ساكن القرية في الأزمنة الغابرة، لم يكن يعرف ما يجري خارج محيطه، ظناً منه بسلامة كل ما يفعله، وأن ما يسير به حياته الاجتماعية والدينية هو الأصح.
مثل هذا مقبول في زمان مضى، لكنه مع العلوم والمعرفة والاتصال بالعالم الخارجي، يجعل العاقل في مؤخرة الأمم دينياً واجتماعياً واقتصادياً، وكل شيء، إن أصر على كفاية ما تعلمه، حتى وإن كان من الدين، وهو مقيم في مهبط الوحي.
من الواجب النظر إلى "الديني" خارج المحيط الاجتماعي، فهذا التشدد الملزم به البلاد، ما الذي يفرقه عن "غيره" خارج حدودنا السياسية؟ الكثير والكثير، فيبدو المشهد وكأن للمملكة مايخصها ولبقية العالم الإسلامي مايخصه. فأن تكون بلادنا مهبط الوحي، ليس كافياً للبقاء على ما يخرج به بعض العلماء في المملكة، ولهم فائق التقدير، فالعلوم الدينية على مدى ١٤ قرناً لم تقتصر على جزيرة العرب، ولنا في رواة الحديث ومجددي الإسلام خير مثال يقاس عليه.
ربما يذهب بعضنا إلى تشبيه دعاة التشدد الديني في المملكة إلى ما هو عليه حال أفغانستان مع طالبان، غير أن سيرة أفغانستان تقول إن التشددين الديني والاجتماعي لم تعرفهما تلك البلاد سوى في العقود الثلاثة الأخيرة. وقبلها نعم الأفغان بحياة أكثر تسامحاً، رغم انضباطية النظام القبلي وشدة صرامته.
هذا التشدد، الذي تم تكبيلنا بقراءته الاجتماعية، وليست الدينية، لا نجده في مجتمعات أخرى. فنحن، برغبة أو من دونها، قد صنعنا عرفاً اجتماعياً، وأقنعنا أنفسنا على انه "الديني"، وحوّلنا بعض قوانيننا الاجتماعية إلى نصوص دينية واجبة الالتزام، وفرضناها على بقية منا، وبذلنا الغالي والنفيس في عملية تصديرها عربياً وإسلامياً وعالمياً، وهي في أصلها مفاهيم اجتماعية لبيئة واحدة من بيئاتنا المختلفة .
لا بد أن يصارح المجتمع ذاته، ويقر بأن "التشدد"، الذي ننتقص به من بقية المجتمعات، ليس هو إلا مزيجاً هائلاًً من العادات الاجتماعية وليس كثيراً من الديني الحنيف. كما عليه أن يتفهم تباين المجتمعات وتنوعها، فلا يجبرها على ارتداء حلته، ولا يلزمها بقراءته الدينية، وأن يستفيد من قراءات غيره، وذلك من كمال الدين، لا نقصانه.
1
امجاد
2012-01-17 21:34:10فعلاً هذا إللي صار غلو في الدين إلى درجة التنطع الخانق حتى للهواء لكن مشكلة الغارقين في ذلك أنهم لا يشعرون مات عندهم الحس وظنوا أنهم يحسنون صنيعا
2
حسن اسعد سلمان الفيفي
2012-01-17 20:19:40الهندي الاحمر والبوذي وسكان الاسكيمو والهندوس واليهود والنصارى لهم ثوابت يحافظون عليها
العولمة ونظام الدولي الجديد الامريكي الصهيوني مرفوض
لنا ثوابت اسلامية عربية فبلية نحافظ عليها ونصونها نحجب نسائنا ونمنعهن من الاختلاط ونغار عليهن ولا يتحركن الا بعلمنا
ونحن الاعلى في سلم الحضارة وبين الأمم
3
محمد الحسين
2012-01-17 20:16:51نمر بمرحلة فساد للبوصلة..!
...
عزيزي فارس:
إن عاداتنا الاجتماعية الموروثة(قبل ثلاثين سنة) لم تكن بهذا الغلو والتشدد والتنطع..
كان آباؤنا (فضلا عن أجدادنا) أناسا متسامحين،وفق المنظور الشرعي الحقيقي للتسامح والسماحة..
...
إن تلك المرحلة (الثلاثين سنة الأخيرة) هي مرحلة إختلط فيها الدين النقي مع العادات الاجتماعية مع السياسة مع الدين المسيس المشبع بردود الأفعال، ذلك الذي وفدعلينا من الشام ومصر وفلسطين في مرحلة الستينيات من القرن الماضي..
...
وهانحن نبلى بالحصاد!
4
الامام
2012-01-17 20:06:40المسلم لا يعتمد على العادات، بل يجب عرضها على الشرع المطهر، فما أقره منها جاز فعله، وما لا فلا، وليس اعتياد الناس للشيء دليلا على حله، فجميع العادات التي اعتادها الناس في قبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما أباح الله ورسوله فهو مباح وما نهى الله عنه وجب تركة
5
برق لاح
2012-01-17 17:53:47حرموا الكثير منذ قضية تعليم البنات ومروراً بالكثير من الفتاوى الغير معاصرة والغير واقعية والتي لا تستند إلا على سد الذرائع، حرمت الصور وحرم النت وإهداء الزهور والتلفزيون وقيادة المرأة وأخيراً تأنيث المحلات. أين الأدلة هنا؟
6
ابراهيم
2012-01-17 16:46:55العادات والتقاليد هي نتاج مجتمعي على مر العصور جاء الإسلام ولم يتصادم معها بل عزز ها ولا يلزمنا لنتطور التخلي عنها الا إذا كان الهدف ركوب حمار العولمة ليرى العالم أمة خاوية
7
Khalid Khalid
2012-01-17 16:08:26اسعت صباحا ياأستاذ فارس
تدخلت السياسة بالدين, وضعينا اللأثنين
كلام الله هو اللذي لايردعلية
اما بقية اللأرأ فيرد عليها
رسولنا الكريم قال في خطبة الوداع "اليوم أكملت لكم دينكم"
8
جمال الروح
2012-01-17 16:00:52يجب التفريق بين النص المقدس وبين اراء البشر
9
علي القحطاني
2012-01-17 15:42:45بصراحه اللي حصل في الثلاثين سنه الأخيره رده عن الاسلام أكثر ايلام من الرده في عهد الخليفه أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ).
و هي ليست بصحوه اسلاميه كما يدعي العقائديون بل رده عن الاسلام.
10
إنتفاض فارس السعدي
2012-01-17 15:05:31ليتك أخبرتنا عن مظاهر التشدد وقيوده التي كبلتك بدلاً من الكلام عام عن نصوص دينيه أختلطت بأعراف ثم أن تنزيل النص على الواقع لفرز ما هو شرعي من غيره يحتاج إلى متبحر في علوم الدين ليس بيننا من يتوهم أنك تملك أدواته.
تصدير المفاهيم الدينية إستخدمته بعض الدول لتحجيم نفوذ المملكة السياسي
11
Indium alsaman
2012-01-17 14:15:04اتفق مع الكاتب في تحليله ولكن كيف نحارب هذ الخلط فيما بين الدين والعادات خاصة اذا كان من رجال الدين فالمصيبة تكون اعظم واكثر تأثيرآ في المجتمع
12
محب w
2012-01-17 13:58:37كلام جميييل
13
أبو محمد وسليمان
2012-01-17 12:32:29لا أعرف مسألة يفتي بها هيئة كبار العلماء - وهم الممثل الرسمي للعلم الشرعي - ويكون دليلهم غير الكتاب أو السنة أو القياس عليهما، ولكن بعض الناس إذا لم يعجبهم الحكم الشرعي الذي يدل عليه النص فإنه ينزع عنه الصبغة الدينية ويلحقه بالأعراف الاجتماعية، والله عزوجل يقول (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )).
14
نور
2012-01-17 10:59:33القابض على دينه...