الخشية على الشباب من الانجراف وراء الدول التي تسعى للنيل والاستفادة من الأحداث التي يمر بها العالم العربي ، ومن القنوات والإذاعات المضللة ، والانجراف وراء المعلومات المغلوطة التي ينشرها الكارهون للبلاد والعباد هي الخطاب السائد الذي تبناه بعض المسؤولين والكتاب الفترة الماضية التي التهبت فيها الأوضاع في بعض الدول العربية ، ورغم أن الالتهاب انتقل لدول أخرى إلا أن هذا الخطاب بدأ في التقلص .

الفجوة الكبيرة بين الشباب وبعض المسؤولين الكبار سناً أياً كان نوع هذه المسؤولية لأن المسؤول لديه إحساس عميق ومتمكن أنه الكبير العارف الذي يستطيع تمييز الأمور وتفنيدها لذا كانت لغته لغة التحذير والنصح من الانجراف ، الغواية ، حتى في أحلك المواقف وأشدها رخاءً وليناً من الكبير للصغير بأن يخفف من حدة الموقف والطلبات التي يفرضها ، حتى وهو يأمل منه تهدئة الوضع كان يحذره من الانجراف والانخداع فهو على يقين بأن هؤلاء الشباب مسيرون ، وأفعالهم ليست بمحض إرادتهم ومعرفتهم ولكنه انجراف شبابي عاطفي غير ناضج، ويتعمق هذا الإحساس لدى الكبار عندما يحمل الشباب فكرا مخالفا 180 درجة لفكرهم ، ويزداد عمقاً ويشتد طلب التحذير عندما يرتفع سقف طلبات الشباب ويدخل في حيز مايراه الكبار مستحيلا ، وهنا كانت المشكلة الكبرى والفجوة الكبيرة أن ما يراه الشباب حقوق طبيعية لابد من الحصول عليها كان بعض الكبار يراه أحلام شباب غير مدرك وغير متزن لخلفيات وأبعاد الأمور ، عندما كانت تدار نقاشات لا يرضى عنها بعض المسؤولين او الكبار سناً كانوا يعتبرون هذا النوع من الأحاديث والنقاشات تحريضاً للفتنة، وكان الشباب يرونها تحريضا للوعي !! هناك حدود اعتاد عليها بعض الكبار حتى في الأحلام ، الشباب لا يعترف بكل هذه الحدود ، الشباب لديه سقف مفتوح يصل حتى عنان السماء ،ألا يعرف المرددون لموال التغرير والانجراف والانسياق أنهم يجهزون أعذارا لضعاف النفوس من الشباب ، عندما اجرم مجموعة من أبنائنا في حق أهلهم وأرضهم أسميناهم شبابا مغررا بهم، وأصبح هذا المسمى أكثر سبب يستخدمه الشباب في أي خطأ أو جريمة يرتكبها !!

السقف هو سبب اختلاف الشباب مع الكبار وعدم رضا الكبار عن الشباب ، الشباب سقفهم مفتوح يصل لعنان السماء..