تصبّ معظم ردود المسؤولين حول ما يُكتب عن إداراتهم وأعمالهم من تقصير وإهمال وعدم جودة في أداء العمل بأن من يتحدث وينتقد لا يفهم من أمر عملهم شيئاً، ولا يحيط بخلفية الأوضاع وخفاياها، وليس له من الأمر إلا ما ظهر منه على السطح وهو لا يمثل شيئاً قياساً بإنجاز الإدارة وعمل القائمين عليها ما يدل على قصور نظر المتحدث وضعف فهمه وإدراكه !! حتى تشك أن الفشل والتقصير اللذين صدرا من الإدارة ما هما إلا خطة مدروسة ومحكمة، وعقلك القاصر لم يستوعبها كما يجب فاعتقدتَ أنه قصور وتقصير ، وبعد أن ينتهي من تفنيد حجم الفهم والمعرفة لدى المنتقد يتحول إلى قصور آخر يعاني منه المنتقد (من وجهة نظر المدافع طبعاً) وهو عدم مراعاة المصلحة الخاصة والعامة للوطن والمواطنين بانتقاده هذا المرفق، ونقده دليل على عدم وطنيته وتعمده تشويه مرافق وطنه التي تعكس صورة البلد ومرافقه أمام المجتمعات الأخرى كما أنه يهز ثقة المواطنين في مرافق بلدهم !!

وحقيقة لا أعرف لماذا تهمة عدم الفهم، والانتماء الوطني للمنتقدين هما القاسم المشترك لدى كل المدافعين عن إدارات عرجاء !

أظن أن ذلك يدخل في دائرة ضياع وفقدان الحجج المنطقية والفعلية !! ولكن هذه عبارات وتهم تآكلت بسبب تقادمها لذا على المدافعين الذين يستخدمون التقليل من فهم الناس وإدراكهم وعدم انتمائهم الوطني دافعاً لنقد إداراتهم وأعمالهم أن يطوروا ويغيروا من أنفسهم وذلك انسجاماً مع كل من حولهم ، دورات التنمية البشرية التي تصب رسائلهم على هواتفنا الجوالة حتى أصابنا الصداع محورها الأساسي التغيير ، التقنيات التي نلهث خلفها قيمتها في تطورها ، علاوة على أن منتقدي اليوم ليسوا هم منتقدي الأمس وهذه العبارات التي كانت تستخدم مع جيل الأمس وقبل أمس مفعولها اليوم صفر بينما كان مفعولها بالأمس صائبا وفتاك ، في الأمس وقبل الأمس عندما يقال لأحدهم لا تفهم يعيد التفكير في عقله وفهمه، ويتشكك بقدراته حتى يصدق ما يقال عنه !! وعندما يتهم بعدم الوطنية تكون القاصمة له الكفيلة باضطرابه أمام نفسه وتشويهه أمام الآخرين ، أما جيل اليوم فهذه الاتهامات يعتبرونها من باب النكت والترفيه عن النفس، ولا تحتل في نفوسهم مكاناً أياً كان المصدّر لها !! سواء اتهم في فهمه أو وطنيته أو دينه ، مسألة إعادة صياغة التعامل مع النقد على مستوى المفردات المستخدمة وردود الفعل مسألة مهمة وملحة، وعلى الأشخاص المعنيين بالدفاع والنضال عن إداراتهم ومواقعهم خلق مفردات جديدة وتهم حديثة تناسب القفزات التي يعيشها المجتمع مع الحذر من تهمة التغريبي، والميول الغربية فهي أيضا عفا عليها الزمن..