجية هجوماً حاداً عليه أثمر عن اعتراف الفنان اللبناني بخطئه واعتذاره لأبوبكر سالم بلفقيه في عدة لقاءات تلفزيونية، وكان هذا أقل ما يمكن أن يقدمه لمبدعي الأغنية التي منحته شهرة عربية كبيرة وقرّبته من كبار الشعراء والملحنين في الخليج. لكنه -مع ذلك- عاد ليكرر الخطأ في "عرب آيدل" دون أي احترام للجمهور الذي يعرف تاريخ هذه الأغنية وقيمتها.


أبوبكر سالم

"سر حبي" تنتمي للفترة الذهبية في عمر الفنان أبوبكر سالم وقدمها في بداية الثمانينات الميلادية من كلمات الشاعر حسين المحضار الذي كوّن مع بلفقيه ثنائية غنائية نادرة نتج عنها عدد من الأغاني الخالدة، وعلى رأسها "سر حبي"، التي لا يزال راغب علامة مصراً على تهميش تاريخها وتشويهها بشكل مؤذٍ للأسماع. وهو لم يفعل ذلك إلا بعد أن رأى الفنانين الخليجيين أنفسهم سباقون إلى تهميش رواد الأغنية وسرقة أعمالهم ونسبها للتراث دون احترام للتاريخ، مثلما يحدث الآن في "جلسات وناسة" وغيرها، حتى بدا للفنانين العرب أن الأغنية في الجزيرة العربية بلا راع يوثقها ويحفظ حقوقها.

السؤال هنا: هل يجرؤ راغب علامة على غناء أغنية شامية أو مصرية ونسبها للتراث الشعبي وتجاهل صنّاعها؟. لن يستطيع فعل ذلك لأن للأغنية هناك شركات ومؤسسات تحميها، بينما في الخليج فهي حمى مستباح، يحق لأي فنان أن يسطو عليها ويغطي سرقته بشعار "التراث"، وبرعاية رسمية أحياناً!، إلى درجة أن أحدهم قال: "إننا نلجأ لوضع اسم تراث لأن الجهات الثقافية الرسمية ترفض فسح الألبومات الغنائية إذا كان فيها اسم شاعر أو ملحن ميت؟!".