بعد هذه السنوات كلها، مازال الخداع داخل السعودية قائماً في التفريق بين تجارب العنف الإسلامي.
فئة سعودية مازالت تسعى إلى التمييز بين تجربتيْ أفغانستان في الثمانينيات والألفية الجديدة. في الأولى جهاد، وفي الثانية إرهاب. وذلك لا يصح إطلاقاً. فما جرى أمام السوفيات هو ما جرى أمام الأميركيين ذاته، ولم تتغير سوى الظروف السياسية، وأما الجانب الديني فمتطابق في الحدثين.
لا أجد سبباً واحداً أمام التمييز الرسمي بين الحالتين، إلا السعي للخلاص والتهرب من خطيئة التجربة الأولى، وعدم الاعتراف بما سببته للبلاد وللشعب وللأمة عامة من ويلات، وأسست لثقافة عنف شرسة وسيئة مازالت حاضرة داخل السعودية وخارجها.
هذه الخطيئة فسحت الطريق أمام خلق بيئة اجتماعية ترى في القتال فعلاً دينياً واجباً، وأقله محموداً ومباركاً. ومن نتاجها أن العلاج لا يتحقق في ظرف زمني قصير. فطالما كان التمييز بين حالتين متطابقتين في كل شيء، إلا من التحالفات السياسية، فلن يتسنى للمجتمع استيعاب الخطأ من الصواب، ولا التمييز بين قتال محتل ومحتل آخر لا يختلف عنه كثيراً؛ لا في ألوان عينيه ولا بشرته.
قتال السوفيات كان سياسياً بامتياز، وخدعت فيه الشعوب تحت شعارات دينية، وأصبغت على ضحاياه أوصاف البطولة والشهادة، وهم في الأحوال كلها ضحايا السياسة.
وضحايا الخداع السياسي تحولوا إلى نماذج يُحتذى بها، فتأثر بهم الآلاف، وسلكوا طريقهم في ساحات القتال من بعدها تحت الشعارات الدينية الخادعة، إلى أن شهدنا النتائج اليوم.
تلك التجربة الكئيبة أنتجت لعالمنا العربي والإسلامي نماذج تحريضية مازلنا نتلظى بنيران دعواتها، أمثال الشيخ عبدالله عزام، الذي ساق على الناس أكاذيب الكرامة، وجعل من الشباب البريء أجساداً مفخخة قابلة للانفجار في أية لحظة.
السياسيون اليوم يقرون بأن العملية كانت لأهداف سياسية صرفة، وكانت جزءاً من صراع القطبين الكبيرين، ومع ذلك يصرون على التمييز بين تجربتيْ القتال على الأرض الأفغانية، وفي ذلك خداع للنفس وللناس.
القدسية، التي اكتسبتها أفغانستان آنذاك، كانت سياسية وليست دينية، فلايجب الحفاظ عليها إلى يومنا هذا، ولا حمايتها من أي نقد، وتحييدها عن الأضرار، التي أصابت العالم لاحقاً.
اليوم، وفي الذكرى العاشرة ل 11 سبتمبر، وبعد أن ذاق 15 بلداً عربياً طعم الإرهاب، لا يجوز أن نخدع أنفسنا بتسمية قتال السوفيات جهاداً، وتسمية قتال الأميركيين على الأرض نفسها إرهاباً. كلاهما واحد.
1
أبو عبد العزيز
2011-09-14 08:45:10صح عليك وهذه بصمتي بالعشر كلامك 100%.
تحياتي
2
ابوخالدوسارة
2011-09-13 22:28:45لا فض فوك يا اخي حزام وما كتبته هو ما اعتقده انا ولكن المطلوب الان ان نبحث عن المخرج المناسب لانقاذ امتنا وشبابنا من تبعات هذا الفكر
ولك شكري وتقديري يا اخي راجي عفو ربه وكلنا مثلك نرجو عفو ربنا
3
نسيم نجد
2011-09-13 22:22:21اخوي فارس..
اسجل اعجابي بما تكتبه دائما.. لكن هالمره بصراحه دوختني
وعلى العموم احيانا نظطر للتحالف مع الشيطان ضد
اعدائنا.. ( ومايهم نتحالف ضد اعدائنا مع امريكا والا غيرها )
4
ابو ابراهيم
2011-09-13 21:32:31انت لين الحين تدندن على السوالف القديمة
الأولى والثانية أنتهت وماعاد لها ذكر إلا في مخيلتك
وكرتك أحترق تبي نصيحتي عليك بالكتابة في مجال تخصصك واترك عنك السياسة وأمور واللف والدوران
وصرح بأراءك ولاتقول رايين وتقول للناس أختاروا
أنت تشوف أنها جهاد وإلا إرهاب لأني أعتقد أنه ماعندك رأي محدد
5
فايز الفايز
2011-09-13 20:13:44ما الذي يمنع أن يكون الجهاد الذي دعمته أمريكا جهدا حقيقياً، والدعم الأمريكي كان لمصالحها.. لكن من وصمتهم بالمخدوعين لازالوا يعملون لنفس الغاية... فلا فرق عندهم بين روسي أو أمريكي.. المهم أن يخرج المحتل من البلاد..
6
عمَّار العتيبي
2011-09-13 19:26:55كلاهما واحد، صدقتَ، بل: التجربة الحالية: أكثر صفاءً، وأوضح رايةً..
وأمّا اختلاف التعامل الرسمي بين التجربتين، فلأنَّ: جهادهم -في الحقيقة- لم يكن في سبيل الله، بل في سبيل أمريكا..
7
الديم
2011-09-13 18:50:29كلام سليم ولكن بعد فوات الفوت ماينفع الصوت خصوصا بعد
ان دفع المجتمع الاسلامي ولازال يدفع الثمن ليس ماديا فقط
ولكن ثقافيا ونفسيا واجتماعيا وتعليميا وسلوكيا.
8
ابونايف
2011-09-13 18:39:27هلا
اخوي فارس
يكفيني من مقالك هذا
v v v v v v v
((( لا أجد سبباً واحداً أمام التمييز الرسمي بين الحالتين، إلا
السعي للخلاص والتهرب من خطيئة التجربة الأولى، وعدم
الاعتراف بما سببته للبلاد وللشعب وللأمة عامة من ويلات،
وأسست لثقافة عنف شرسة وسيئة مازالت حاضرة داخل
السعودية وخارجها. )))
9
واصل الخير
2011-09-13 17:53:22(اليوم، وفي الذكرى العاشرة ل 11 سبتمبر، وبعد أن ذاق 15 بلداً عربياً طعم الإرهاب، لا يجوز أن نخدع أنفسنا بتسمية قتال السوفيات جهاداً، وتسمية قتال الأميركيين على الأرض نفسها إرهاباً. كلاهما واحد.)
كلاهما واحد؟ماذا تقصد إرهاب أم جهاد؟ثم أترك عبدالله عزام في قبره رحمه الله والله يتولانا ويتولاه.
10
Abdullah AlTamimi
2011-09-13 17:03:41طيب إذا كانت السياسات الرسمية هي السبب في جر شبابنا إلى هذا الطريق.. لماذا لم نجد ناعقاً منكم يتكلم بصراحة من البداية ويضع الأمور في نصابها أم أنه الخوف والتملق للحاكم.. ولماذا أنكر على الشيخ سلمان العودة عندها حذر في تلك الأيام من مغبة الانجرار في هذا الطريق؟!
أنا باختصار لا أصدقك حتى وإن قلت صدقاً...
11
الاسطول
2011-09-13 16:59:15كنت احد من يدعون بالمجاهدين في افغانستان وفي ساعتها اتضح لي وانا في احد المخيمات انها حرب قبائل افغانية استغلت ضد السوفييت فرجعت الى بيتي سالما معافا
12
Time Value
2011-09-13 16:43:51إذا إنعدمت الإستراتجيات المدروسه على منهج عقلاني وموضوعي
تحدث نتائج وخيمه تفرض أحداث تابعه منطقيا
فأين المتخصيين الذين لا يقبلون وضع زج الأ,طان في ورش التجارب عقد بعد عقد
ثم قرن بعد قرن
13
ضيف الله العطوي
2011-09-13 15:53:56صدق الله العظيم { انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور}
14
إنتفاض فارس السعدي
2011-09-13 15:43:14الحرب ضد الإتحاد السوفيتي تحت المظلة الأمريكية مولته الحكومات العربية لمواجهة ما سمي بالخطر الأحمر وإبعاده عن المياه الدافئة وسمح بتدفق المقاتلين أو من كانوا يسمون بالمجاهدين في الإعلام العربي قبل نكوصه أمام الحليف الأمريكي في إحتلاله للعراق فالحراك الشعبي كان موجهاً.
( التاريخ لن تعاد كتابته )
15
ابوصابر الصابر
2011-09-13 15:29:23انا اعجب من كرامات عزام وامثاله من الادعياء , كيف يصدق السذج ما يدعيه من اباطيل؟ اين الخلل؟ فى هزال ماتعلموه هؤلاء فى المدرسه او البيت؟ اما ان التركيبه فيهم خطأ؟؟اليس اسهل على البعض (حفظ) الخزعبلات بدلا من الفيزياء والكيمياء؟ ومن المسئول ؟ وهل عوقب الفاعل؟ ام مازال يسرح ويسمم افكار اليانعين؟
16
فنتاستك
2011-09-13 15:22:56إلى تعليق رقم (1) ماعلاقة الهيئة بالموضوع !؟ ثم ماهي علاقة
الكاتب بتغيير المسمى ثم إننا لسنا ملزمين باللغات الأخرى فيما يتعلق بأمور الدين خاصة وأن اهذا المسمى هو ماورد بالقرآن الكريم ثم ان ديننا ليس متشددآ كما ذكرت وأخيرآ إعلم ان من طلب رضا الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه خلقه.. ونحن لانرضى بسخط الله علينا في سبيل رضا ( اللغات الأخرى)
17
السلفي
2011-09-13 14:28:14اما قصص الكرامات عد وأغلط..
كنا وقتها بلثانوي ونسهر حول الثمامه..
وسير علينا واحد منعرفه وكان ينكت ودمه خفيف..
وماكنا مرتاحين له لنه بعضنا يدخن وهو شبه مطوع..
ويقول انو مره قبل مينام صلى ركعتين..
ودعا الله انو يشوف من هدم البرجين..
ورأى الإمريكان يفخخون البرجين..
وبعدها عرفنا انو مروج مخدرات.
18
راجي عفو ربه
2011-09-13 13:59:56امريكا هي من دعت ودعمت الجهاد لتقوم الدول الاسلامية بالحرب نيابة عن امريكا عن طريق المجاهدين العرب، ببساطة ( حرب بالوكالة ).
لكن السحر انقلب على الساحر فامريكا هي من صنعت بن لادن وغيره وهي ايضاً من انهت فصول تلك المسرحية بكل سذاجة !!
19
s.alqahtani
2011-09-13 13:34:43الزبدة السياسه قتلتنا من قديم الزمان
(اللهم ارزقتنا طاعتك وحلااوة ايمانك)
20
كاتب بطل
2011-09-13 13:12:02غريبه.. !!
أنت تقول هالكلام !!؟؟
21
ابو طارق وتميم
2011-09-13 12:18:26هذا هو نفس التفكير السقيم الذي يجعل الارهاب اليوم جهادا وبهذا يتم توحيد المسميات لدى الطرفين المتطرفين.
22
»»» عبدالله «««
2011-09-13 10:29:59§ابارك لك وللاهل بعيد الفطر وكل عام ومن تحبون بخير§»يا أخي قلنا لكم مرارا وتكرارا هؤلاء واتباعهم مرضى ومجانين رسمي~وما أساء للاسلام الا هؤلاء شرذمة المرتزقة~الذين كانوا ماجورين لأمريكا~والمصرين على انكارالحقائق المادية والقرائن والادلة الملموسة والظاهرة للعيان~ومتمسكين بطلاسمهم وهرطقاتهم وخزعبلاتهم«
23
فهد العدوان
2011-09-13 10:04:26صح لسانك يا بن حزام. ليتني كنت أملك عشر معشار ما لديك من جرأة في قول الحق دون مواربة.
24
معايا زميل
2011-09-13 09:35:13انت لن تقتنع مهما قيل عن ان التجربة الاولى ولا يوجد اي مقارنه بينها وبين التجربه الثانيه ضد امريكا او ضد الدول العربية والمسلمة
حتى وان كانت بعض الدول غاياتها سياسيه فما الضير من ذلك
طالما هناك شباب متحمس ويحقق غايتها ما المشكلة من فتح الباب لهم
الجهاد ضد السوفييت وضد اي متحل حق مشروع للشعوب
امريكا في يوم من الايام كانت تقاوم ضد بريطانيا ^_*