تحية لوزير التربية والتعليم عندما رفض الاستجابة لمتشددين يطالبونه بعدم الالتقاء بالطالبات ، وتحية مثلها لوزير العمل عندما استقبل مثلهن وأعطاهن الوقت الكافي ليطرحن ما لديهن ثم انصرف ليتابع عمله ، تحية لكل مسؤول يعي جيداً طبيعة عمله ودوره ويتخطى مزالق الشك التي يريد البعض إيقاعه فيها ، تحية لكل مسؤول يقف بصمود ووعي وعقلانية أمام عقول تريد أن ترمي بنا لعصور مظلمة ، تحية لكل مسؤول يتقدم للأمام بخطوات واثقة معلنة للملأ دون خوف وتردد أن تسقط عليه نيازك التهم والافتراءات .

ما الضير في لقاء وزير التربية بمنسوبات الوزارة سواء كن طالبات أو موظفات ؟ ضاعت الحقوق خاصة التي تتعلق بالإناث بسبب العزل والانفصال بين المسؤول والمرأة ، فإذا أرادت المرأة أن تعرض مشكلتها فليس لها سوى ورقة يحملها المراسل تتوسل فيها المسؤول أن ينظر بعين العطف والرحمة لمخلوقة تنتظر في غرفة صغيرة شبه مهجورة في أقصى المبنى !! وإن لم تبعث ورقة انتدبت من يتحدث عنها حتى وإن كان سائقها !!

صورة تواصل الرجل والمرأة في مجتمعنا مخيفة ومريعة ، تتخيل عندما تسمع الأصوات المنادية بالعزل والانفصال وما تستشهد به من أقوال بأصوات ترتجف خوفا وهلعا من نتائج الاختلاط في المجتمع السعودي أن هناك كارثة طبيعية ستحل بالكرة الأرضية بأكملها ، ليس لو حصل اختلاط بل لو حصل لقاء بين رجل وامرأة فستقع كوارث لم يستعد لها بنو الإنسان، ولم يكتشف علاجها العلوم !! وياليت النساء جنوا خيراً من خلف هذا التخصص والتفرغ لهن بل تعسرت أمورهن وتعقدت ، حرمن من الوظائف المشروعة الشريفة بدعوى عدم الاختلاط ، ضاعت حقوقهن لان المسؤولين يقفلون أبوابهم في وجوههن ، بل هناك مسؤولون من شدة تغلغل وتمكن هذا الفكر في نفوسهم يرفضون محادثة المرأة بذريعة (ما يكلمون حريم) ومسؤولون آخرون يشبهون الرجال بالنساء لقناعة في نفوسهم أن المشبه به صغير وليس ذا قيمة!!

ما الضير عندما تتحدث المرأة مع المسؤول وتُفتح لها الأبواب والآذان والقلوب مثلما تفتح للرجل ؟! أليس هذا عدلا وإنصافا ونظاما أن يتعامل المسؤول مع من يحتاجه ويطرق بابه بصرف النظر عن نوعه ؟

إلى متى سيبقى المتخصصون في عالم المرأة يدورون في هذا الفلك ؟والاهم إلى متى سيستجيب المسؤول إلى هذا الصوت وكأنه يفعل خطيئة لا يرجعه للصواب إلا هذا الصوت !! عندما يتراجع مسؤول عن عمل أقدم عليه بسبب هذه الأصوات خوفاً وطلباً لراحة البال جميعنا يجب أن نضع عليه علامة استفهام !! المنصب معناه إقدام وتقدم وخطوات نحو الإمام وتغيير وتجديد الواقع ونهوض بالعقول والهمم ، عندما يرى ولي الأمر ما يخالف النهج والمنهج لهذه الدولة والشعب لن ينتظر هذه الأصوات ليوقف الفعل والفاعل .

هاجس المرأة سلب العقول والقلوب لدى البعض ، حد تفكيرهم في هذه المنطقة ، يذكّرني هذا الوضع بقصة لحكيم في احد العصور كان معه تلميذه الذي مازال في بداية التعلم التقتهما امرأة في الصباح الباكر عند النهر فطلبت من الحكيم أن يقطع بها النهر لعدم إجادتها السباحة فحملها الحكيم على ظهره وأوصلها للجهة الأخرى وذهبت في حال سبيلها وبقى برفقة تلميذه الذي سيطر عليه الوجوم والشرود فسأله الحكيم عما أصابه ؟ فسأل التلميذ معلمه كيف تحمل المرأة على ظهرك وتعرض نفسك للفتنة ؟ فقال الحكيم باسماً أنا حملت المرأة على ظهري وأنزلتها لماذا أنتَ تحملها إلى الآن ؟!