نصح الخبير الإداري والأكاديمي الدكتور إبراهيم الحنيشل أصحاب المنشآت الصغيرة والطامحين في الدخول لعالم الأعمال باختيار النشاط الذي يتوافق مع ميولهم واستعدادهم وأن لا يتوقفوا عن صقل هذه الميول بالمعارف والمهارات الضرورية.

وقال د. الحنيشل في المحاضرة التي نظمها مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة بالتعاون مع الجمعية السعودية للإدارة ان كل منشأة لها كيانان خارجي وداخلي يتجسدان في شخصية صاحب المنشأة وأن أي بناء وتطوير لذات صاحب المنشأة ينعكس على البيئة الداخلية للمنشأة والكوادر البشرية العاملة فيها.

وتحدث المحاضر وسط حضور كبير من أصحاب المنشآت الصغيرة ناصحاً بأن نقص المعارف والمهارات لدى صاحب المنشأة يعني انه سيكون الطرف الأضعف أمام موظفيه وعمالته الذين يعرفون النشاط أكثر منه وسينعكس ذلك على تماسك إدارته للمنشأة.

وكان عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة الأستاذ خلف الشمري قد أدار جلسة الحوار الذي دار بين الحضور و د. الحنيشل وأكد الشمري أن هذه المحاضرة تأتي ضمن برنامج عريض تتبناه اللجنة نحو الارتقاء بوعي أصحاب المنشآت بهدف تدعيم عناصر القوة والتماسك فيها وتمليكهم أسرار النجاح بالتعاون مع المتخصصين وبيوت الخبرة.

وشرح المحاضر ما يسميه بالملفات العقلية ضمن عناصر النجاح فقال ان كل شخص لديه العديد من الاهتمامات اليومية التي تشغل تفكيره والشخص الناجح هو من يتمكن من جدولة الأسبقيات في ذهنه وطرد الأفكار السالبة من أمامها ليظل دائماً في المنطقة الإيجابية من التفكير.

وقال – إذا كنت صاحب أفكار وأحكام سالبة عن بيئة التجارة وتميل إلى تحميل الآخرين أسباب فشلك وتعثرك فذلك يعني إنك تسير في الطريق الخاطئ.

وشرح النظرية الافتراضية التي تقول ان 90% من أسباب النجاح والفشل تعود الشخص نفسه في كل أمور حياته بينما تعود 10% فقط للظروف والعوامل الأخرى وأن الفرق بين المتفائل والمتشائم يعود دائماً إلى اختلال في جدولة ما يسميه بالملفات العقلية.

وقال ان كل شخص يستطيع تقوية ملفاته العقلية بالاطلاع على تجارب الآخرين وسيرتهم الذاتية واكتساب المهارات الجديدة أولاً بأول.

وبالنسبة لمن يخشون دخول بيئة الأعمال ويترددون في اختيار النشاط المناسب قال ان العديد منهم يتعللون بعدم وجود رأس المال وهذه حجة وهمية في نظره حيث يرى أن رأس المال على أهميته لا يشكل شرطاً لبدء النشاط الذي يمكن أن يبدأ صغيراً جداً لكنه مدعوم بطموح عال وإرادة وثقة بالقدرات , كما أن فوبيا الخوف من الفشل يمكن أن يعيق دخول البعض لعالم الأعمال مع أن كل فشل هو في الواقع خطوة نحو النجاح ووصف د. الحنيشل هؤلاء الخائفين بأنهم مثل من يريد النزول إلى حوض السباحة فيبدأ في تلمس برودة الماء بأصبعه وقد يرتد إلى الوراء إذا شعر بالبرد في تلك اللحظة في حين يتقدم الشخص الآخر ويخوض في الماء بلا تردد فيكتسب الجسم توازنه داخل الماء فوراً ليبدأ الشخص في الاستمتاع بالسباحة.