في البداية وعندما نتعرض للإساءة من الآخرين نشعر بالألم. ونشعر بأننا لا نستحق غدر صديق أو قريب بنا، أو غدر أحد الزوجين بالآخر. نحن نتكلم عن الألم العميق الذي لن يزول بكلمة " آسف" أو بمزحة عابرة خفيفة، نحن نتكلم عن ألم عميق وكره لمن قام بإيذائك . تلك مشاعر طبيعية عزيزي القارئ فلا تقلق من شعورك بها .
الكره مشاعر طبيعية تجاه من سلبنا سعادتنا ولكن الكره القوي ولفترة زمنية طويلة قد يسممك لو جعلته يستمر في حياتك، ويأخذ وقتاً طويلاً . الكره مرض في القلب يحتاج لعلاج!.
تبدأ مرحلة العلاج الذاتي برؤية الشخص الذي آلمك بأنه شخص ضعيف لا يجيد التعامل مع مشاكله الخاصة، وبالتالي يعامل الآخرين بطريقة سيئة كنوع من إسقاط الفشل. أحياناً أيضا قد ندرك أن من أساء إلينا ليس شخصا شريرا وليس شيطانا! وهذا قد يجعلنا نفكر في عدم الانتقام خاصة أنه ليس الطريق الوحيد ليعيش الانسان مرتاحاً.
ولابد أن تتأكد عزيزي أن كرهك للآخر ليس الطريقة المثلى لتنسى وتعيش سعيداً أو تداوى جراحك. وتأكد ما أن تتخذ القرار بالتسامح ، فإن رحلتك إلى عالم الحرية الداخلية ستبدأ. ولكن هناك نقطة مهمة لابد من ذكرها هنا وهي أن التسامح يأخذ وقتاً طويلاً وهو عملية يمر بها الإنسان وليس فقط رهين اللحظة!.
قد نقرر أن نسامح عندما ندرك أننا تألمنا بما فيه الكفاية. ولكن متى نسامح ومتى لا نسامح؟! سؤال صعب!. يقول الدكتور لويس سميديس :إن كثيرا من الناس يسألونه أليس هناك بعض الناس لا يستحقون أن نسامحهم ؟ وإجابته نعم!.
نعم صحيح أن بعض الناس لا يستحقون المسامحة، ولكن تذكر أننا هنا نتكلم عن ذلك التسامح الذي يتعلق بك كضحية، التسامح الذي يخرجك من دائرة الألم التي دخلت فيها. دائما تذكّر هل الشخص الذي آلمك يستحق أن تفقد من أجله كل سعادتك وراحة بالك؟! ولا تنسَ أنك إن عشت تتجرع مرارة الألم والمعاناة طوال العمر فهذا يُعد انتصارا آخر لذلك الشخص يحققه ضدك، وتكون من حيث لا تعلم أعطيته فرصة أطول لإيذائك!!
في النهاية التسامح عملية جراحية روحية فيها تقطع شرائح الماضي المؤلم والأورام التي من المفروض عدم وجودها وهذه العملية صعبة جداً خاصة أنك أنت المريض وفي نفس الوقت أنت الجراح! ولكنها عملية لابد منها رغم صعوبتها!!. فأن تقوم بها خير من أن تهرب منها أو تتجنبها! نجاح هذه العملية يتوقف على إرادتك وتفويض أمرك الى الله سبحانه وتعالى، وأن توقن أن ما مر بك من معاناة وأذى أو إساءة من شخص ما، لابد أن لا يأخذ من وقتك الكثير. تألم واغضب ولكن لا تجعل تلك الفترة تطول! ربما ومن حقك أن لا تنسى الإساءة؛ ولكن اجعلها بمثابة تحدّ لابد من تجاوزه حتى تستعيد قوتك وراحة بالك..
**إضاءة:
التسامح هو أقصر الطرق إلى الله..
1
محمدعبالكريم الفقير
2011-04-09 04:17:52يدخل عليكم رجل من اهل الجنه..القائل الرسول صلى الله عليه وسلم
الا انني اسامح كل من ظلمني..الشاهد للفعل
هذا سبب للعفو..او كما قيل الحديث
2
ابو تريم
2011-04-09 01:56:26هناك من يتعامل على سجيته مع كل من هب ودب وهذا خطا شنيع ومروع طيبة القلب احتفظ بها لنفسك ولمن تثق بهم فقط حتى لاتندم في وقت لاينفع فيه الندم
3
نسيته
2011-04-09 01:40:40مقال رائع رائع رائع وأستمتعت بكل كلماته خصوصا السطور الأخيرة التي لخصت كل شي ورسول الله علية الصلاة و السلام قال عن رجل انه من أهل الجنه لأنه كان متسامح ولا ينام وفي قلبة حقد على أحد اللهم نقي قلوبنا من الحقد وأجعلنا ممن يسامح رغبة في ثوابك فما عندك خير وأبقى.
4
عطر الحبر
2011-04-09 00:40:22ياليت د. حنان مثل مانورتينا بمقاله نقتنيها مثل هذي تنورينا كيف نسوي العمليه هذي!!
باي حيلة نفسيه وباي طريقه علميه
لاننا بحق بحاجه لها
شاكرين لك ومقدرين مقالاتك الاكثر من رائعه
5
محمد الفريح المحمد
2011-04-09 00:25:19هل من العدل ان تذهب للشخص الذي اساء لك وتبرر له طيبة قلبك بالتسامح فمن اساء لك ليس في قاموسه قبول الاعتذار كمبدأ وانما اخذها كضعف منا بالمبادرة بالتسامح ومن اخطأ عليه ان يتقدم بالأعتذار وقد يجد القبول اما ان تذهب اليه وتقول له ان محصل سوء تفاهم وقلوبنا صافية لااعتقد ان اي شخص يهان او يساء له ان يتقدم بالاعتذار والتسامح على الخطاؤون ان يصححوا أخطائهم ويكونون سباقون بالاعتذار والتسامح.
6
نهار
2011-04-09 00:17:22التسامح له أسباب عدة :
- صفه من صفات كرم النفس وعدم الرغبه في الإنتقام
- البحث عن الإستقرار وتجنب الدخول في المزيد من المشاكل
- عجز الإنسان عن الرد و أخذ حقه بالقوة بسبب ضعف موقفه
7
نوره الساحلي
2011-04-08 22:46:45كلامك درر د:حنان
نعم أليس هناك بعض الناس لايستحقون
أن نسامحهم بل نداس عليهم لأن الجرح
عميق جدآ لأنهم يستخدمون الكذب والخداع
في دنيتهم وحياتهم...
8
متفاءلة بالخير لي وللغير
2011-04-08 21:45:08الغدر من طباع اغلب البشر
9
غالية الأثمان 12
2011-04-08 20:50:56العفو عند المقدره...من أعظم الامور
هو صعب على الانسان أنا شخصيا أجد صعوبه في نسيان الجرح
لا احقد على من جرحني أو أساء لي ولكني لا أنسى أبد الاساءه
لك خالص شكري على قلمك الرائع
10
*ندى الشهري*
2011-04-08 19:52:03التسامح كلمة إنسانية راقية سامية مخملية
إن سامحت وغفرت لمن أمعنوا في إيلامي
بلا ذنب ومن أجل دنيا فانية لاتستحق
فذلك من أجل نفسي وراحة بالي وضميري
لأن الكره الدفين والحقد سيؤلم نفسي الغضة أولا..
لكن هذا لايعني أن أسمح لهم بإعادة الكره
بل سامحتهم وابتعدت عنهم
كيما أرتاح من سمومهم!
11
الماستر صالح الحوراني
2011-04-08 18:02:08في كثير من الحالات لا بد ان تكون هناك اسباب لمعاداتنا او كرهنا يجب علينا التأكد منها وتحملنا قسما من اخطائنا ان وجدت، ولكن يوجد بيننا اشخاص لا هم لهم سوى ايذاء الآخرين بل ويتلذذون بما يفعلون لأنهم انفسهم مرضاء، لذلك من الأفضل أن نقدّر مرضهم ولا نحقد عليهم ونعاملهم بالحسنى وندعوا لهم بالشفاء.
12
ام الاجنبي
2011-04-08 17:09:25جزاك الله خيرا يا دكتورة على مقالك فقد تطرقت الى فن لا يجيده الكثيرون.. ولو فعلوا لخفت الأمراض النفسية بنسبة كبيرة جدا ولكنه الانسان كما يقولون.. عدو نفسه.. سبحان الله!
13
الرأى الأخر
2011-04-08 16:39:08شكرا دكتوره حنان على الطرح الطيب
قال تعالى... ومن عفا وأصلح فأجره على الله... وقال تعالى والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وغير هذه الأيات كثير ولكنها لا تطبق بالرغم من أنها تتردد على مسامعنا صباح مساء وفى الوقت نفسه نتشبث بأيات العقاب ورد الأعتداء بالمثل ولعن حفدة القردة والخنازير وعباد الصليب ونلتزم بكل نص يتضمن العداء والمعاداة والكراهيه !! أليس هذا تناقضا ؟
يادكتوره مشكلتنا فى ثقافتنا بكل أجزائها وجزيئاتها والخروج من هكذا سلوك يحتاج إلى شجاعة وجرأه فهل هذا ممكن ؟
14
جيتك سحابة صيف !
2011-04-08 15:47:04مع انه هواللي غدربي وخلاني
وقلت له بلحظة الم الله لايسامحك
طول الليل مانمت خفت اكون سببت له بعض الالم
ماصدقت يشق الصبح
عشان اقوول سامحني
مع اني كلي الم
كلي جروح من عديل الروح
يغلط واناللي اقول
اسفه سامحني
يغدروانااسامح
يروح ونظراتي تتبعه
وتدعيله الله يحفظه
اتحداه يلقى مثل قلبي
حيل يحبه
15
قمة تفاؤل
2011-04-08 11:24:45شكرا لك
العفو عند المقدرة من أعظم الأعمال الصالحة
16
بدراباالعلا
2011-04-08 10:26:25آه ياالجراح راح اللي راااح !
مصيبه وقت يكون من تحبه..!
محترف تخصص صنع المعاناااه !
يحط بين يدينك { راحة البال عطره }
وهو في الخلف.. يذمك,يهينك ! }
آه آه ياشينها كلمة تسامح !
القهر لا قيل لك لا تقاطع وصافح !
مشكله لا صار الورد يستخدم للعبة التسامح !
وفي نهاية المطاف..يتضح أنك.. تتبع سراب ؟
لا حب له معاني ولا ورد هو طبيعي !
كل الحكايه الخداع أصبح وظيفه ؟
وتقولين يااا.. د { متى نسامح ! }
17
ذات الشجون الدفينة
2011-04-08 10:19:06عن نفسي التسامح صعب ليس لقسوة قلبي أو لقلة إيماني بالعكس
إنما نتيجة للصدمةلناس وثقت بهم و تعاملت معهم بأريحية كما تتعامل مع نفسك أن تكون على سجيتك وطبيعتك دون تصنع أو تملق عندما تصل العلاقات إلى هذه المرحلة تكون وصلت قمة الحب تأتي الصدمة عندما تتصرف مع الأخريين بتلقائية وعفوية وفجأة يكون منهم القدر والخيانة أذن هنا نقطة تحول كبيرة للآخر وبالتالي الشك والريبة في جدوى مسامحته لهؤلاء الاصخاص وكيف يتعامل معهم هل ينافقهم وهذا ليس طبعه أم يعاملهم كالسابق بغباء هنا تمكن إستحالة المسامحة