" نريد أن نروح " ،" لا نريد أن نقعد " ، " من حقنا أن نروح مثل الناس " ، " عيب الواحد يوعد ويكذب " هذه جزء من الملصقات التي انتشرت على جدران منزل صديقتي احتجاجا من أبنائها الأربعة وبمعاونة أبناء عمومتهم الثلاثة ، والقصة تبدأ عندما وعدت صديقتي وزوجها أبناءهم بالذهاب للبر والجو ربيعي وأهل الرياض يتسابقون نحو الصحراء التي أصبحت وكأنها منطقة سكنية إلا أن هطول الأمطار جعل صديقتي وزوجها يؤجلان الرحلة إلى وقت آخر واتخذا القرار وتجاهلا رأي بقية الأعضاء المتمثل في الأبناء " بنات / ذكور " سواء أبناؤهما أو أبناء عمومتهم الذين حضروا في الصباح الباكر استعدادا للرحلة وعندما حصل الإلغاء كانت شبه كارثة على الصغار فليس من حق الكبار ( حسب رأي الصغار )اخذ القرار وحدهم والرحلة لا تقتصر عليهم فقط فوفقاً لرأي احد الأطفال المحتجين كان لابد من أخذ الأصوات ، من يريد إتمام مشروع الرحلة، ومن يريد إلغاءها أما أن يحصل الإلغاء من عضوين فقط كونهما يرينن أنهما الأكبر سناً أو في مقام يحتم على الصغار الانصياع لقراراتهما فهذا فيه تجنّ ومصادرة للرأي الذي يمثل التواجد الإنساني لهم كأعضاء داخل هذا المنزل وأعضاء مشاركين في الرحلة ، وقال احد الأطفال لوالده " إذا كنت ألغيت الرحلة كونك من سيقود السيارة ولا تريد أن تقودها في المطر فكان عليك إخبارنا لإيجاد حلول أخرى ".
تقول صديقتي " سارت المظاهرات في بيتي وتوزعت الملصقات في كل مكان ودب الإضراب عن الأكل والحديث ، وأغرب ما في الأمر أن أكبر أبنائي البالغ أحد عشر عاماً دائماً على خلاف حاد مع ابن عمه الذي يماثله في العمر ، والوضع بينهما لم يقف عند الخلاف بل أحياناً يمتد للكره والبغض وحياكة المكائد والمصائد لبعضهما إلا أن كل هذه المشاحنات في موقف الرحلة أصبحت "فص ملح" ذاب واختفى في ماء وتحولت المواقف لمساندة ومعاضدة وتأييد واستشارة وتخطيط ، كنت أحسب أن الأمر مزاح وسيمضي سريعاً ويعود كل شيء إلى طبيعته وأن ما حدث مجرد تأثر إما بما يرونه على شاشات التلفاز أو ما يسمعونه في المجالس إلا أن الأطفال كانوا يتعاطون مع الموقف في منتهى الجدية ، وتعاملنا معه بضحك ومزاح جعلهم يزدادون غضباً وإضرابات ، ولم يجدِ الحوار حتى قدمنا عدة مشاريع قادمة للتعويض عن تأجيل الرحلة مع تقديم جزاءات في حالة نقضنا لأحد هذه المشاريع..
وحقيقة عندما نظرت لمتطلباتهم بتجرد لم أجدها تلك الطلبات المجهدة المكلفة مجرد أننا اعتدنا أن نكون نحن المصدرين للأوامر وهم المنفذون حتى لو لم ينفذوها يعلنون قبولها "
يبدو أنه لم يعد هناك صغار بالمفهوم الضمني هم صغار حجماً وعمراً فقط ، ونتيجة عدم استيعاب الكبار لهذا الواقع أصبح الصغار يفرضون آراءهم ورؤاهم بالقوة .
1
layla
2011-02-07 04:14:04مقال محنك ويصف الوضع الراهن بطريقة جميلة
ولنا من فلم امبراطورية ميم.. نصيب..
فمابالك مصر التي تربت في ظل الثورات
واصابها عقم لمدة 30 عام !!
:) شكرا لكِ استاذة امل
2
mmmutlaq
2011-02-07 01:34:02أعتقد أن مقولة "لا يسوغ أن تكون تربية أولادي بالطريقة التي رباني فيها والدي" هي صحيحة، و أنا لمستها في تعامل الأب مع أبنائه. فهناك قدر من الصراحة و الشفافية بين الأب و الأبناء.
الحيرة Dilemma تكون في هل توفر لأولادك كل ما يطلبون و بالتالي سنشؤن وعندهم قدر من الدلال الذي سيفتقدونه بمجرد أن يكبروا أو يغيب عنهم عائلهم؟ أم يتعين أن يكون هناك توازن بين ما تحقق و ما لا تحقق لهم
3
غيداء
2011-02-06 15:51:01"نريد أن نروح " " لا نريد أن نقعد "
حاولت يمين يسار ابد ابد ما تجي
" نبي نروح " " ما نبي نقعد "
او
" نريد أن نذهب " " لا نريد أن نجلس "
والا ؟؟!
4
انقلش
2011-02-06 14:42:08اممم!!!
هذا كلام كبير... كبير جدا جدا جدا!!!
وافهم يا فهيم... تراك نايم بالعسل!!
المقال احس انه متزامن مع تصريح كلنتون ان حكام الشرق الاوسط مخطئون اذا فكروا انهم محصنون!!!
5
المنطق فطرة الاسوياء
2011-02-06 13:19:36أجل (الأولاد يريدون أسقط النظام )
اهم شيء مايقولو ماما/ماتفهمش عربي كلموها بالعبري
نبهي عليهم يعلنون الانتخابات قبل التدخلات الخارجية
وعلمونا نصوت لأنه مايصحش تفوز الأم بنسبة 99 %
كفاية بئه
6
شريفه عبدالرحمن
2011-02-06 10:47:07صباحكِ أمل
.
و آمل أن يتحقق لإبناء صديقتكِ
ما يأملون!!
يحاول الأبناء في بعض الأحيان..
التحرر من سلطات الراشدين!!
وهي تختلف من منزل لآخر!!
فهناك المنزل النابذ
وهو يتصف بالصراع و المشاجرات!!
وهناك المنزل الديمقراطي
وهو يقوم على الحرية!!
فالأبوان يحترمان الفردية..
ولا يفرضان اي سلطة!!
وهناك المنزل المُتسامح
وهو يتصف بالتسامح المعقول!!
دون تساهل زائد!!
و هناك المنزل
الذي تسود فيه السلطة و التحكم الأبوي!!
.
الرجل الذي يُعامل المرأة..
كأميرة!!
دليل على انه تربى..
على يد..
ملكة!!