لا يكاد يغيب عن ذاكرتي فيلم «ذا ليدي»، الذي تم عرضه العام الماضي في صالات السينما ويحكي قصة زعيمة المعارضة في بورما- اون سان سوتشي، الحاصلة على أرفع ميدالية سياسية من مجلس النواب الأمريكي، وجائزة نوبل للسلام 1990 وهي ابنة الجنرال سان سوكي- الذي قاد المفاوضات في بلاده لتحقق استقلالها عن الحكم البريطاني عام 1947، وتم اغتياله بطريقة وحشية على يد أبناء بلده ومنافسيه آخر الأمر.
جسد الفيلم قصة ابنة الزعيم التي لم ترغب أبداً في دخول عالم السياسة، لأنها لم تستطع تجاوز ألمها بفقدان والدها على مر السنين. ولكن المصلحة العامة، حتّمت عليها الخضوع لرغبة اتباع والدها بقيادة الحركة الديمقراطية، واستطاعت بتفوق توحيد الصفوف واستعادة مجد تم اغتياله منذ سنين خلت قبل ذلك. ولكن عندما أصبحت تشكل خطراً على المنافسين في الحكم تم وضعها تحت الإقامة الجبرية، وفُرضت عليها القيود واستخدمت ضدها أساليب كثيرة منها: تعذيب أهم الرموز السياسية المهمة التابعة للحزب الذي تقوده، إضافة إلى شتى وسائل التعذيب.
لعل هذه القصة تحيلنا إلى التفكير بكلمة «إصلاحيون»، وما تدل عليه من معنى واحد تقريباً في أنحاء العالم كله، وهم أولئك الطبقة المثقفة التي تنادي بالإصلاح من أجل المصلحة العامة، وغالباً ما ينبثق عن هذه الجماعات رموز وطنية تحمل لواء التغيير وتنادي به.
مفهوم «الإصلاحيون» قد يُتفق عليه في كل مكان إلا في عالمنا العربي؛ حيث يدل على الجماعة التي تنادي بالإصلاح لخلق شعبية لها بين الجماهير لا أكثر! وقد تجد أن هذه الفئة تنتقد القرارات قبل صدروها، وأحياناً قبل فهم آلياتها أو الاطلاع عليها، ويأتي نقدهم خالياً من أي حقائق أو أرقام، لكنهم مع ذلك فئة ذكية تجيد القنص لتوسيع دائرتها الشعبية.
إنهم نشيطون جداً بممارسة أدوارهم المعهودة، فتجدهم مثلاً ينتقدون قرار أوبك، وقرار صندوق النقد الدولي، أو سياسة الأمم المتحدة، والصناديق السيادية، والسياسات الاقتصادية، وسوق الأسهم، والجنادرية، والخطط التقاعدية، وحتى الضرائب في أفغانستان قد لا تسلم من نقدهم. في الواقع كل شيء لديهم قابل للنقد، وكأن وظيفتهم اليومية هي: البحث عن أي شيء لتلميع أسمائهم في مجتمعاتهم وجذب الأنظار، والتلويح بأنهم أصحاب نفوذ شعبي.
وقد يؤدي نقدهم المكثف إلى تجاوب الجمهور معهم وزيادة أتباعهم، وصولاً إلى تذوق طعم الشهرة وتقليد دور البطولة. وعلى مثل هذا النهج المتبع في بلادنا أصبح مفهوم الإصلاح مشوهاً بسبب «الإصلاحيون» أنفسهم!
لقد بات هؤلاء وغيرهم ممن يبنون جسور الاستغلال على حساب من حولهم كثيرين هذه الأيام، لكنني أسأل من يتبعهم: هل تقبل أن تكون تابعاً لشخص لم يحقق أي إنجاز في حياته غير الجلوس أمام شاشة حاسوبه الشخصي ليهاجم وينتقد «كظاهرة صوتية» لا أكثر؟ وسؤالي الآخر: هل تعتقد أن الشخص الإصلاحي في بلادنا سيكون قادراً على التضحية من أجل المصلحة العامة إذا تعرض لأي ضغوط كتلك التي يتعرض لها «الإصلاحيون» في العالم؟ لا أتوقع بأنه سيصمد أمام تعذيب أبعد من قطع خط الإنترنت عنه؟
- رئيس تحرير مجلة فوربس العربية
1
oomm55
2013-04-11 13:07:15طبعا الحديث عن تلك الحاله المزريه يحتاج الى دراسه عميقه وشامله حتى لو قطعتي راس الافعى سيظل الوضع على ماهو عليه ان لم يكن يتجه للاسواء لان إنكسار التقاليد والاعراف والاخلاقيات والبعد عن الدين أشبه بإنكسار الزجاج من الصعب إصلاحه !
استاذتي الفاضله
اطروحاتك الرائعه والبناءه دائما ماتجبر قلمي المتواضع
على المشاركه،، ولك مني فائق تقديري واحترامي
2
hisham
2013-04-11 04:04:56من أفضل ما يمكن قوله..
صدقتي القول!! أصبح الاعلام للكثيرين مجرد أداة للشهرة، لا تهتمي عزيزتي خلود لمن ينعق واستمري على الدرب
تحياتي
3
حسن اسعد سلمان الفيفي
2013-04-10 21:05:23لن يصلح حال العرب إلا بتحرير فلسطين
الذين باعوها لليهود من اجل أن يكونوا سادة العرب وحكامها
أصبحوا عبيد للغرب واستعبدوا شعوبهم
على الشعوب أن تتجه صوب القدس لتحريرها من اليهود
ليتحرروا من تسلط الحكام عليهم ومن تأمر الغرب
وسرقت لثرواتهم تحت مظلة امن الكيان الصهيوني
4
azizsmno
2013-04-10 18:05:53هناك من دس السم في العسل- وهناك من اراد تشويه الصورة الطيبة وبالفعل حصل عليها؟
5
azizsmno
2013-04-10 18:03:43بداية جميعا يتفق نصلح انفسنا من الداخل قبل اصلاح الناس في الخارج ولكن كيف!؟مرحلة90 الى2000كان الصراع قائم بين المثقف والاصلاحي ورجل السياسي يحكم الموقف وكل جماعة اثرت على المجتمع بما تطرحه من فكر ربما كان الصورة غير واضحة وربما غلب عليها الرمزية واستخدامها في كل خطاب حتى ان الاصلاحي غابة بعض مفردات سواء من كتب او اماكن لها قداسيتها ولعل هذا الشيء الذي اضعف مكانته وشوشها بينما المثقف اصر على تسيد الموقف!ولكن عندما يحضر الرجل السياسي كأنه التنيين!
لغة العصرالآن اعلامية الكترونية...
6
ALIALDIN
2013-04-10 14:34:17نتيجة طبيعية لعدم وجود مؤسسات مجتمع مدني رسمية،إذا الإحزاب ممنوعة ليش مافي منظومات فكرية وإذا المعارضة ممنوعة ليش مافي مكاشفة، رسمية تعبر عن الناس وتحفظ الطاقة من الضياع في جهد المعارضة والإحزاب التنافسية،لعبة ماليها قانون بالتأكيد ستكون مزيفة فوضوية.
7
الشيئ بالشيئ يذكر
2013-04-10 14:17:59الشيئ بالشيئ يذكر يا سيده خلود كانت الأقوام السابقة و اللاحقة تقول عن الأنبياء الإصلاحيين بأنهم طلاب مال و شهرة و جاه و إذا لم ينفع وصفهم بالإولى قالوا عنهم بأنهم مجانين و شعراء هكذا هي سنة الله منذ بدء الخليقة فالذي تعود على الإستعباد و مطبليه من الصعب أن يقبل بأن الناس قد ولدتهم أحرارا
8
النفاق الوطني
2013-04-10 13:10:47آه لو أني أمون على شركات الاتصالات لقطع النت عنهم وأعذبهم شر تعذيب وخليهم يسمعوني تغريداتهم :-)
9
ثورية وليس اصلاحية
2013-04-10 12:59:52والله يا سيدتي الفاضلة مقالتك تجسد واقعنا الان. نحن نعرف من نعومتي أضافرنا اننا نفتخر بكوننا من رواد الاصلاح بقلمنا و تعبيرنا و حريتنا الشخصية لكن هذا الاصلاح لم يعد موجود، نحن نعمل على تنميته الاصلاح و لكن الحاضر مليئ بالذين ينادون بالإصلاح لخلق شعبية لهم بين الجماهير هذا ما نراه بعد الثورة
10
الجزء الثاني
2013-04-10 12:49:05بعد أن أقفل الخط قال لي دون أن يفكر هذا سكرتير مدير مكتب...يبلغني أن... يرغب بالاجتماع بجميع الإصلاحيين في فإذا هذا كان أهمهم ارتجف من سكرتير فما بال من لا ناقة له أو جمل
11
للأسف
2013-04-10 12:15:41عندما يكون الهدف من الإصلاح الوطن وآلامه فهو إصلاح نفتخر به فالكثير" للاسف" يسعى لمصلحته عندما يكون المصلح يعلم ماذا يقول وماذا يفعل عن علم ودراية فهو مصلح أما من ينتقد عن جهل وسماجه فهو هدام و خائن للوطن والأمة
12
عباسوه
2013-04-10 11:02:20ايه يالله مقاله تروج للأحباط , وحنا خلقه محبطين يعني اطلاق رصاصه على جسد ميت للتسليه والطقطقه علينا
13
عصام عبدالرحمن
2013-04-10 10:43:58وقد تشرفت بمعرفة كثير منهم همهم الظهور الاعلامي (فقط) وربي ماهو داري عن احد ويعني بالعربي كلامه (كلام جرايد)
14
و إذا قلتم فاعدلوا
2013-04-10 09:24:54للإسف لم تكوني منصفة في طرحك يا سيدة خلود لقد ابعدت النجعة.. غفر الله لنا و لك.. إذا كان هذا رأيك و أنت مثقفة وواعية فما عساه أن تكون أراء أتباع الأنظمة العربية من المطبلين لهم و الذين يسبحون بحمدهم بكرة و عشيا طبعا سيقولون عن الإصلاحين/بل قالوا عن الإصلاحين بأنهم عملاء لإيران و جزر الموز