تعد الحملات التوعوية بأضرار الإنترنت، أحد أهم خطوط الدفاع الرئيسة لتوعية الأفراد والنشء من مخاطر وأضرار الإنترنت. ولذا فقد كان للحملات التوعوية دور رئيس في رفع الوعي لدى المستخدمين بإيجابيات وسلبيات وفوائد وأضرار الإنترنت.

أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حملة توعوية عن أهمية استخدام الإنترنت وكيفية التعامل الأمثل مع خدمات الاتصالات وتقنيات المعلومات، ولتوعية المستخدمين بفوائد وإيجابيات الإنترنت، وكذلك بأضرارها وسلبياتها المحتملة. ولم تكن الحملة مقتصرة فقط على الإنترنت، لكنها شملت خدمات الاتصالات وتقنيات المعلومات بشكل عام.

إن سوء استخدام بعض التقنيات الحديثة له عدة أسباب لا يتسع المجال هنا لذكرها. ولكن أحد أهم هذه الأسباب عدم وجود التوعية الكافية بالاستخدام الأمثل والإيجابي لتقنيات الاتصالات والمعلومات. لذا فإنني أقترح على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قبل البدء بإطلاق أي خدمة تقنية أو منتج تقني حديث، أن يسبقها تعريف بالخدمة وإيجابياتها وسلبياتها عبر الوسائل الإعلامية المختلفة سواءً من الهيئة أو شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودي.

إن عنصر التوعية بفوائد وإيجابيات وأضرار وسلبيات التقنيات الحديثة، أصبح أكثر أهمية من ذي قبل لعدد من الأسباب منها، أن بعض المستخدمين يجهل التوظيف الأمثل والاستخدام الصحيح للتقنيات الحديثة، وكذلك البعض الأخر من المستخدمين يجهل الأضرار المحتمل حدوثها نتيجة سوء استخدام هذه التقنيات.

كما أن فئة قليلة من المستخدمين يتعمدون إساءة استخدام هذه التقنيات للإضرار بالأخرين، وفي مثل هذه الحالة اعتقد أنه يتوجب تطبيق نظام مكافحة جرائم المعلوماتية على هذه الفئة. كما يجب أن تشمل الحملة التوعوية على تبيان الأضرار المتعمدة وعقوباتها. أما ما ينجم عن الإنترنت نفسها من أضرار موجودة بها كالمحتوى الرديء فهذا لا يمكن علاجه إلا بالتوعية والرقابة الذاتية والتربية السليمة. وأخيراً لابد أن يدرك كل مستخدم للتقنيات الحديثة، أنها نعمة أوجدت لخدمة البشرية وإسعادها وليست نقمة لإلحاق الضرر بالأخرين وإتعاسهم.