يقضون ساعات طويلة في النوم ، يذهبون لأجمل بقاع الأرض ، يشترون كل ما يستطيعون حتى لو لم يحتاجوه وفي الغالب هم لا يحتاجونه، ولكنها وسائل الحصول على السعادة ، ولنكون أكثر دقة وسائل للهروب من الواقع ومواجهته ولكن المشكلة ليس في الواقع بل فيمن تصحبنا في كل مكان وهي أنفسنا ، الواقع زمن يسير قد لا يلتفت إلينا وإنما أنفسنا هي من تحتاج أن نواجهها وننهي معها الموقف ونتصالح معها ، مشكلة الهاربين أو الباحثين عن السعادة بالطرق الخاطئة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ؟ ومن أين يبتدؤون ؟ أعرف كثيرين يهربون من أمور قادرين على مواجهتها وحلها ولكنهم حسب قولهم خائفون من الرفض أو الفشل ، أحد صور الفشل أن تعتقد أن كل أمر تقدم عليه لابد أن يكون القبول والنجاح فيه حليفك !! ليس بالضرورة أن تحصل على ماتريد ولا أنكر ألم مثل هذا الموقف ولكن بالتأكيد أنه أفضل من الحيرة ، وعدم حصولك على ما تريد هو فرض فقد تكون النتيجة ما تتمناه فلماذا التفكير السوداوي ؟ والغريب أن أغلب المترددين في حسم مواقفهم من أصحاب هذا التفكير البائس ، ميزة المواجهة والإقدام أنها تحسم الموقف فالرفض أو الفشل في شيء معين يجبرك على السعي والبحث عن باب آخر أما الانتظار حتى تأتي الأيام بالحل فمعناه أن تبقى أسير حيرة . قد اقُبل وقد ارفض قد انجح وقد افشل والحيرة معناها الآسر التي تمتد عند البعض لسنوات ثم يشكو الهم والحزن، وهذا النوع من الناس هم أناس يتلذذون بالألم وإن لم يعوا ذلك ، المواجهة سلوك والحيرة والتردد أيضاً سلوك ، وعندما أقول المواجهة فأنا لا أعني التهور والحماقة ولكن الشجاعة المؤدبة وحسم الأمر أياً كانت النتيجة ، الفشل أو الرفض يجعلنا نندم على الخطوة التي اتخذناها ونلوم أنفسنا بحدة، وقد يدخل البعض في حالة اكتئاب تطول أو تقصر ولكن هناك كثيرون يعيشون حالة ندم وألم على فعل كان بإمكانهم فعله ولم يفعلوه !!
لو سألنا أنفسنا. أنفسنا وليس من حولنا ما هو حل المشكلة التي نعيشها بصرف النظر عن حجم المشكلة فقد تكون مشكلتي سطحية في نظر غيري ولكنها عظيمة ومؤرقة بالنسبة لي، إذن أنا أريد لها حل وليس إقصاءها وتجاهلها لو سألنا أنفسنا ستعطينا الحل يقيناَ ، ولكن إذا لم تتقن السؤال لنفسك فأنت تبحث عن مشكلة جديدة أو توجد مشكلة أخرى !! كلما كنت قريباً من نفسك كلما استطعت محادثتها وسؤالها ، معرفة النفس لا تعني أن تعرف ماذا تحب من الأكل والشرب والألوان بل أعمق من هذا بكثير ، تقول لي إحدى السيدات إنها لا تذهب إلى سريرها حتى تصل لأقصى درجات التعب هروباً من حديث نفسها !! أسوأ عملية خداع أن يخدع الإنسان نفسه ..
قصت لي صديقة مقربة أثق أنها تعرف جيداً ما تريد كيف بدأت مرحلة صداقتها مع ذاتها وذلك بعد تعرضها لأزمة طويلة لم تجد لها حلاً وأرهقها التعب فنصحتها جدتها أن تعود لنفسها وتروضها فهي المتسببة بهذا التعب إلا أنها لم تبال بقول العجوز حتى أعياها التعب فجعلها لا شعوريا تسأل نفسها ماذا بي ؟ (جاءتني إجابات كثيرة ومبعثرة وكأن ذاتي تفاجأت من السؤال معظم الإجابات محبطة ، حاولت السيطرة على غضب نفسي وفجاجتها في الإجابة فسألتها مرة أخرى، هل حقاً أنا كذلك ؟ حذفت ذاتي بعض ماذكرته في السابق كأنها هدأت وأصبحت أكثر عقلانية ومنطقية بالإجابات ، سألتها عن الحلول ، احتد النقاش بيننا ، قررت مقاطعتها فلماذا تصب علي كل هذه التهم ؟ ولكن حاجتي لذاتي جعلتني أعاود الحديث معها مرة أخرى سألتها العون لأرى الأمور بوضوح ، بدأت تعطيني قليلاً قليلاً ، عرفت أن نفسي هي الوحيدة التي لا مفر، عاهدتها أن اسمع منها وحصلت على عهد مماثل منها ، تكاشفنا إلى آخر نقطة ، بعض المكاشفات كانت مؤلمة وصعبة، عتبت علي ولامتني على بعض تصرفاتي وحماقتي وترددي وأنا عاتبتها ولمتها لعدم مواجهتي و تشجيعي ودعمي ، قبلنا بعضنا ) أعتقد أن الذي يفهم نفسه يكون أكثر ذكاء ، عبارة قرأتها وأعجبتني ( عندما ألتقي بذاتي نصير طاقتين ، أما إذا افتقر اللقاء إلى الانسجام المتوازن فإنه يتحول إلى انفجار مدمر للذات البشرية الواحدة )
1
دقات الساعه
2011-01-03 07:08:12هذا المفترض ان يجلس كل مع نفسه يحاسبها وتحاسبه ستنكشف الأمور ويزاح الغمام ولكن لنسأل انفسنا هل جالسنا انفسنا يوما طبيعي ربما ولكن القله القليله وفقك الله على هذا الطرح الجميل
2
دنيا عجب
2011-01-03 04:14:12صحيح ماقلتي..!
يوما ما قررت أن أحصل على اجازة لأسبوع واحد فقط...وفعلت
عاهدت نفسي بهذا الاسبوع,,أن أغير طريقة تفكيري أولا..!
وأن أضع تحت تصرفاتي الخاطئة خطوط حمراء..حتى لا أكررها...
شعرت حينها أن في هذه الأيام القليلة قد تساقطت أحمال ثقيلة عني..
كل ما في الأمر هو أن نعيد طريقة تفكيرنا أولا ,,
قبل البدء في التغييير.
3
mmmutlaq
2011-01-03 01:55:08طرح جديد و مثير كالعادة من أمل يزرع هذه المرة في حقل ما يسمى "تطوير الذات"
يمكن أن اضيف لفكرة أمل موضوع التأمل meditation بطقوسه و متطلباته، و كذلك تعويد النفس على التفكير الإيجابي positive thinking
وأخيراَ قانون الجذب law of attraction الذي قامت عليه فكرة كتاب "السر" و ملخصه أن إطلاق الأفكار سواء كانت
إيجابية أو سلبية يجذب أفكاراَ و نتائج مشابهة
شكراَ لأمل على موضوعاتها غير التقليدية
4
شروق الشمس
2011-01-02 23:11:39امتلاك النفس قمةالسمو قمة الارتقاء تجعل من الفرد شخصا مؤثرا فاعلا ليس بتثبيت اقواله وموازنة افعاله بل انه يكفي وجوده فقط-مثلك استاذتي امل
5
الشفآف
2011-01-02 22:22:22أ/ أمل أهنئك على طرحك المتميّز
.
صارحت نفسي وعاتبتها فوجدتها :
( وجدت نفسي ) في طاعة رب الأنام..
والبعد عن المعاصي والذنوب والآثام..
وفي الحب والتسامح والعفو والسلام..
وفي التحليق في سماء الخيال والأحلام..
:
( وجدت نفسي ) في غيمة تهطل بالمطر!!
تزيل عن النفس الأحزان والهم والكدر..
تجعل أرضي ربيعاً يفوح ورداً وزهر!!
وفي ( ركعتين ) لِخالق الكون قبل السحر..
:
( وجدت نفسي ) في إمرأةٍ تفهمني..
بالدين والعقل والأخلاق تبهرني!!
بسحر الأنوثة والدلال تأسرني!!
وبالحب والعطف والحنان تغمرني..
6
freereporter
2011-01-02 20:44:52مقالك حلو بس يبيله نقراه بتمعن
مشكككورة
7
حنيبل البقمي
2011-01-02 19:16:05بصراحة أنا أول مرة أقرأ لكي أستاذه أمل الحسين لكن والحق يقال كلام جميييل ورائع وبجد إبداع تبارك الخلاق ونسأل الله أن ينفعنا فيه لأني بجد أنا من النوع الي أتردد كثير وأمارس جلد الذات لكن لا بد من حل وكلماتك سأجد فيها الحل بأذن الله.
8
الكاريبي
2011-01-02 18:11:26من البديهي ان تكون السعادة غاية وما عداها هي الادوات او الوسائل لبلوغها.. والمؤكد اننا لن نبلغها الا من خلال التمحور حول الذات وادارتها بمنهجية واعية... فالسعادة تحتاج الى ثقافه من نوع خاص هي في الغالب عفوية.. وان كنت اراها نتاج مكتسب لادارة شئون الذات بقيادة العقل ورقابة من الضمير والقلب والجوار
9
الزايدي
2011-01-02 15:02:00مقال رائع
10
برمجة الذات
2011-01-02 13:54:55مقال رائع وجزاك الله خيرا
ارى اعادة الطرح بلغة بسيطة لفهمه من قبل شريجة كبيرة من القراء وزيادة تاثيره والاستفادة من برمجة الذات من الداخل في حياتهم.
القدرات الفردية ليس لها حدود
11
حواجبي المندهشة
2011-01-02 13:28:05شر البلية مايضحك
في اخبار اليوم يابانية تزوجت نفسها
عليكم بالرضى بالقضاء والقدر ,والامل بالله وطلب المغفرة للنفس والغير ومعاهدة الله على عدم الاصرار على الخطأ, واعطاء النفس حقها والجسد حقه
ربي لاتكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله
ربي احفظني فيما غبت عنه ولاتكلني الى نفسي فيما حضرته
12
عبد الله
2011-01-02 12:36:45بارك الله فيك
13
متفائل بأحلك الظروف..
2011-01-02 12:20:20لله درك استاذتنا الغاليه /امل فما طالعته كان الجمال والروعه بحد ذاتها وبالفعل كانت معي تجربه مريره ومعاناه طويله تجاه الذات وجلدها بأنواع وأشكال العذاب وعدم فهمها لكن في الأخير قررت المواجهه وتعديل المسار وكان لي الحياه وبسعاده وأهمها الرجوع للخالق والرضى وعدم السخط أمام مشكله تواجهني بل مواجهتها..