سبحان الله ، من يصدق أن من بين علمائنا الأفاضل الآن شعراء وأصحاب نكتة . وممكن محاورتهم لا يستخفون بنا ولا بعقولنا ، لا يغضبون بسرعة .. سلسين ، كأنهم يسلّكون كلامهم بالحرير؟ من يصدق أن هناك من يستشهد بالشعر ولشعراء غزل أيضا ، من يصدق وكنا نعلم أن الشعر يقارب المحرم متخذين ذلك من آية(

وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)؟

أصبحوا أنفسهم شعراء ، وأن الأغاني لم تعد حراما ، وأن نار جهنم لن تصب في آذاننا بسبب سماع الأغاني ، هم أنفسهم صاروا يبعثون بقصائد كي تغنى . ولا نستنكر بعد غد عالما يغني وراء الميكرفون ، ولم يفكروا بسد الذرائع ؛ فاليوم قصيدة دينية ومحتمل غدا قصيدة اجتماعية وبعدها قصيدة غزل والعياذ بالله .

سبحان الله العلي العظيم ، من وراء الميكرفون لم يعد المتحدث( ينتر )علينا ولا يغضب بسبب سؤال ويدعو على السائلة بالموت الزؤام .

الحمد لله رب العالمين صاروا أنيقين ، جميلين ووجوه سفرة ، ولا يبخلون على أنفسهم بأدوات القبول ومنها صبغ اللحى ولو بالأسود .

الحمد لله صرنا نتابعهم ونتفاعل معهم ، ونرسل لهم بعض الاستفسارات ، فقد خرجوا و شقوا قالب طاهر وطهور ونجس ، كما مزقوا ما يتعلق بالخصوصيات التي لا معنى لها عن صيام المرأة وصلاتها ، ومتى تعذر ومتى لا تعذر . وعن الغسل والوضوء ، فهذه الأمور يعرفها الآن الطالب بالخامس الابتدائي .

الحمد لله وسّعوا ما كان ضيقا ، وقدموا الدين اليسر ليس دين الشدة والعسر ، جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمؤمنين .. فلا يلقون بنا لجهنم ونحن مؤمنون ..

اللهم نحمدك ونشكرك ونثني عليك الثناء كله ، فمن نشاهدهم على شاشات التلفزيون هم من علماء أفاضل جميلين قالبا ومعنى .شدونا لهم وشدوا الشباب أكثر.بل من الجميل أن ينصحوا بقراءة كتب ، بعضها لمؤلفين غير عرب ولا مسلمين ، معنى هذا أنهم تجاوزا الكثير من العقد..

تصدقون ، انا لا أصدق نفسي عندما أتذكر أعوام الثمانينيات ، وأقارنها باليوم ، ابتسم فرحة وأقول ( ما كان من الأول كان سلمْنا ). ولم تبعث بأبنائنا الرهبة .. ولا كان دخلنا سردابا عرفنا أوله ولا ندري متى ندرك آخره ..

على كلّ تصدقون الأمل كبير والعزيمة قوية ،لكن تصدقون لازلت غير مصدقة وأنا أتابع بإعجاب أكثرهم. وأخاف أنني أحلم وأنا أسمع عن أنشودة دينية لمحمد عبده ، شعر د. عائض القرني صاحب الكتاب الأكثر مبيعا (لا تحزن ) .

الحمد لله فإننا بدأنا نصدق .