المملكة العربية السعودية اليوم هي الدولة الوحيدة في هذا العالم التي عاشت ولا زالت تعيش تجربة (الحوار) بكل صورها وأبعادها ومجالاتها من خلال مرحلة طويلة وعاصفة ليس لها مثيل في أي مجتمع آخر ..
ورغم تباين وتعدد الأطراف الأخرى في الحوار وتشعب مواضيعه الدينية أو المادية أو الاجتماعية والسياسية ّّ!!، ورغم صعوبة المهمة ورغم حساسيتها والخوف ألا يثمر الحوار عن إقناع الطرف الآخر بالسهولة وبالسرعة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمسائل أزلية أو بمبادئ فكرية مترسخة ومتوارثة منذ زمن طويل.. رغم ذلك كله إلا أن المملكة حققت بتوفيق الله في هذه المهمة نجاحا مشهودا عالميا..
وكانت أولى بوادر النجاح في هذه المهمة عندما أدركت الدولة حجم خطر الفكر " الوافد " الذي ظل على مدى أكثر من ثلاثين عاماً يحاول بخفية ثم بعلنية مسلحة من اجل فرض رؤيته وأهدافه ومخططاته البعيدة كل البعد عن آرائه التي حاول ان يغرر بها المجتمع .. وأمام هذه الأفكار الواردة فإن الدولة ممثلة في وزارة الداخلية أخذت أسلوباً آخر في مواجهة أصحاب ذلك الفكر . هذا الأسلوب تمثل في " الحوار " والمناصحة للعناصر المتورطة والمغرر بها لأن الدولة ترى بأن هؤلاء الأشخاص هم أبناؤها وهم قبل ذلك ضحية لفكر خارجي ذي أهداف بعيدة عن الدين ..
حينها أدرك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والمضطلع الأول بمسؤولية حماية الوطن والمجتمع وخطر هذه الفئة أن المهمة اليوم هي مواجهة "مخطط " وان على وزارة الداخلية أن تبادر لإصلاح فكر هذه الفئة من أبناء الوطن .. وهذا الإصلاح يجب أن يتحقق وفق أطر تنظيمية شاملة ومتكاملة تنظيمياً وعملياً وعلمياً . ووضع سموه الهدف الأول لهذه المهمة وهو " الحوار" والتفاهم والنقاش والمناصحة من أجل الوصول إن شاء الله إلى إقناع كل عناصر هذه الفئة نحو الحق بالصور المثلى ..
وبمباركة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية (مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ) وذلك في عام 2003م الذي يعمل به حاليا أكثر من 200 عالم ومتخصص في شتى العلوم الأمنية والشرعية والاجتماعية والنفسية والإعلامية ويضم المركز لجنة للمناصحة قسمت أعمالها ومهامها إلى أربع لجان متخصصة
والهدف أن يكون هذا المركز المظلة المثلى التي تتم من خلالها المحاورة والتفاهم والتناصح مع كل عناصر هذا الفكر وذلك وفق آلية عمل محكمة من كل الجوانب تهدف في النهاية إلى تصحيح فكر الموقوفين ، وتعديل قناعاتهم الخاطئة والتعرف على العوامل والأسباب التي دفعت بهم إلى الانحراف نحو فكر خاطئ، ومساعدتهم بكل الوسائل المعنوية والمادية والاجتماعية والأسرية والوظيفية للعودة إلى حياتهم السابقة والعيش في سلام وطمأنينة مع أسرهم..
ومن واقع مخرجات هذا المركز ونتائجه المثمرة قياساً بعمره الزمني القصير فإنه استطاع أن يحظى بإعجاب دولي ويحقق رضا عالميا عبر عنه العديد من الشخصيات السياسية والأمنية والدينية العالمية وأكد ذلك العديد من تقارير وكالات الأنباء العالمية .. والأدلة تحتاج إلى مساحات أكبر لتقديمها ..
لكنْ هناك جانب آخر أتمنى من القائمين على هذا المركز أن تتم دراسته .. وهو أهمية عدم قصر دور ومسؤولية ومهام هذا المركز على العناصر الموجودة أو المعلومة فلابد أن ينطلق المركز نحو العناصر " الكامنة " في المجتمع من خلال طرق وأساليب عدة فهذه العناصر الكامنة من المؤكد أنها تتواجد وتنمو في المدارس وفي الجامعات وفي الدوائر الحكومية !! والأهم من ذلك الاتجاه نحو المرأة في المجتمع خاصة في مدارس البنات سواء كن معلمات أو طالبات ..!! ففي جميع هذه المواقع تتواجد فئات كثيرة جدا تعيش في حالة تردد أو تذبذب فكري وحيرة !!وتأمل في الوصول إلى المركز ولكنها لاتعرف موقع المركز ولا كيفية الوصول إليه !! او أنها تجهل أو تخاف أو تتخوف من الطريقة أو من الأسلوب أو حتى من الآخرين .. وهي فئات تحتاج إلى السرية التامة في اتصالها وفي علاقتها مع المركز لأسباب أسرية أو اجتماعية !! لذلك فالمطلوب من المركز أن يبحث عن هذه الفئات سواء كنّ أفرادا او اسرا وان يصل إليهن !! وان يكون دوما قريبا جدا من هذه الحالات لتداركها وإنقاذها من حيرتها !! وهذا لن يتحقق إلا من خلال انتشار مكثف للمركز في كل المواقع وفي كافة مناطق المملكة وإتاحة سبل وطرق الاتصال به والوصول إليه بأسهل ما يمكن وعلى مدار الساعة !!
فهذه الفئات غير قليلة.. وهي في أمس الحاجة إلى الاتصال بها وعدم تركها ضحية سهلة لذلك الفكر وكسر حالة التردد التي تحاصرها.. لذلك فالمركز في حاجة إلى الشمولية والانتشار وفي حاجة إلى استمرار الدعم فإزالة فكر ظل ينمو ويعمل بخفية على مدى أكثر من ثلاثين سنة مهمة شاقة وطويلة جدا تحتاج إلى جهد كبير جداً !!
1
ناصر بن صالح بن مبارك المبيريك
2010-11-06 08:36:29مشكور على الطرح الجميل
نفع الله بك وبارك لك وبارك فيك
وحفظ الله علماءنا وولاة أمورنا بحفظه
وزادهم من إحسانه وفضله
ناصر أبو ريان
الرياض
ياهو
2
متفاءلة بالخير لي وللغير
2010-11-06 07:41:47'طرح جميل
ولكن المجتمع به تناقضات وسلبيات اكثر من الايجابيات
كيف نحد من الفساد وهو منتشر من كل الجهات كالنت والتلفزيون
النفس أمارة بالسوئ
3
مرعي الشهري
2010-11-06 01:38:01نشكر لكاتبنا هذا الطرح ومن الضروري توسيع دور هذا البرنامج الذي اثبت نجاحه على المستوى العالمي واضافة لما اورده الكاتب فيجب ان تشمل المناصحة اقارب هذه الفئة المضللة وخصوصا النساء الذين هن المحرك المعنوي لهم والوقود الذي يمدهم بالطاقة والاستمرار في ضلالهم وانضمام اقاربهم الصغار نتيجة مباركة الكبار
4
نيس
2010-11-06 01:00:16لا يفترض أن يكون الطرح هذا وهو بدون دراسة يقرر واقعا دون علم
من قال أن هذا صحيح ؟
أنت تثبت أشياء وهي افتراضية قد لا تكون بهذا الحجم
وقد لا توجد أصلا هذه المخاوف
يكون للمركز نشاط نعم لكن بدون افتراضات وإنما وقاية فقط
على العموم أنت مجتهد تشكر والله يوفق الجميع
5
د. عبد الرحمن
2010-11-05 23:03:12لحل أي مشكلة لا بد من الوقوف على أسبابها الحقيقية ومعالجتها وبدون ذلك الحل خداج، وبعض الكتاب ومنهم الكاتب - وفقه الله- يجدّون[ بتشديد الدال ] في البحث عن علاج للتطرف والإرهاب ويتجاهلون أسبابه الحقيقية بقولهم إنه وافد من خارج الوطن، وإن وجِد شيء من هذا إلا أن التطرف متأصل في مناهجنا الدينية فبنظرة عليها نجد أنها في الغالب تختار المتشدد من الأقوال والفتوى وتبتعد عن التيسير بدعوى سد الذرائع فنشأ جيل لا يعرف من الدين إلا التشدد والتطرف، وينبذ اليسر والسماحة.
6
هلو
2010-11-05 19:29:48اتفق معك فيما تناولت فالوقاية خير من العلاج واذاكانت هذه الفئة الضالة لاتمثل الا قله فهناك الكثير ممن يحتاجون الي التوعية والتبصير
7
عيد القحطاني
2010-11-05 19:23:51اعتقد اننا بذلنا الكثير وانفقنا ما يكفي في هذه القضية
فقضية الأمن الفكري نجحت وانتهت ولله الحمد والمنة, واستغراقنا فيها يفوت علينا مصالح أكبر كقضايا الشباب وغيرها..
ولا أظن ما دعاه الكاتب العزيز ب"العناصر الكامنة" ان عددها سيتجاوز العشرات في مجتمعنا المليوني..!
يجب توجيه هذا المركز إلى عناصر كامنة أخرى في الصحف وفي المنتديات الثقافية, ممن يهدمون الإسلام باسم تطوير الاسلام.. هنا سنستفيد من الحوار الغائب وسنجني ثمرات عظيمة وأجر فضيل بإذن الله
8
salem
2010-11-05 19:13:421- منتجة وإخراج بعض الحوارات المهمة.
2- فتح حضور بعض الحوارات للمهتمين من الأكاديميين.
3- ضم كراسي البحث المعنية بالأمن الفكري في لجنة تنسيقية يرأسها المركز.
4- ضم موقع السكينة للمركز.
5- إصدار مجلة شهرية للجمهور.
9
حبيب
2010-11-05 17:26:07شكراً استاذي الفاضل على هذا الطرح. تحياتي،،،
10
suliman shadukhi
2010-11-05 17:00:30لا ينفع مع هؤلإ الا الشده وإعدام من قادوهم الي هذا المصير حتي لو معهم شهادات من المعاهد الدينيه.أمن الوطن فوق كل شيء.ويجب الحذر ممن سلموا انفسهم لإحتمال أنهم مرسلين ممن دربوهم لإنفاذ مهمه او إعطاء إشاره أو رساله.
11
عبدالله الماجد
2010-11-05 12:01:08نتمنى من سمو الامير الكريم بالعفو عن الكثيرين ممن استجابو فاسرهم تعد الليالي والايام في انتظار عائلهم او ابنهم وخاصة ممن ليس له سابقة ايقاف
12
فضل الشمري
2010-11-05 11:58:52مرحبا أبونايف , الحقيقة إن وزارة الداخلية لها خطوات تسابقية تجاه إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة ( الإرهاب ) ونحن ممتنون لما يقوم به الأمير نايف والأمير محمد تجاه هذه المشكلة بالذات ونقدر الحكمة التي يتمتع بها المسئولين في وزارة الداخلية لحل هذه المشاكل , ولك التحية... !!!
13
د.الثروه
2010-11-05 09:46:34اية حوار تتكلم عنه اخوي عبدالرحمن هل هو حوار التجميع الذي يحضره من مجموعة من بعض المناطق التي يعقد فيها الحوار والتي تدعاء من قبل مركز الملك عبدالعزيز للحوار ويعد الموضوع سابقا هذا حوار الدعاية حتى نصبح اول دولة بالعالم لديها حوار بهذه الشكلية الاستخفافية.