أكد 89.5% من المواطنين ندمهم على اشتراكهم في نظام (التايم شير) السياحي؛ وقيّمه 78% منهم على أنه سيئ، وذلك عبر دراسة استطلاعية أجراها مركز الرياض للمعلومات والدراسات الاستشارية.

وكشفت الدراسة أن غالبية المشتركين في النظام السياحي من الذكور بنسبة 84.5%، والإناث بلغت نسبة المشتركات منهن 15.5%، وأما الحالة الاجتماعية فكان المتزوجون الأكثر حرصاً على الاشتراك به؛ حيث بلغت نسبتهم 81.5% مقابل 18.5% من العزاب.

وعلى صعيد الفئة العمرية اتضح أن الشباب يميلون إلى المغامرة والمجازفة بأموالهم، حيث إن النسبة الأكبر من المشتركين حققها من تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين إلى الأربعين سنة وذلك بنسبة 47%، وأما نتائج الفئتين العمريتين الأكبر أشارتا إلى أن أفرادها ليست لديهم نزعة المغامرة تلك؛ حيث إن من أعمارهم ما بين الأربعين إلى الخمسين سنة لم يشترك سوى 13% منهم، والفئة العمرية فوق الخمسين سنة فإن 10.5% فقط منهم اشتركوا بهذا النظام.

ووفقاً للمؤهلات العلمية وُجِدَ بأن الجامعيين أكثر إقبالاً من غيرهم على تلك العروض؛ حيث بلغت نسبتهم 60.5%، تلاهم حَمَلةُ الشهادة الثانوية بنسبة 21%، وأخيرا أصحاب المؤهلات العلمية العليا حيث بلغت نسبة المشتركين منهم 18.5% فقط.

وكافتراض مسبق فإن المروجين لعروض (التايم شير) عادة ما يستهدفون أصحاب الدخل الشهري المرتفع، ليتسنى لهم ضمان قدر أكبر من المشتركين، إلا أن ذلك لم يتضح بشكل قطعي من خلال نتائج هذه الدراسة، حيث إن أقل المشتركين كانت رواتبهم الشهرية تمثل الفئة ما بين خمسة عشر ألفا وعشرين ألف ريال بنسبة 8% فقط، وأما النسبة الأعلى كانت لممثلي الفئة ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ريال حيث بلغت 31.5%، وأما أصحاب الرواتب الأقل من خمسة آلاف ريال فقد بلغت نسبة المشتركين منهم 18%؛ ولعل ذلك يعود إلى ظنٍ منهم بأن هذا النظام السياحي من شأنه اقتصاد أموالهم المدخرة لمصاريف السياحة.

وعلى ما يبدو فإن الذين لديهم تجارب أكثر من غيرهم في السفر لا يميلون كثيراً إلى نظام المشاركة بالوقت، حيث إن الذين يسافرون مرتين في السنة الواحدة بلغت نسبة المشتركين منهم 13%، وبنسبة مماثلة كانت نسبة الذين يسافرون أكثر من مرتين في السنة الواحدة، وأما الذين يسافرون مرة واحدة كل سنة فبلغت نسبة المشتركين منهم 31.5%.

وفي بحثنا عما إذا كان غالبية المشتركين لديهم إلمام كافٍ بتفاصيل نظام التايم شير اتضح أن 47.5% منهم ليس لديهم ذلك الإلمام.

إلى ذلك وصف 78% من المشتركين في البرنامج الذي دفعوا فيه مبالغ مالية ضخمة بالسيئ، فيما رأى 16% منهم بأنه مقبول، و6% فقط يرون بأنه جيد.

استراتيجية التسويق

وأكد ما نسبتهم 45% بأن المسوقين لذلك البرنامج استغلوا المجاملة والخجل وتأثيرهما في عدم مقدرة المستهلك على الرفض، وأرجع 34% من المشتركين إشتراكهم فيه إلى قدرة المسوقين الفائقة على الإقناع، ويرى 13% منهم بأن تركيزهم على إقناع الزوجة كان له تأثير مباشر عليه دفعه إلى الاشتراك فيه، وأما 8% فقط منهم كانت القناعة المسبقة بفائدته وراء اشتراكهم به.

ونشير إلى أن المسوقين لتلك البرامج السياحية يتواجدون في المجمعات التجارية والأماكن العامة لاستقطاب الزوار وإجراء مسابقات بسيطة لهم ليحصل الفائز فيها على جائزة تتمثل في رحلة سياحية مجانية لعدة ليالٍ لإحدى الدول العربية، ويخبرون الفائز بأن يتوجه مع زوجته –وهذا شرط- لمقرهم الرئيسي ليحصل على جائزته بالإضافة إلى جائزة أخرى (ضخمة) بشرط أن يستغني عن ساعة من وقته ليستمع فيها إلى شرح المستشار السياحي الذي يباشر إقناعه بمدى أهمية وجودة برنامجهم الخاص بالمشاركة في الوقت.

يذكر أن نظام التايم شير يعني المشاركة في وقت الإجازة، وهو نظام عالمي عمره أكثر من 30 سنة كانت نشأته في أمريكا وأوروبا، وساهم في نمو ونجاح صناعة السفر والسياحة في تلك الدول، إلا أن مشاكله بدأت بالظهور عندما بدأ اعتماده في الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، حيث إن خصائص المجتمعات العربية تختلف كثيرا عن الغربية التي صُمم النظام وفقا لمعاييرها واحتياجاتها؛ ومنها أن النظام صمم للراغبين في رحلات إلى الشواطئ والمنتجعات السياحية والأماكن البعيدة عن ضوضاء المدن، كما أنه يتوافق مع الذين يستطيعون السفر خلال مجمل أيام السنة، وهذا ما لا ينطبق على الخليجيين الذين لا يفضلون السفر إلا خلال إجازة الصيف أي ثلاثة أشهر فقط التي لا يشملها نظام التايم شير، هذا بالإضافة إلى استغلال بعض المكاتب السياحية هذا النظام للنصب والاحتيال على المشتركين.