كتبت أكثر من مقال تساءلت فيه عن طبيعة الإلهام والوحي و"الفتح الرباني".. فكثير من الابتكارات والاكتشافات والأفكار العظيمة تبدو وكأنها أتت من عالم آخر لا يمت لواقعنا بصلة..
فحين ابتكر إلياس هوو ماكينة الحياكة الآلية (عام 1846) اعتبر ذلك حدثا عظيما يعادل في أهميته اكتشاف النار وقوة البخار.. ولكن العجيب ان هذا الابتكار ظهر لصاحبه بعد حلم غريب وكابوس مرعب؛ فذات ليلة حلم بأنه زار افريقيا، حيث طارده رجال القبائل وأسروه ضمن دائرة محكمة. وبينما هو في وسطهم يرتعب لاحظ انهم يحملون حرابا غريبة يوجد في مقدمتها ثقب صغير (مثل الثقب الذي نراه في مكائن الخياطة الحديثة قرب رأس الإبرة). وحين رفع زعيم القبيلة الرمح ليطعنه شاهد الثقب بوضوح فأيقن أنه وجد حلا لمشكلة عقد الخيط من الطرف الآخر للقماش (وهي المشكلة التي ظل يفكر فيها لعشرة أعوام) !!
.. وهذه القصة نموذج لاختراعات ومعضلات كثيرة - تبلور حلها في المنام؛ وفي الماضي كان يعتقد انها إيحاء من الشيطان أو الأرواح الشريرة - وكانت العرب تعتقد أن الشعر من زخرف القول الذي تلقيه الجان على لسان الشاعر..
غير ان هذا النوع من الأحلام يوضح الطريقة الفريدة التي يعمل بها الدماغ البشري؛ فدماغ الإنسان لا يتوقف أبدا عن التفكير - حتى أثناء النوم. وهو "عنيد" لا ينسى أصل المشكلة حتى ان اعتقدنا نسيانها. وكثيرا ما يبرز الحل في رؤوسنا فجأة - أثناء النوم أو الجلوس في الحمام أو التوقف عند الإشارة - بلا سبب أو مقدمات. وحينها قد نتحدث عن هذه الظاهرة كإلهام لا دخل لنا فيه؛ ولكن الصحيح ان عقلنا الباطن لم يتوقف طوال الفترة السابقة عن تمحيص المشكلة. ويمكن تشبيه ما يحدث هنا بميزة "البحث الآلي" في مذياع السيارة؛ فقد ننسى لفترة أننا ضغطنا "زر البحث" ثم نفاجأ بعد فترة بظهور الأغنية أو صوت المذيع.. وبالمثل يستمر عقلنا الباطن في البحث عن الحل - بطلب منا - وحين يجده يدفع به بلا مقدمات الى عقلنا الواعي فنظنه إلهاما - وقد يظنه البعض وحي من علي قدير.
= ولعل هذا هو السر في ان معظم حالات الإبداع تأتي بشكل الهام مفاجئ أثناء النعاس أو بين النوم واليقظة .. وهي لحظات عرفها معظم العباقرة والمبدعون - وإن لم يعترف معظمهم بذلك. فكما اكتشف نيوتن قانون الجاذبية - أثناء النعاس - اكتشف البيروني بنفس الطريقة محيط الأرض وأرخميدس قانون الطفو ومندليف الجدول الدوري وفريدرك أوغست تركيبة البنزين..
هؤلاء الرجال (الذين سأتعرض لقصصهم قريبا) توصلوا للحل بعد مرورهم بثلاث مراحل أساسية:
فقد رأوا مشكلة لم يرها غيرهم من البشر/ فإلياس رأى أن إبرة الخياطة العادية بطيئة ولا تصلح للانتاج بالجملة!
ثم تصورا إطارا عاما لحلها، ولكنهم فقدوا عنصرا أو إثنين / فإلياس وضع تصورا لمكينة متكاملة، ولكنه فشل في حل مشكلة العقدة المقابلة!
ومع ذلك لم ييأسوا وشغلوا عقولهم بها / فإلياس لم يتوقف عن المحاولة طوال عشر سنوات !!
- وفي لحظة غير متوقعة يتوقف عقلهم الباطن عند الحل المناسب فيظهر في رؤوسهم بلا مقدمات..
.. هذه الخطوات هي نفسها الكفيلة بخلق حلمك أو إيحائك أو الهامك الخاص في حال مررت بها.. وحين تمر بها كلها قد يأتيك "الفتح" فجأة أثناء قرب إشارة المرور أو أثناء انتظارك في عيادة الأسنان - أو حتى غنائك في الحمام!
1
Abdullah Alsagabi
2011-12-27 06:24:22تجيني افكار بشكل مستمر
اخرها قبل اسبوع او 6 ايام
لكن ما فيه بيئه تشجع
اكتفي بتدوينها
على شان اذا تخرجت بعد 6 اشهر من الثانويه
اروح لدوله تقدر تساعدني
ولا تحطني بمبنا مستاجر ادرس الثانوي !!! ويقولون وين الابداع
الله يشفيكم !
الله يعين !!!
2
فهد سعود العجلان
2011-12-27 01:27:57ياسيدي مقالك رائع جدا
3
واحده من الناس
2011-12-27 01:03:37يعطيك العافيه
بانتظااار بقي القصص ^^
4
صالح القصيمي
2011-12-27 00:37:22الطريقة الفريدة التي يعمل بها الدماغ البشري؛ فدماغ الإنسان لا يتوقف أبدا عن التفكير - حتى أثناء النوم.
اشكرك
وما النوم الا ترك التفكير
يعمل بمعزل عن توجيهه ومراقبته
وقد يكون توجيهنا له
هو الذي جعله لايصل للحل
فلما تركناه استطاع بما أهل له
وبما يحمل خبرات
وبتوفيق خالقه الى الحل الصحيح
5
امال
2011-12-27 00:21:04نا مرة كنت افكر كيف اسوي برمجه للرسيفر ح قالدش اخذت ثلاث اسابيع احاول اعرف وافكر مالقيت اخر شي نمت الظهر وحلمت بحلم شخص علمني كيف ابرمج جهاز وفعلا قمت من نوم وقلت للي حوالين وسسو بالضبط نفس الي بالحلم ةضبط بس ما احد صدقني
6
جميلة
2011-12-26 23:59:27أتوقع أن الإختراعات - غالباً - مسروقة , لأنه خلال دراستي العلمية جميع المخترعين كانوا من الزمن الماضي - الأموات - مع أن زمننا الآن مليء بالإختراعات التي تشجع على أن تنزل للجامعات مثلاً طالب سعودي يستخرج الطاقة من ماء التمر و آخرون اخترعوا جهاز مبدأ حفظ الطاقة و جميعهم سعوديون لكن لو سألت أي طالب أجنبي من أول من جرب الطيران لن يقولوا عباس حتى خرج لهم من طبق فكرة عباس حيث استطاع أن يحفظ الهوية العلمية لبلده.
7
الجريح
2011-12-26 21:41:53عندما يكون لك اب وام
تستطيع ان تفكر بهدؤ
8
فيصل 571
2011-12-26 21:26:51شكرا للكاتب فانشغال التفكير بالتركيز علي شئ اوموضوع معين يجعل الانسان يتنبأ اويحلم بما سوف يحدث كما تنبأت جلما بما حدث لاهلي وانا ابعد الاف الاميال او اجد حلا في المنام لمعضلة صعب حلهافي اليقضة كما اشار الكاتب ودمتم
9
مسعدالحبيشي
2011-12-26 20:36:18الحاجة أم الإختراع كما يقال.. والإلهام من الله قديكون بطريقة التفهيم كما وفهمهاالله لسيلمان عليه السلام.. وأما الطرق الأخرى فقد سبقني إلى ذكرها أحد المعلقين الكرام.. ومن المهم أن من وجد إلهاماً أن لايجد في طريقه مايحبطه خاصة إن كان الإحباط مركب ومعقد !!؟ والإحباط والمحبطين هم أعداء النجاح والفلاح بكل أمر.. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
10
لولو مكه
2011-12-26 20:19:46دائما تأتيني الافكار وأنا في السياره اتأمل الشارع وعدد الاجانب في البلاد...واتحسر على شبابنا وشاباتنا , لا وظائف ولا دخل مادي...لنا الله
11
ندى الشامي
2011-12-26 18:55:30الالهام بنظري هو ربط معطيات وصور ثم جمعها لتصل الى حل
مشكلة مستعصية او ابتكار انتاج جديد.
يصل الالهام للمرء الذي يشغل فكره والذي يترقب ويتابع المجريات العامة وايضا للذي يتمتع بالذكاء وسرعة البديهة.
والالهام ياتي بعد الحاح العقل وتوجيه الافكار لموضوع
معين.
12
فواز الحويفي
2011-12-26 18:31:47صدقت أخي فهد , ويتضح لنا هذا من كتب قصص العباقرة مثل كتاب ( هكذا هزموا الياس ) وكتاب ( عظماء بلا مدارس )... الخ
..
ونرجو منك أن تكثر من هذه المقالات التي تبعث في روح القارئ الهمة والحماس.. ومن يدري لعل أحداً من القراء يصبح مخترعاً أو مكتشفاً أو مبتكراً..
..
13
لأافض فوك وأنا أخوك
2011-12-26 18:23:41لافض فوك وأنا أخوك
كلام حلو والله العظيم
14
فاروق المفلحي
2011-12-26 17:37:32ليس الاختراعات المادية هي التي اثرت في حياتنا فحسب بل هناك اختراعات غير مادية ومنها انماط الاقتصاد والثراء الروحي والادبي وكذلك ادبيات التعامل او ما يسمى ethics وهناك الكثير ومنها الادارة الحديثة وادراج او دمج التقنية ضمن الحياة يعتبرابتكارو الاقراض الصغير او ما يسمى مايكرو كردت. طفرة.!
15
gray fox
2011-12-26 17:29:47ياليت انك كتب اسم الياس كامل علشان ما يخلط بينه بين الياس العامري أو الياس النبي صلى الله عليه وسلم
شكرا للمقال.
16
حسن اسعد سلمان الفيفي
2011-12-26 17:08:29الالهام من الله سبحانه وتعالى
وليس بسبب قوى اخرى
مثل الجن والشياطين
17
مسوي فاهم
2011-12-26 15:57:16((وماكان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراءحجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه مايشاء إنه علي حكيم))
الوحي ثلاثا
1-وحي تفهيمي كوحي الرب إلى النحل والنمل وكوحيه لأم موسى وهذا النوع لم ينقطع
2- وحي التكليم ويكون من وراءحجاب إختص الله به موسى
3- وعن طريق جبريل وهذا إنقطع بوفاة اخرالأنبياء عليهم السلام
18
NIRAZARI
2011-12-26 15:47:39مثل الالحان الموسيقية رياضل السنباطي سألوه كيف تلحن
قال التلحين شي من الله ماليش تحكم كامل فيه لان الفكرة لا اعلم متى تاتي وكيف اتت بعض الاحيان اجلس ايام وانا اصارع على مقدمة او مطلع ولا تاتي وايام اخرى تاتي من نفسها ببساطه.
19
صفا العزام
2011-12-26 15:05:36الحكمة مو متى ياتي الالهام متى يقتنص صاحب الالهام الفرصة ويعمل عليه
فكثير منا من يتجاهل ما يخطر على باله من حلول ولكن النتيجة هي ضياع الابداع
20
المالكي
2011-12-26 14:43:39لن امر على هذا المقال مرور الكرام ابدا
وتحية تقدير لك استاذي
وتحية لبرنامج رعاية الموهوبين في وطني الحبيب
فلعل القادم يكون اكثر ايجابية للابداع
21
وافي اليامي
2011-12-26 14:38:31يا صاحبي حبك على القلب ماريه
22
بدراباالعلا
2011-12-26 14:34:51مع بداية كل شهر
مع منتصف كل شهر
مع نهاية كل حلم جميل
مع صبح يوم جمعه
مع شروق شمس عيد
مع قبله من أم,أب,أخ,أخت
مع البر لمن نحب
مع رؤية علم بلادي
مع سمع صوت الأذان..
مع ذكر سيرة نبينا (ص )
مع وجه جار مبتسم
مع تحية طفل عابر
مع سعادة طفل يتيم
مع عدالة حقوق أنسان
مع حبيباً ينصفني من المعاناة!
من هنا تبدا حكاية الإلهام لفتح صفحه مع الصحه!
ماأجمل أنت تحب وتنحب !
وتعشق الورد !
وتجد صورة الخل ع الطبيعه و في المنام !
لا هيئه تتلصص,لا هيئه تطارد الامنيات !
كل عام ونحن بخير!
23
E7sas Cool
2011-12-26 14:34:28صدقت والله،، بس اعتقد انها اقرب من أن تكون وحي من عليٍ قدير..
يسعد صبااحك يامبدعنا والله يكثر إلهاماتك اللي تتحفنا فيها..
24
alfateh2017
2011-12-26 14:20:33نعم صحيح قد يستمر العقل الباطن بالتفكير..
ولكن اظن هذا (الفتح) هو نوع من انواع الرزق التي يهبها الله لمن يشاء فكما يرزق سبحانه البشر بالماء والغذاء والصحة والسعادة فكذلك الأفكار ودائما الرزق يزيد لمن يجد ويسعى له فمثلا اكتشاف البنسلين هل كان بحث مستمر للعقل الباطن؟
25
الشمرية
2011-12-26 14:17:18بعض الوجيه تسآعدك ع الإلهآم !
26
ممرض عاطل
2011-12-26 14:16:01جميل ما ذكرت وهي حالة نعيشها جمعياً,
لكن اكثر ما يؤثر عليك حينما يستعصي عليك سؤال في اختبار ما ولا تجد الاجابة واليوم التالي للاختبار تأتيك الاجابة حيث تصبح عديمة الفائدة !!
27
طلال
2011-12-26 14:15:51سبحان الله نفس الذي يحصل لي وكلامك سليم
28
خلود 99
2011-12-26 14:06:08اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية
لكل مشكلة حل,ولكنه قد يغيب عن اظارنا لفترة وفجأة تتجلى الصورة كاملة ويظهر الحل كأمر بسيط وسهل وحتمي
المهم أن نؤمن بأن الله على كل شيء قدير
29
أم حنين
2011-12-26 13:50:30اللهم افتح علينا وألهمنا الخير والإبداع يارب
شكرًا أستاذ فهد. وأود أن أضيف أمر مهم وهو أن كثير من العلماء والخبراء ينصحون بأن يضع الإنسان دفتر وقلمًا برفقته دائمًا ليدون بهما كل فكرة طارئه ؛ لأن الفكرة قد تزول وتتلاشى ويصعب على الإنسان تذكرها بالتفصيل. حتى أثناء النوم يجعلها بقربه.
30
رامي.
2011-12-26 12:41:37تصحيح بسيط لا يخل بجمال المقال, مكتشف حلقة البنزين فريدريك كيكول, أما فريدريك أوغست فهو الفنان الفرنسي الذي ابتكر تمثال الحرية.
31
أبوزابن المرزوفي
2011-12-26 12:41:03على حسب المزاج الفكري والعطاء الروحي متى ما اتفقا تآلفت للإجابة!
بغض النظر عن الحالة النفسية أو العضوية سواء كانت بالقمة أم لا..
موضوع مميز اشكرك عليه
32
نايف الحصين
2011-12-26 12:35:08الحمدالله على هذه النعمه
وفعلا استاذي فهد
هذه هي حقيقة كما حدث
فى قصة الاذان فى الاسلام
والصحابي عبدالله بن زيد رضي الله عنه
33
د.سعد بساطة// استشاري أعمال
2011-12-26 12:08:38أنا ممن تأتيهم "الأفكار" وهم مغمضو العينين بين يدي الحلاق، وآعرف صديقا ً لايحل المشكلة إلا إذا ركب حافلة واختلط بالناس، وثالث يجلس صباحا ً باكرا ً في حديقة عامة يتأمل العشب، ولله في خلقه شؤون!
34
ترآنيم المطر
2011-12-26 11:55:49منتاز
35
مس واو.
2011-12-26 11:51:49انا أشهد انك صادق...اما سالفة الراديو في السيارة فأذكرمرة ضغطت البحث الآلي ونسيت وسافرنا من جدةللطايف بعدين فجأة طلع صوت يقرأ قرآن...والله بغيت أشرد
36
أفلاطونة زماني
2011-12-26 09:50:08صباحكم جميل..
أ/ فهد الأحمدي..
روعة مقالاتك..أعتقد بأنه أمر مفروغ منه فسلمت يداك..
بالنسبة للإلهام..كما ذكرت أنت بعضها نتيجة البحث عن حلول لمشكلات..
وأعتقد بأن بعضها يحمل تفريغ وجداني أو إنفعالي يظهر بإبداع كما لدى الشعراء وكتاب الروايات والرسامين وعدسات المصورين الفوتوغرافيين ومخرجي ومؤلفي الفانتازيا..
وأضيف/
أنني أعتقد وبشدة أن الإلهام لا يتماشى أبدا مع حالة القلق والتوتر..لذلك كما ذكرت أنت يطرأ الإلهام خلال النعاس أو الأحلام (أي في حالة الإسترخاء) وهناك أسباب عضوية و نفسية لذلك..
37
علولو0
2011-12-26 09:39:36انا مريت بمعضلة وقمت وانا اعرف حلها مع انها كانت صعبة جدا