تحتفل منطقة الباحة هذه الأيام بقدوم أميرها الجديد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود الذي صدر قرار خادم الحرمين الشريفين مؤخراً بتعيينه أميراً لها، ومع الترحيب بسموه أميراً للمنطقة يجب الإشارة إلى سلفه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود الذي قاد العديد من المشاريع التنموية والتطويرية المتميزة لمنطقة الباحة خلال السنوات الماضية في ظل القيادة الحكيمة. سمو الأمير محمد بن سعود كان من ضمن أبرز اهتماماته السعي نحو تطوير طريق الطائف - الباحة ليصبح طريقاً مزدوجاً بصفته الشريان الرئيسي المؤدي للمنطقة وقد تحقق ذلك. وكان من ضمن اهتمامات سموه السعي نحو تطوير التعليم العالي بالمنطقة وقد تحقق للمنطقة نشوء جامعة باسم جامعة الباحة بدأت تضع لبناتها الأساسية ولم يكن دور سمو الأمير فقط في المطالبة بإنشاء الجامعة وإنما في دعمها وتسهيل تأسيس بنيتها التحتية بالمنطقة. وكان من ضمن اهتمامات سموه إيصال المياه النقية إلى مختلف محافظات منطقة الباحة وقد تحقق شوط كبير في هذا الشأن عبر البدء بربط الباحة بمياه البحر المحلاة القادمة من الطائف وغيرها من مشاريع المياه الداخلية. كما كان لسموه اهتمام بتطوير الطرق بمنطقة الباحة وقد بدأ مؤخراً العمل في الطريق الدائري للباحة كما أن غالبية القرى شملتها الطرق الزراعية والداخلية بعد أن كانت تعاني من صعوبة الطرق الموصلة إليها. تلك بعض الاهتمامات والإنجازات التي يأتي ذكرها كتقدير لسمو الأمير محمد بن سعود وشكره على ما قدمه لمنطقة الباحة أثناء توليه إمارتها.

سمو الأمير الجديد، الأمير مشاري بن سعود ، جاء تعيينه في منطقة الباحة في وقت تزداد طموحات أهالي المنطقة في ظل النهضة التنموية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، ويكفي إشادة بكفاءة سمو الأمير مشاري أنه أحد خريجي مدرسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإدارية، حيث كان يحتل موقعاً مرموقاً ضمن منظومة رئاسة الحرس الوطني وهي المنظومة التي رعاها ولا يزال خادم الحرمين الشريفين حتى أصبحت على ما هي عليه من رقي وتقدم بارز للعيان.

لست أعدد المطالب والأولويات التي تحتاجها منطقة الباحة، لكنني أجدها فرصة للإشارة إلى أن قضية المياه هي من أكبر ما يؤرق سكان المنطقة ويشكل لهم عناء ملموساً، وقد أشرنا إلى ما قام به سمو الأمير محمد بن سعود في هذا الشأن لكن الطريق لا يزال طويلاً نحو إيصال المياه النقية وتوزيعها على كل مدن وقرى المنطقة بطريقة أكثر سهولة واقل عناء على المواطن والمقيم والزائر.

أشير كذلك إلى الجوانب الفكرية والثقافية والرياضية بالمنطقة، فالباحة تشهد نقصاً في البرامج المتميزة للشباب والأسر والأطفال والكبار والزوار والسياح والمقيمين وهي تحتاج عملا جبارا في هذا الشأن ليكون لها هوية ثقافية تليق بها ضمن منظومة مناطق المملكة المختلفة. والجانب الإعلامي رافد مهم في العمل الثقافي ونحن نرى بأن سمو الأمير الشاب الجديد سيكون لديه الكثير من قبول الشفافية والتشجيع على تحويل العمل الإعلامي من مجرد خبري يخص العلاقات العامة إلى فعل تنموي يغذيه النقد ويجعله قابلا للسجال وتحفيز الرأي بمختلف أطيافه وأشكاله.

سمو الأمير مشاري بالتأكيد سيدرس واقع المنطقة ويكون له الخطوات الإيجابية اللازمة نحو الارتقاء بمختلف الخدمات فيها ودفعها لمزيد من التطور والتقدم مثلها مثل بقية مناطقنا التي تحظى بدعم القيادة الرشيدة، حفظها الله. نرحب بسمو الأمير مشاري بن سعود وندعو له بالتوفيق في مهامه الجديدة كأمير لمنطقة الباحة..