يقصد بالتوظيف الإلكتروني استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة لإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالتوظيف بدءا من الإعلان عن الوظائف ومروراً بتعبئة نماذج طلب التوظيف ومتابعة الطلب إلكترونياً من قبل المتقدم والاستعلام عنه وإجراء المفاضلة إلكترونياً بين المتقدمين، وانتهاءً بإعلان النتائج في الموقع.

يهدف التوظيف الإلكتروني في المقام الأول إلى توفير المال والوقت والجهد على كافة الأطراف ذات العلاقة بالتوظيف سواءً المنشأة أو الباحثين عن عمل، وكذلك تحقيق الشفافية والوضوح في عملية الاختيار، وإلغاء الواسطة والمحسوبية في اختيار الموظفين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المتقدمين على الوظائف، وإلغاء المساحات والحدود الجغرافية على المتقدمين خصوصاً في دولة بحجم المملكة، حيث يكون بإمكان الباحثين عن عمل في كافة المناطق والمحافظات من التقديم على الوظائف من أماكن تواجدهم أينما كانوا، وتوسيع دائرة التوظيف لتشمل أكبر عدد ممكن من المتقدمين، وثمة ميزة أخرى في غاية الأهمية، وهي عدالة الاختيار بين المتقدمين من واقع مؤهلاتهم وخبراتهم العلمية والعملية، حيث يكون الاختيار آلياً بعيداً عن التدخل البشري.

من الجهات التي لها تجربة في التوظيف الإلكتروني وزارة الخدمة المدنية، وقد ذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة في الصحف، أن الوزارة قامت بإجراء دراسة لتقويم تجربتها في التوظيف الإلكتروني، والوزارة تُشكر على إتاحة التقديم على الوظائف إلكترونياً، وكذلك على إجراء الدراسة لتقويم التجربة، وتلافي سلبياتها. ومما ذكر من المعوقات، عدم تهيؤ نسبة كبيرة من المتقدمين للتعامل الإلكتروني وعدم تنفيذ ما هو مطلوب منهم إلكترونياً رغم وجود إرشادات وتعليمات واضحة على الموقع. اعتقد أن التجربة جيدة وناجحة رغم وجود بعض المعوقات التي سوف يتم التغلب عليها، وانتشار نسبة استخدام الإنترنت في المجتمع كفيل برفع الثقافة الإلكترونية، والآن يوجد في المجتمع من يتعامل مع تطبيقات تقنية معقدة أصعب بكثير من مجرد تعبئة طلب توظيف إلكتروني. ولذا فإنني على ثقة تامة بأنها مسألة وقت قصير، وسوف يستخدم الناس الإنترنت والتقنية في معظم تعاملاتهم اليومية وإنهاء كافة الإجراءات المطلوبة منهم إلكترونياً، وسيكون الإجراء الطبيعي والمعتاد استخدام الإنترنت، أما الاستخدام الورقي فسوف يتلاشى تدريجياً مع الوقت.