المنطق السليم يقول إن الشخص إذا شب على شيء شاب عليه، ومن اعتاد طريقة عمل أو نظام حياة لسنوات طويلة، يصعب عليه تغييره. لذا من الصعب جداً على أي مسؤول عربي قبول أي تغيير في طريقة عمله أو نظام حياته، القائم على التحكم وامتلاك كل تفاصيل الحياة السياسية وغيرها.
لذا لم تجد دعوات الإصلاح المستمرة أية تجاوب جاد من المسؤولين العرب، فخرجت الحيل والتكتيكات السياسية لشراء الوقت، عبر الوعود تارة، وعبر التعديلات الشكلية، فارغة المضمون، تارة أخرى. كما في لجوء المسؤول إلى مستشارين سيخسرون كثيراً من أية خطوة إصلاحية، فيدفعونه إلى تجنب أي تطوير أو إصلاح، مستفيدين من خاصية فريدة، تكمن في نزعته إلى رفض التغيير، الذي يفقده السيطرة على تفاصيل لا يحق له التحكم فيها.
لذا هي حقائق جلية أمام الجميع، أن المسؤول العربي غير مهيأ للإصلاح من تلقاء نفسه، كما أنه لا يعي الإصلاح معنى أو قيمة، إضافة إلى أنه يشعر خلال ذلك بتضاده والمفردة، وكأنه يقر بفساد موجود ويتعايش معه، وهو ما ينكره دائماً، ولا يرى وجوده. كما لا يستوعب الجملة التاريخية القائلة بأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة. فكيف لمسؤول أن يتنازل عن أشياء اكتسبها وعاش على كونها حقوقه؟
لذا تبقى عملية شاقة، وصعبة جداً جداً. والتاريخ مليء بأمثلة عدة، وعلى مدى قرون طويلة، وليست أمثلة من العصر الحديث. فلم يشهد التاريخ أن تنازل مسؤول عن سلطاته برضاه. لا في عالمنا الإسلامي، ولا في أوروبا، التي ينشد الكثير بلوغ حياتها السياسية. كل التحولات في أوروبا أو في دول إسلامية، لم تأت من تلقاء المسؤول. أتت بعد ضغط وتضحيات ودماء. ويمكن النظر إلى التجارب المحيطة في عالمنا العربي، من دون ذكر اسم البلدان، لكثرتها، ولتشابه السيناريوهات بينها، تشابهاً يلتقي عند التفاصيل الصغيرة أحياناً.
إذاً، هي مهمة تبلغ الاستحالة لأجل تحقيقها؛ أن تقنع مسؤولاً بالتنازل عما يظنه حقه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، حتى وإن كان مسؤولاً حديثاً، كزعيم عربي شاب، حديث سلطة، لن يتنازل عن أبسط ما ورثه من أبيه، لأنه عاش على تلك المكاسب منذ نعومة أظافره، ونشأ على أنها حقوقه السياسية وكل شيء، فمن البديهي أن لا يعترف بحق مواطنيه في مشاركتهم فيها، لذا تملأ الدماء شاشات التلفزة هذه الأيام، ويصار المسؤولون إلى السجون، وينجو من القضبان الفارون إلى المنفى، ويتكرر المشهد، ولا أحد يعتبر..
1
متفائل حائر
2011-04-27 03:39:53يا فارس والله لاتها فرصة للعاقل ان يتعظ بغيره فهل من متعظ؟؟؟ نحن في زمن التغيير فمن لم يسابق الزمن سيسبقه ؟؟؟ والله المستعان وعليه التكلان.
2
حسن اسعد الفيفي
2011-04-27 01:35:32الجمهوريات العربيه من مصر للتونس لليبيا للسوريا لليمن
للعراق هي بنات غير شرعيات لثورة ضباط الاشرار في مصر
انقالابات بمباركة الاستخبارات الغربيه لصالح بقاء اسرائيل
وهذه الجمهريات تحولت لملكيات حكم الفرد وامبرياليات اقطاعيه حكم استخبارتي واستعباد للشعوب
ارادة التحرر من العبوديه هي من حرك الشعوب
3
خالد مضوي
2011-04-26 23:38:31هذه الثورات التي قامت في مصر وتونس حقيقية قامت بمطالب عن شعوب قهرت وعانت من الظلم وعدم الاستقرار والآمان والفقر والمعانات وتسلط الاحزاب الحاكمة واستحوازها على الثروات، فكل من يظلم شعبه عليه ان يرحل.
4
غشام الغشام
2011-04-26 21:59:49صدقت. صدقت. صدقت. ولك شكري واحترااامي... ولكن ماهو الحل ؟؟؟في نظرك... علما ان الشعوب لاتطلب المستحيل. كل مافي الامر يبحبحونها على شعوبهم بيت.بيت.دار.دار.زنقه.زنقه
5
نواف
2011-04-26 21:47:51اشكرك على شجاعتك في زمن كثرت فيه النعامات
6
fuzzz
2011-04-26 21:07:43المشكله تكمن في التفعيل و آليالت التعامل مع المعاملات الغير مرضيه...
كذلك اتباع اسلوب الرقابه السابقه و الاحقه و المستمره و التعاون المشترك بين المواطن متمثلاَ في تسهيل آليات التبليغ و الاعلام متمثلاَ في الجرائد المحليّه لهدف تعديل الخلل, ناهيك عن مراجعة طول التعقيد الروتيني في الدوائر المسئوله عن الرقابه العامه.
فلو اخذت امانة مدينة الرياض فستجد السهوله التامه للابلاغ عن اي عطب في الشوارع بدون ادنى تعقيد. بل و يسجلونك في اجهزتهم ليعرفوك باسمك في الاتصال القادم!!
7
صالح الاحمد
2011-04-26 20:29:06اهنئك يا فارس على هامش الحرية المتاح ثم هل تريد ان تقول ان الانتفاظات والثورات العربية الجاريه الان تجزم بعبثيه اصلاح تلك الانظمة وان لا امل في البناء او اعادة البناء من غير ان يتم اسقاط النظام.
بمعنى عدم امكانيه اصلاح ذلك النظام او تلك الانظمه.
8
ابو منة
2011-04-26 20:18:23اللهم احفظ شعب سوريا وخلصهم من الطاغية
9
د. هلال محمد العسكر
2011-04-26 17:44:23لا أظن أن هناك حاكما أو شعبا لا يريد الأمن والاستقرار والرفاه ولكن ما يحدث أن الحاشية السيئة التي تقف بين المواطن والحاكم هي التي تصنع بأقعالها الاحتقان وفقدان الثقة والشعور بعدم الأهمية لأنها تمنح من الحاكم صلاحيات مطلقة.. وما يحدث في العالم العربي اليوم هو لهذا السبب مع فقدان أدوات الحوار.
10
عبدالحي
2011-04-26 17:38:07العيب فينا نحن الشعوب العربية...فلقد تعودنا على مقولة "بالروح بالدم نفديك يا رئيس" وبذالك اختزلنا الوطن بشخص واحد فأصبح الوطن هو الرئيس و الرئيس هو الوطن... بمقولة أخرى" قالو لفرعون ايش اللي فرعنك، فقال ما لقيت حد يصدني"
11
سعود عبدالرحمن الشلهوب
2011-04-26 17:36:47وتلك الايام نداولها بين الناس.
12
mansour altayyar
2011-04-26 16:27:42الموضوع ليس علي إطلاقه ففي حالة مصر كان ممكنا تبني الاصلاح التدريجي قبل تفجر الأوضاع مما يجعل الرئيس رمزا ليس وطنيا بل قومياً أيضا ويخرج من السلطه من دون أن يفقد شئ من النفوذ بل قد يصبح مرجعيه هامه لحسم الأمور التي تحدد مصير الدوله ولكن في دول أخري تحكمها اقليات طائفيه الوضع يتطلب تغييراً جذرياً.
13
فداوي
2011-04-26 15:03:14مقال عباره عن تشخيص استشاري متمكن -- هذه الحقيقه للاسف فالمسئول يرى انه ليس مجرد حق له البقاء بل ان ما هو فيه هو بامر وارادة من رب الكون ولذا يحرم مجرد التفكير في محاسبته ناهيك عن اقالته او تغييره.
14
بدراباالعلا
2011-04-26 13:50:04نشاهد هذا التحكم في كل شي..في بلدنا !
الوزير..له من المناصب الرديفه للمرتبه عدد من المهام !
نجده رئيس مجلس أداره +
وعضويه لها قيمه ماليه في أكثر من جمعية !
ونجده عضواً في عدد من اللجان !
ومساهم في صنع القرار في مؤسسة أستثمارية !
ومع هذا..يوجد لديه عدد من السجلات التجارية ؟
تحت مسمى زوجه وبونسب والاخ الغير شقيق ؟!
واكثر الوزارات لدينا لا يوجد فيها مسمى نأئب للوزير !
وفي هذا خط كبير وأحتكار أكثر المهام والمهمااات !
معه تتعطل مصالح الناس عندما يغيب الوزير طال عمره؟
15
إبراهيم
2011-04-26 13:32:27"أن المسؤول العربي غير مهيأ للإصلاح من تلقاء نفسه، كما أنه لا يعي الإصلاح معنى أو قيمة... كل التحولات في أوروبا أو في دول إسلامية، لم تأت من تلقاء المسؤول. أتت بعد ضغط وتضحيات ودماء" - الله يحفظ بلادنا من الأسواء
16
عبدالله محمد بن نصار
2011-04-26 12:19:47موضوع يحمل معانى نبيله
تصور الواقع العربي الضعيف
17
صالح بن محمد علي بطيش
2011-04-26 11:59:00أليس المشير عبدالرحمن سوار الذهب تنازل عن السلطة في السودان !!!
شجاعة القول من الأقلام، وشجاعة الفعل من الحكام، تحمي سيلان دماء المواطنين ومن وصول الحاكم إلى السجون وينجو الحاكم من الفرار ومن القضبان،ويعيش مكرماُ في بلاده بين أهله وأصحابه،رؤساء أمريكا نمودجاً
18
»»» عبدالله «««
2011-04-26 11:03:26استغرب طال عمرك من الكتاب الذين ينظرون للنصف الفارغ من الكأس ويكيلون بمكيالين»فمايطلق عليه ثورات~هي حقيقة انتقام وتشفي غير مبرر~فأحدهم منفي ويطالبون به للانتقام منه~ليس الا^والاخر نسوا ماضية البطولي المجيد وادخلوه وعائلته السجن^والاخرين يحاربون الخوارج عليهما~كما افتى جميع االفقهاء^مالكم كيف تحكمون«
19
أبو عبدالله81
2011-04-26 10:48:11اذا الاصلاح الذي تتحدث عنه الحكومات المتسلطة هو مجرد وهم؟!