عند مطالعة الدراسات والمقالات التي تدعو إلى تهيئة المرأة وتمكينها وانخراطها في سوق العمل، لا أستطيع تجاوز ذلك الشعور في أعماق قلبي بأن علي دعوتها إلى الاكتفاء بحياتها وببيتها وعائلتها، وإلى العيش في نعيم الأسرة دون مشكلات الحياة العملية. في الحقيقة لا أقول ذلك لعدم إيماني بعمل المرأة على نحو عام، لكن لاعتقادي بأن الكثير منهن يجهلن مدى التضحيات التي قد تترتب عليهن.
وبالرغم من كوني امرأة عاملة في مجال الإعلام وأؤمن بأهمية العمل إلى المرأة، ما يحتم علي- كما على مثيلاتي من النساء في مختلف قطاعات الأعمال- تعزيز هذه الرؤية ودعمها بالسبل المتاحة كلها، إلا أنني أحس بشيء أشبه بالواجب، يدفعني إلى تبليغ هذه الأمانة ونقلها بصدق إلى كل النساء المقبلات على الحياة العملية.
وأسباب هذه الدعوة واضحة بل واقع قائم، كما أرى أنه من غير الحكمة تجاوزها أو التقليل من شأنها عند الحديث عن مسألة (المرأة والعمل).
وتتمثل إجمالاً في أن: سوق العمل ليس بالأمر السهل، لا سيما أننا نعمل في بيئة ناشئة وغير مستعدة لانخراطنا بها على نحو مناسب، كما أن هذه البيئة التي ينبغي لها أن تناسب المرأة العاملة، لم تتخذ بعد في المنطقة العربية شكلها المطلوب، الذي تتوافر فيه الأسباب الواجبة للنجاح؛ كتأهيلها قبل دخول سوق العمل مثلاً على نحو أكثر جدية مما هو عليه الآن. لهذا نحتاج إلى تدريب- من نوع خاص- للفتيات المقبلات على العمل، كأن يكون تخصصاً جامعياً تتم فيه دراسة عنصرين مهمين: كيف نتقبل المجتمع الذي نعمل فيه؟ وكيف يتقبلنا المجتمع بما نحن عليه من خصوصية؟
إذاً ما هو الدور الذي يقع على عاتق الطرفين؟
إن التدريب على الحياة العملية، يخفف من تعرض المرأة للضغوط والتجارب السلبية المحتملة التي ستمر بها في حياتها العملية لاحقاً، ولابد أن يكون هذا "التدريب" موجهاً بأسلوب علمي ومؤسسي ومسبوقاً بتخطيط اقتصادي واجتماعي، وتحت إشراف المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بمثل هذا النوع من القضايا، كمعاهد التدريب المهني التي يمكن لها أن تتوسط الطريق بين الجامعات وسوق العمل. وأذكر أنه في فترة الدراسة ضمن المستوى الإعدادي، كان يتم تدريسنا مساقاً عن التربية المنزلية والتدريب على الطهي، لتأهيلنا وتهيئتنا للتأقلم مع الحياة المنزلية - الزوجية - العائلية، وتوعيتنا بوسائل تقليل الإنفاق أو (الاقتصاد المنزلي)، لكني لا أذكر بأي حال أنه تم تدريسنا أي مساق عن بيئة العمل حتى في الجامعة!
ومن خلال سؤالي للكثير من الصديقات والزميلات عن وظائفهن أو أعمالهن، وجدت أن أغلبهن غير راضيات عن بيئة العمل، ويطمحن إلى تغيير أعمالهن أو العودة من الحياة العملية إلى العائلية والاكتفاء بها.
في الواقع لايمكن التخلص من صعوبات العمل بمحاولة استبداله بآخر غيره؛ لأنها لا تنتهي بتغيير المكان، بل بالإعداد الذاتي والاستعداد للتكيف مع بيئة تختلف تماماً عن المراحل السابقة التي اختبرناها في حياتنا.
لقد أدركت مؤخراً أنني افتقد هدوء أمي وسكينتها، وحياتها التي لا تكاد تخلو من أحد معاني التضحية والتفاني والإخلاص، واهتمامها بنا وعنايتها بشؤوننا الصغيرة قبل الكبيرة، وهو حال أمهاتنا جميعاً.
وفي الوقت نفسه أفتقد العيش بسلام عائلي، وأجواء أسرية وادعة لا يعكر صفوها بريد إلكتروني، ولا اجتماع طارئ، ولا خلافات إدارية، أو ضغوط عمل.
- رئيس تحرير مجلة فوربس العربية
1
عبدالله سعد محمد الوهيبى
2013-02-28 02:35:09البحث عن بيئه تدريب للمراة للدخول فى سوق العمل يحتاج الى ارساء مؤسسات مجتمعيه قادرة على التريب وباشراف نسوى نحتاج الى خبيرات من بعض الدول العربيه والاسلاميه مثل ماليزيا وتركيا بحاجه الى توفير ورش عمل تمتلك اجهزة متطورة فى تدريب المراة لانحتاج الى المال فلدينا بل نحتاج الى العزيمه والجد
2
نبض الشارع
2013-02-27 23:35:52طيب وليش ما تجلسين في البيت.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا
العمل عباده ايتها الكاتبه واليد العليا خير من السفلى
3
مشلح ابراهيم الدوسري
2013-02-27 21:20:31اودتصحيح معلومة يتجاهلها الرجال والنساء والعالم فالمراة منذ القدم وهي تعمل وتتاجر وتشتغل في الفلاحة وتربية الماشية والخياطة والتعليم والتمريض والطب ليس الطب الحديث ولكنه الشعبي ولكن المراة اليوم تكذب على نفسها وعلى وطنها وتقول اليوم بدا عصر المراة اي عصر يامن لاتعرفن من انتن اول نساء لايقدرن تصحيح
4
عابد
2013-02-27 18:59:39احسنت استاذتي، بالفعل هُناك تحدي كبير للمرأة بمجتمعنا.. وأتمنى أن تتكاتف جميع الجهات لتسهيل وتهيئة كافة السبل لإنجاح هذه النقلة والحد من أية معوقات قد تطرأ.
5
دواس الظلما
2013-02-27 17:57:11ليش مافي جريدة صفحة للسيدات
وتسمى سيدة الرياض
6
خالد الذبحاني
2013-02-27 17:56:21أنت بالفعل رائعة ياأستاذة خلود، فكثير من النساء يعتقدن إن من تعمل أكثر راحة من ربة المنزل ولا يدركن كم هو شاق وممتع في نفس الوقت تربية الأطفال والضحك معهم وانتظار عودة الزوج الحبيب وإعداد الطعام له، لكن المشكلة يا أستاذة خلود تكمن في ان كثير من الرجال صاروا يبحثون عن الموظفة لا عن ربة البيت الرائعة
7
سواري
2013-02-27 17:52:02مقال جميل..
أتفق معك أستاذتي..
أتمنى تلقين محاضرات لنستفيد من علمك وخبراتك،
فاهتماماتك وكتاباتك تلامس النساء في العالم العربي..
8
haya al anbar
2013-02-27 17:27:51المرأة ليست هي من تحتاج الى تدريب وتأهيل ; بيئة العمل هي الني تحتاج لتهئية تتناسب مع المرأة العاملة،
لي مقال قريب سيصدر بهذا الشأن
9
حسن اسعد سلمان الفيفي
2013-02-27 16:23:02جزاك الله خيرا
يا ليت المرأه العربية تركز على" الاكتفاء بحياتها وببيتها وعائلتها"
او عمل في بيئة غير مختلطة بالرجال
10
فنتاستك
2013-02-27 15:56:02"لا أستطيع تجاوز ذلك الشعور في أعماق قلبي بأن علي دعوتها إلى الاكتفاء بحياتها وببيتها وعائلتها، وإلى العيش في نعيم الأسرة دون مشكلات الحياة العملية"... شكرآ للكاتبة على أمانتها
وصدقها