تشتهر معظم دول أوربا بمواقع سياحية مختلفة، فالنمسا دولة أروبية معروفة بجذب السياح من مختلف دول العالم، وفيها العديد من المواقع المميزة بالطبيعة والبيئة الصحية.

ويعرض لنا في هذا الأسبوع والأسبوع القادم السائح السعودي خالد العمار معلومات متنوعة عن واحدة من المواقع المعروفة عالميا وهي مدينة تقع في الغرب النمساوي ويطلق عليها "انسبروك "، وتعتبر المركز الاداري لاقليم تيرول Tyrolويتميز هذا الاقليم بقمم الجبال الشاهقة وبالبياض الصخري صيفاً وبالثلوج شمالاً، وتتبع له العشرات من القرى المعروفة بالطبيعة القروية البسيطة.

لا يعرفها أهل الخليح

وبالرغم من أن السياح الخليجيين لا يعرفون الكثير عن مدينة انسبروك، ولا تعتبر ضمن المدن التي يقصدونها عند زيارتهم للنمسا، حيث إن هناك بعض المناطق ذات الأولويات لديهم، حيث تعد فيينا العاصمة محطة الوصول والوجهة الأولى للغالبية منهم، يليها مدينة سالزبورغ بشمال النمسا وعلى مقربة من الحدود الألمانية، ثم قرية تسل ام سيه Zell Am See ، لما لها من طبيعة ساحرة، وهي قرية صغيرة هادئة تحتضن بحيرة رائعة الجمال وتحيط بها العديد من القرى الجميلة والقمم الشاهقة.


احد شوراع المدينة الهادئة

ومما يميز انسبروك هدوؤها والجبال الشاهقة التي تصعد اليها بالتلفريك، أو المتاحف العديدة، وشوارعها التي تتوزع على جنباتها مختلف المحلات التي تعج ببضائع شتى، كذلك مما يلفت انتباه الزائر في هذه المدينة هذه تنوع سكانها ما بين الالمان والايطاليين والامريكيين والعديد من الجنسيات الأخرى، ومما يلاحظه الزائر لتلك المدينة قلة السياح العرب وبالتحديد الخليجيين، وهنا يمكن ان تلائم هذه المدينة السياح الذين لا يرغبون بالتواجد بالمواقع البعيدة عن تواجد سياح بأعداد كبيرة تسبب الأزدحام، ومما يؤثر على تقديم خدمات متكاملة.

من أشهر الشوارع في تلك المدينة شارع ماريا تيريزا والذي ينسب لأمبراطورة النمسا (القرن التاسع عشر)، وهذا الشارع يعتبر شارع المشاة في انسبروك وتزينه النوافير الجميلة في منتصفه اضافة الى توزع المحلات والمطاعم والمقاهي على جانبيه، ويبدأ هذا الشارع بقوس النصر ثم ينتهي بمبنى تاريخي قديم متوج بطبقات نحاسية مذهبة ويسمى بالسقف الذهبي.

وبجوار مدينة انسبروك توجد قرية Wattens وهي احدى القرى الجميلة الهادئة في اقليم تيرول، ويتاح الذهاب لها بالباص من قلب انسبروك في فترة لا تتجاوز الربع ساعة، حيث يوجد هناك عالم "سواروفوسكي " للكريستال.

انسبروك الرياضية

وسيلفت انتباه السائح أثناء تجواله في شوارع انسبروك كثرة محلات الملابس الرياضية، حيث السمة الرياضية للمدينة لها دور في هذا، حيث تصنف ضمن المدن التي تقام فيها الرياضات الأولمبية الشتوية في العالم، حيث استضافت الالعاب الأولومبية الشتوية عامي 1964م وعام 1976م، وأثناء تجوالك داخل المدينة فلن تخطئ عيناك رؤية العديد من محلات الرياضة منتشرة بشكل ملحوظ، وإذا رغبت الإطلاع على أحد أشهر معالم انسبروك فلاتفوت رؤية السقف الذهبيGOLDEN ROOF - GOLD DASHL ويقع في مدخل المدينة القديمة نهاية شارع ماريا تيريزا وقد بناه اركدوك فريدريك الرابع في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وفي هذا السقف 3 إطلالات أو ما يعرف بسمى " بلكونات " ، والسقف الذهبي عبارة عن صفائح نحاسية مطلية بالذهب تم تدشينه بداية القرن السادس عشر تكريما لزواج الحاكم " ماكسيمليان Maximilian الثاني " بالأميرة بيانكا ماريا Bianca Maria Sforza من ميلان الإيطالية .

ولاتنتهي متعة التجوال في شوارعها الحيوية المتداخلة والتي تصطف على جنباتها مختلف المحال التجارية، إضافة إلى متعة السير في شارع "انرين" والتهادي على ضفاف نهر (إن) الخلاب ومشاهدة المناظر الساحرة للجبال والبيوتات الملونة الجميلة على ضفته المقابلة، ومن أهم المزارات السياحية بهذه المدينة النمساوية، عالم سوارفوسكي للكريستال Kristall Welten والذي يقع في إحدى ضواحي المدينة وهي ضاحية Wattens ، فإذا اردت الذهاب الى عالم سوارفوسكي فهناك باصات خاصة تقف في محطات محددة تأخذك إليه وفي أوقات معينة.

وتعتبر التنقلات في انسبروك سهلة على السائح في اغلب الأحيان، إذ يكاد ان لايمر السائح بشارع إلا ويلحظ وجود مجموعة من الباصات المختلفة الأحجام والألوان، وكل منها يذهب لوجهة مختلفة ، وبعضها يحمل صورة او شعارا للوجهة التي يقصدها، فانسبروك ليس بها مترو (قطار أنفاق ارضي) نظراَ لصغر مساحة المدينة، ولعل الوسائل الدارجة هناك هي الباصات التي اصبحت الوسيلة الأكثر شيوعا في المدينة، اما بالنسبة للتاكسي فهو وسيلة مريحة للتنقل داخل المدينة وبحكم صغر المدينة وتجمعها على بعض فان المشاوير عادة من 6 الى 10 يورواذا لم تخرج من مدينة انسبروك.