ذوو الاحتياجات الخاصة فئة تستحق الرعاية والاهتمام وتقديم كل ما يسهم في تقليل تأثرهم الجسماني والنفسي والاجتماعي بإعاقتهم ودمجهم في المجتمع كونهم جزءا لا يتجزأ منه ودورهم فيه هام ومؤثر. ومن هذه الفئة من حرموا إما كليا أو جزئيا من نعمة الإبصار ألا وهم المكفوفون والمعاقون بصريا بشكل جزئي. والفرق بين الفئتين واضح، فالكفيف هو من حرم من نعمة الإبصار كليا وأصبح يعتمد على غيره في أداء شئونه الحياتية، أما المعاق بصريا بشكل جزئي فهو من أصيب بانحسار كبير في قدراته البصرية أما بسبب خلقي أو نتيجة لمرض ما أصاب العين مما جعله يعتمد اعتمادا كليا على المساعدات البصرية في أداء عمله اليومي لكنه في نفس الوقت لم يفقد تماما حاسة الإبصار.وتواجهه هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة الكثير من المعوقات عند قيامهم بأداء أمورهم الحياتية اليومية. ومنها على سبيل المثال مدى ملاءمة الأماكن التي يذهبون إليها لطبيعة إعاقتهم وتجهيزها بشكل يضمن سلامتهم وعدم تعرضهم للأذى ووصولهم لهدفهم بسهولة ويسر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلا من اليسير على المعاق بصريا بشكل جزئي أن يذهب الى أي جهة حكومية كانت أو خاصة ويجد طريقة بسهولة ويكون فعلا في مأمن من أي عائق مادي في طريقة؟ الواقع أننا لو نظرنا حولنا نجد أن هناك الكثير من المصاعب التي تعترض طريق المعاق بصريا في معظم الأماكن التي يحتاجها. وهنا لن أتحدث عن هذه المعوقات لأنها مشاهدة والكل يراها ويشعر بها ..... لكن ما المفترض أن تكون الأماكن التي يرتادها المعاق بصريا يسيرة حتى ُتسهل عليه الحركة وُتوصله إلى هدفه بيسر وسهولة وبطريقة مريحة وآمنة بالنسبة له؟ وهذا فعلا ما قد تنبهت له مشكورة وزارة الشؤون البلدية والقروية حينما دعت وطالبت بأخذ احتياجات المعاقين عند تصميم أو منح تراخيص المباني.
ولنبدأ أولا بالمدخل الرئيسي والذي يجب أن يكون واضحا جدا له بحيث يستطيع أن يميزه دون غيره من المداخل إما بوجود علامة بارزة عليه أو باتساعه الواضح وان يكون الوصول إليه سهلا، وذلك بوجود ممر مائل(منزلق) تفاديا لما قد يسببه ارتفاع الرصيف عن الأرض من معوق مادي. عند الدخول إلى المبني من المفترض أن تكون المواقع واضحة جدا كالاستقبال والمصاعد والسلالم وان لا تكون مخفية خلف زوايا ضيقة. ومن أفضل الوسائل لإظهار هذه الوسائل للمعاق بصريا بشكل جزئي هي بجعل لون مميز أمامها يكون مختلفا عن اللون السائد للممر أو الأرضية بحيث يعلم المعاق أن أمامه نافذة الاستقبال مثلا أو مصعد وبهذا نكون قد استغلينا خاصية حساسية العين للألوان المتنافرة وزدنا أيضا من كمية التضاد الضوئي لها حتى نتفادى تساويه مع أرضية المكان. وأصبحت الكثير من المباني الحديثة تتميز باستخدام الألوان للدلالة علي شي معين. فاللون الذي أمام المصعد مثلا يختلف تماما عن اللون الذي أمام مخرج الطوارئ......وهكذا مما يساعد المعاق بصريا بشكل جزئي على تحديد ما هية الموقع الذي إمامه ويفرق بينة وبين المواقع الأخرى.

توفير المطبوعات المقروءة لهم
أما بالنسبة للممرات وهي التي يسير فيها المعاق معظم وقته فيجب أن تكون ثابتة تماما في اتساعها في جميع أجزاء المبني وان لا تضيق فجأة دون وجود تنبيهات أو إيحاءات للمعاق بصريا. ومن الطرق المستخدمة للتنبيه هو وضع الأسنان المدببة علي أرضية الممر عند الاقتراب من المنطقة التي تشكل اختلافا في شكلها عن باقي أجزاء الممر وكذلك استخدام المقبض الحديدي المثبت على الجدار والقيام بتغيير شكله عند تغيير اتجاه الممر أو الاقتراب من مدخل أو مخرج أو باب للمصعد.ويعاني الكثير من المعاقين بصريا بشكل جزئي وخاصة في الأسواق والمتنزهات من عدم معرفتهم بوجود سلم للنزول إلا عند الاقتراب منة أو تنبيه الآخرين لهم مما قد يسبب أخطارا لهم جسدية كانت أو نفسية. وحلا لهذه المشكلة من الممكن استخدام الأسنان المدببة علي أرضية الممر لدلالة علي الاقتراب من سلم النزول أو الاستعانة بالألوان، وذلك بوضع خط طولي علي الجدار يتدرج في لونه تبعا للقرب من سلم النزول.
قد يكون ما سبق بعض ما يحتاجه المعاق بصريا بشكل جزئي داخل المباني الحديثة كمثال واضح لنا جميعا حتى يستطيع أن يقوم بواجباته كفرد من هذا المجتمع في قضاء شئون حياته بسهولة.. ولا يخفى ذلك بالطبع علي المتخصصين في مجال المعمار، إلا أن ما يشكل عائقا لذلك هو الشكل الجمالي للمبني وما قد تسببه هذه الاحتياجات والمتطلبات من بعض التشويه، إلا أن هذا ليس عذرا منطقيا كون هذه الفئة تشكل نسبة ليست بالبسيطة في مجتمعنا وواجب علينا العناية والاهتمام بها. كما يجب أن تفعل القرارات الصادرة من وزارة الشئون البلدية والقروية وحث البلديات في أن يكون لها دور في وضع بعض الشروط الخاصة والمؤثرة والتي تجعل من طريق المعاق بصريا داخل هذه المنشآت سالكة وميسرة ولا تجعله يعتمد علي غيرة في كل شيء.

يحتاج المعاق بصرياً إلى الكثير من الضروريات في تنقلاته اليومية
ولقد أسعد المتخصصون في هذا المجال ما قامت به جامعة الملك سعود من خطوة رائدة في إنشاء مشروع الجامعة لتطوير ما يحتاجه ذوي الاحتياجات الخاصة وهو المشروع الذي يُعنى بجميع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير جميع الوسائل التعليمية والبيئة المناسبة لهم، والعمل على إدماجهم في الجو التعليمي والوظيفي في الجامعة، وتلبية احتياجاتهم الضرورية وخاصة خلال سيرهم بين ردهات المباني وداخلها. وهو مثال يحتذي نرجو أن تتبعها جهات أخرى لما فيه من تيسير على المعاقين بصرياً وصورة رائعة لما يجب أن يكون عليه دعمنا لهذه الفئات الغالية.
المشاكل التي تواجه المعاق بصريا:
المعاقون بشكل عام يعانون من مشاكل مشتركة لا تتجزأ ولعل المعاق بصريا يختلف عنهم وذلك لحاجته اكثر لبعض الاهتمام والمتابعة:
1- لا توجد الرعاية الطبية التأهيلية المناسبة للمعاقين بصريا بشكل جزئي في كثير من مستشفيات المملكة. (Low vision Clinics) والتي تسمي
2- لا توجد بيئة مناسبة للمعاقين بصريا في الكثير من الأماكن العامة والتي قد يتعرض فيها المعاق إلى الكثير من الحرج واللجؤ إلى الغير لقضاء احتياجاته.
3- يحتاج المعاق بصريا إلى الكثير من الضروريات في تنقلاته اليومية :
أ- في الأسواق لا توجد الخريطة المكبرة والتي تعتبر مهمة للمعاق بصريا ليحدد مساره أو للاستدلال إلى بعض الأماكن التي يحتاجها مباشرة دون عناء.
ب- ارتباط المعاق بصريا بشكل جزئي بالمجتمع مهم جدا ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق الوسائل الإعلامية وخاصة المقرؤ منها. لكن الملاحظ أن كل الصحف المحلية لا توجد أو لا تطبع نسخ ذات تكبير معين في الحروف يسهل علي المعاق القراءة مباشرة دون اللجوء إلى غيره أو باستخدام معينات بصرية قد لا تتوفر له (وقد توجد الصحف طريقة معينة لعمل ذلك.. بالاشتراك مثلا حتى لا تطبع أعداد قد لا يستفاد منها).
ج- الغلاء الواضح للكثير من المعينات البصرية والتي لا تمكن المعاق بصريا من شرائها.

ضرورة توفير أجهزة الحاسوب الخاصة بهم
المشروعات المستقبلية:
وإسهاما في تذليل الصعوبات لما تواجهه هذه الفئة الغالية علينا فأن توفير المثير من المتطلبات سيسهم في حل العديد من المشاكل التي تواجههم. ومنها علي سبيل المثال لا الحصر:
1- توفير العيادات المختصة بالمعاقين بصريا وامدادها بالكوادر الوطنية المؤهلة وتوفير المساعدات البصرية المدعومة تسهيلا للمعاقين بصريا ومساعدة لهم.
2- إقامة نادي محلي يجمع المعاقين بصريا ويتحدث باسمهم ويمثلهم في الكثير من المناسبات الوطنية والعالمية
3- تشجيع عمليات دمج المعاقين بصريا في المدارس الحكومية لما لها من فائدة كبيرة للمعاقين بصريا سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية.
4- ربطهم بالمجتمع وتخصيص أماكن لهم في المنتديات العامة والثقافية وتسهيل المشاركة لهم بطرح أفكارهم حتى يتعرف المجتمع عليهم وعلي همومهم وآمالهم.
5- توفير المطبوعات المقروءة لهم، وذلك بجعل جزءا منها مطبوع بطريقة الحروف المكبرة لتساعدهم على القراءة براحة تامة وهذه رسالة موجه إلي صحفنا ومجلاتنا المحلية.
6- ضرورة توفير أجهزة الحاسوب الخاصة بهم والمعينات البصرية المكبرة في الأماكن العامة والمكتبات الحكومية وإلزام هذه الأماكن بتوفيرها لهم.

هل من اليسير على المعاق بصريا أن يذهب إلى أي جهة بسهولة

توفير العيادات المختصة بالمعاقين بصرياً
1
hasan
2009-11-22 07:57:40تعرفوا متى يفكروا بالمعاقين إذا أصيب لهم ابن أو قريب أما غير كذا ما عندك أحد... مثلاُ إحدى المحاكم عشان تدخلها يبغالك دورة في تسلق الجبال من كثر الدرج..
بصراحة العرب عندهم تخلف يعني حتى لو تروح سوق وفي محل للمعاقين وللعربيات تلقى لك واحد متخلف موقف فيها ولا عليه ويا ويلك لو كلمته
2
talal
2009-11-22 05:47:03من يرى اهتمام الغرب بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير احتياجاتهم من ممرات خاصة وباصات واماكن دخول في كل مكان عام او خاص، يجعلنا نجزم بأننا دول متخلفة لا تقيم للانسان وزنا ولا احتراما
3
زقشبندي
2009-11-22 05:24:37اصلاً المعاق بصرياً ماله الا يسافر المغرب يروح يدورله على مره عشان يشوف زين خلوني من الفلسفة الزايده
4
أحد طلابك السابقين
2009-11-22 04:38:30شكرا د.عبدالله مقال رائع كالعاده ومهم يتلمس حاجة المكفوفين.
5
نورا 444
2009-11-21 22:05:39خلوا المسؤوليين يشوفون اليابان ويتعلموا منهم..
6
قمر الصبايا
2009-11-21 19:26:23انا اشوف دايما اذا جيت اسافر بالطيارة اول شي يركبوا المعاقين قبل الاسوياء
سواء رجال اونساء بس في ناس مايهمها الانفسها يعني ماتفرق بين المعاق وبين المريض بس تدف ههه كآن الارض لهم هم بس اما من ناحية الاسواق
شايفة بعيني معاق على كرسي ورجل يمكن يبلغ من العمر 46 وربي محد ارحمه وهو يستفرغ وطاح بالارض من التعب وين الرحمه ياناس هذا غير الي بالشارع وبالزيارات الحمدلله اني امشي واتحرك نعمة من ربي
حلا عساف
7
د.الجوهرة
2009-11-21 18:25:14للاسف
مجتمع الرحمة والعدل والاسلام..لانرحم الضعفاء
عكس البلاد الغربية ؟!!
كل شيئ غير مؤهل لذوي الاحتياجات الخاصة
بدأت والحمد لله المدارس حديثة الانشاء بعمل ممرات خاصة
والبقية ؟؟؟
8
أسعد أباحسين
2009-11-21 18:18:38السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لصحيفة الرياض على هذا الموضوع الرائع, ولدينا العديد من الأنظمة والقوانين الرائعة ولكنها للأسف غير مفعله وإن كان بعضها مفعلاً فإن المعاق لا يستطيع الحصول على هذه الخدمات.
وللتأكد؛ أرجو زيارة الوزارات المؤسسات الحكومية والتي ينبغي أن تكون أول المطبقين لها.
9
ريما
2009-11-21 18:05:47المفروض يوفرون اماكن للمكفوفين وطرق لهم لانهم بشر زيهم زي الناس العادين شوفو اليابان وش مسويه با الطرق حقتها طبقو مثل هذا الشي تكفووون
10
أبوصلاح
2009-11-21 17:56:44أسواقنا وأرصفتنا غير مناسبة للمبصرين القادرين، وأمامن يعاني جزئياأو كليا من إعاقة فوضعه أعقد، نحن بحاجة إلى هندسة لشوارعنا وأرصفتنا حتى تصبح مناسبة "للبشر" ممن لايعانون من إعاقات ومن يعانون من إعاقات.
على رأس الأخطاء الفادحة أن كل محل يرفع الرصيف ويغير من بلاطه إلى مايشاء، وياقلب لاتحزن.
11
خالد
2009-11-21 14:50:30بالنسبه للدوائر الحكوميه اعتقد انها بيئه غير ملائمه للاصحاء فمابالك بالمعاقين !!!
12
Salahuddin
2009-11-21 14:31:28تحياتي لليابانيين
وبرنامج خواطر الأخير
13
مسافر ليل
2009-11-21 14:10:48ألف شكر يا د.عبدالله علي هذا المقال الرائع والشامل والذي يعرض أحتياجات فئة متميزة في مجتمعنا منهم العديد من المشائخ والمفكرين واللذين تنقصهم بعض الضروريات. شكرا وعيدكم مبارك
14
خليل الفراج
2009-11-21 14:03:28ولله في خلق شؤون/الحمد لله /علم الانسان ما لم يعلم
15
أحمد البراك
2009-11-21 11:18:59مقال رائع