بدأت أبرز محطاته الإدارية العسكرية بترؤسه الفريق المكلف بوضع مناهج كلية الملك خالد العسكرية، التي أصبح قائداً لها ومؤسساً لمنهجيتها الأكاديمية الحديثة، التي أخذت على عاتقها المساهمة بفعالية في الارتقاء بالقوى البشرية للحرس الوطني على مدى العقود الثلاثة الماضية. وكقائد حريص على تطوير أدواته لم يكتف بذلك بل واصل الترقي في المجال العسكري والأكاديمي حتى وصل إلى رتبة فريق أول وعين نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية.

ورغم أن سموه كان قائداً عسكرياً فإنه حاز ثقة خادم الحرمين الشريفين بتوليته العديد من المهام الإدارية والثقافية والتي أجاد سموه في إدارتها بنجاح أبان قدرات سموه الإدارية والقيادية في مختلف الميادين، ومن أبرز تلك المهام المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي أصبح محفلاً ثقافياً عربيا وإقليمياً ومحلياً مشهودا له بالتميز والتطور من عام لآخر، والمكتبات التي تبنى تأسيسها خادم الحرمين الشريفين مثل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومهرجانات الفروسية، تلك الرياضة العربية الأصيلة التي أبرزت وجه المملكة الرياضي المتميز عبر حصدها العديد من الجوائز العالمية الراقية والتي من خلالها رفع علم المملكة خفاقاً أخضر في العديد من المحافل الدولية.

أمام ذلك التميز صدر أمر خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة بتفريغ سمو الأمير متعب للمهام الإدارية والتنفيذية بالحرس الوطني بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية برتبة وزير، قبل تعيينه قبل أيام رئيساً للحرس الوطني. ومن هنا انطلق سموه إلى مهام أوسع في تطوير الحرس الوطني بمختلف قطاعاته، ففي المجال الصحي نرى سموه يدفع بالشؤون الصحية بالحرس الوطني لتحتل الريادة على المستوى الوطني والإقليمي بتوسعها في افتتاح المراكز التخصصية المتقدمة وكذلك بتوسعها الأفقي عبر عدد من مدن المملكة؛ جدة، الدمام، الهفوف، المدينة، وقريبا الطائف، إضافة للرياض.

وعلى المستوى التعليمي نرى سموه يقود تكوين جامعة صحية متخصصة بالشؤون الصحية للحرس الوطني بدافع المساهمة في تطوير القوى العاملة في القطاعات الصحية بالمملكة وكذلك دعماً من الحرس الوطني بما يملكه من إمكانات بشرية وبنىً تحتية لقطاع التعليم العالي المتخصص. ولم يتخل سموه عن المجال العسكري من موقعه التنفيذي الجديد وإنما نراه يدفع به لمزيد من التحديث والتطوير..

ولعل أبرز خطوات التحديث التي سنرى نتائجها قريباً تتمثل في إدخال الطيران العمودي إلى منظومة الحرس الوطني الأمنية والقتالية المتميزة. ولا ننسى المهام السياسية والإدارية الأخرى التي يكلف بها سموه من قبل خادم الحرمين الشريفين وبعضها يعلن عنه وبعضها يبقى ضمن العمل الدبلوماسي البعيد عن الأَضواء.

سمو الأمير متعب بن عبدالله أثبت صرامة في نزالات الشدة التي كان الحرس الوطني فيها رمحاً ضد الأعداء كما أثبت قدرات السخاء والصبر والحكمة في مجالات الإدارة والسياسة، ينهل من خبرات خادم الحرمين ويعمل بصمت في تحويل الحرس الوطني من مجرد مؤسسة أمنية محدودة المهام إلى مؤسسة متطورة عسكرياً وأمنياً وتحمل في أبعادها تطوير العمل الثقافي والتعليمي والصحي والاجتماعي بكافة أبعاده الوطنية والإقليمية.

وإذا كان الحرس الوطني بكافة قطاعاته يعتز بقيادة ودعم خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - له منذ بداياته وحتى اليوم فإنه كذلك يفتخر بقياداته الشابة الحديثة وأبرزها الذراع اليمنى لخادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي حاز مؤخراً ثقة القيادة الكريمة بتعيينه رئيساً للحرس الوطني وعضواً بمجلس الوزراء. نقدم التهنئة لسمو الأمير متعب وندعو له بالتوفيق والسداد في مهامه الجديدة.