عندما تهاجمنا متاعب الحياة ومشاكلها كثيرا نحاول الهرب من مواجهتها باللجوء إلى أحلام اليقظة، فهي تساعد على التفكير الحر من غير أحكام أو قيود، ومنشطة الذاكرة، والإبداع، فإن أعظم الاكتشافات العلمية قد جاءت نتيجة الميل لممارسة أحلام اليقظة، ف (ميشال فاراداي) احد واضعي النظرية (الكهرومغناطيسية)، اعتاد أن يتخيل نفسه ذرة واقعة تحت الضغط، ومن خلال هذا الحلم اكتسب كثيراً من حدة البصر في فهم المنحل الكهربائي (اللكترولايت).. و(اينشتاين) الشهير كان يحلم ويفكر بما يحصل للإنسان لو استطاع أن يسافر في الفضاء بسرعة الضوء، ومن خلال هذا الحلم استطاع أن يطور بعض المعالم في نظريته النسبية.
ولكن مع تقدم العصر وتسارع وقع الحياة هنا وهناك لا يجد الإنسان وقتا للأحلام، أو لتأمل هادئ، أو في انغماس بعمل مفيد يحقق السعادة في داخله، لقد كان علماء النفس في السابق يرون الأحلام والتخيلات مضيعة للوقت، أما في الوقت الحالي فهي ظاهرة صحية تعمل مماثلة للمهدئات الداخلية، وتساعد على تقليل من التوتر والعصبية، ولكن الحذر منها فقد تشكل معوقا للحياة الطبيعية، وبذلك تكون غير صحية.
وعلماء النفس يقولون رن المرأة أكثر خيالا من الرجل؛ لكونها ذات طبيعة عاطفية، إضافة إلى عوامل نفسية ربما مشاكل تمر بها في حياتها الزوجية، وصعوبة تألف مع وضعها الاجتماعي، والفراغ العاطفي، اقرب مثال مسلسل (نور) (التركي) وما احدث من ضجة كبيرة بين النساء المعجبات في (مهند)، من وجهة نظري مهند رجل عادي جدا، ونور امرأة ليس فيها من الجاذبية شيء، اعني امرأة عادية جدا وبذلك تغلب جمال مهند وكلامه العذب مع نور جذب كثيرا من النساء العربيات، وسبب في ذلك فقدانهن الكلام العذب من إخوانهن، وأزوجهن.
احد أقربائي، زوجته لا تجيد الطبخ سواء الكبسة حمراء أو كبسة الخضار فقط، تقول: قريبتي حينما يدخل زوجي يقول: بصوته العالي ما أجمل هذه الرائحة الذيذة تسلم يداك يا حلوتي. اعرف انه يحلم أحلام اليقظة بطريقة عقلانية، مما جعلني أسجل في دورة الطبخ، علني أجيد أنواع الأكلات المميزة.
مثل هذا الزوج الرائع اجبر زوجته أن تبحث عن طريقة لتعلم كيف تجيد أنواع الطبخ، أجل نحن مجتمع نفتقد الصبر، والحب، والهدوء الفكري .......، أجل بالحب تصبح نفوسنا بحيرة ساكنة، قادرين على وضع الأمور في إطارها الصحيح، واقل توتر إلى أكثر قوة، ومواجهة ما يعترض حياتنا من مواقف قاسية، ومزعجة، ونصلح أوقاتنا، وقدرتنا على الحياة بكل متطلباتها، والرضا عن النفس كما هي، اجل إن قلب الإنسان شفاف جدا فيجب علينا أن نملؤه بالحب والصبر والتسامح، ولكن مشكلة بعض القلوب مثل الساعات في الوقت الحالي أكثرها مقلدة ومن النادر الحصول على ساعة معها شهادة الجودة. نعود إلى أحلام اليقظة، أنها تلعب دورا مهما في تسكين النفس وتهدئتها.
ومن خلال الأبحاث حول التموجات الدماغية، وبالتحديد علي موجات (الفا) المرافقة لفترات استرخاء وسكون ما قبل النوم، أثبتت الأبحاث أن بعض الأشخاص يستطيعون السيطرة علي هذه التموجات من خلال أحلام اليقظة الممتعة. فبعض من الأشخاص استطاع السيطرة علي تسارع خفقان القلب، وضغط الدم، فالتأمل في الحياة له مردود فعلي، فهو يساعد على مواجهة الظروف الصعبة، مثل الحزن، أو أي مشكلات أخرى.
Mueerah@alriyadh n. com
1
رفلا
2009-08-12 01:45:39(رد 9)
أشكركِ
لكننا أمام "جائحة" الطلاق في مجتمعنا
يجب أن نتكلم عنها بصدق وشفافية
والرقي بالحوار والكلمات التجميلية لاتأتي بفائدة أمام افتراءات غير حقيقية وقد تهدم إن صدقتها صافية النية قليلة الخبرة بالحياة
ولاتبني أبدا عندما نبني عداوة خيالية هدفها خبيث تفرق بين الرجل والمرأة لفشل تجربة شخصية
2
شريفه عبدالرحمن
2009-08-12 00:25:13( رد 8 )
.
ما أجمل أن نتفق..!
على الإحترام.. و التسامح..!
ما أحوجنا لذلك !
ما أحوجنا للرقي.. بالحوارات و الكلمات !
فا الكلمات قد تبني ! و قد تهدم ؟!
رد 8 لكِ كل المحبة و الإحترام !
3
رفلا
2009-08-11 21:08:37طرح جميل والتسامح أهم عامل للمحافظة على استمرار الحياة الزوجية.
ومن بحيرة التسامح نستطيع تحريك عواطفنا، وبلاء النساء الآن من النساء نفسهم وخصوصا بعض المطلقات اللي لم ينجحوا في أحلام الحقيقة ولا في أحلام اليقظة، فيحاولوا إلقاء تبعية طلاقهم ومشاكلهم على الرجل ومن هذا الجانب يحاولوا تخريب البيوت بخبث
4
عبدالحميد حمد البسام
2009-08-11 19:23:13يعطيك العافيه على هالموضوع
5
ظل القمر
2009-08-11 16:32:20يعطيكي العافيه استاذه منيره ؟
صحيح ان احلام اليقظه لها دور فعال في تغيير نمط الحياه خصوصا لما تكون هذي الاحلام شي ملموس ومقدور عليه.
بس في الغالب تكون احلام اليقظه وسيله للترويح عن النفس وطريقه للهروب من مشاكل الحياه من خلال اطلاق العنان للعاطفه فقط دون السماح للعقل بالتدخل في اي شي. والدليل على ذلك ان اغلب احلام اليقظه تكون على الامنيات فقط ( الاشياء الحلوه ).
اكرر شكري على الطرح الجميل.
( بس ياليت ماتروح حياتنا بس في الاحلام خصوصا انا بزمن العقل فيه هو الحكم )
6
خالد محمود سعد
2009-08-11 14:17:54أخت منيرة،
كل التسامح و التقدير على الموضوع الرائع الذي طرحتيه، عذرا مني باستبدال كلمة التسامح بدل الاحترام، لاني أؤمن أن التسامح أعلى مراتب الاحترام فيما بيننا، أخت منيرة هناك رواية رائعة اذا لم تقرئيها انصحك بقرائتها، (تلك العتمة الباهرة ) المؤلف الطاهر بن جلول.
7
وطني
2009-08-11 13:23:08اشكرك اخت منيره على هذا المقال الجميل لكن الرجال والنساء يعانون من الفراغ العاطفي رغم زواجهما فالحياة اصبحت تحوي الكثير من المشاغل لاتدع لنا فرصه للرومانسيه فعند اللقاء تبدأ الطلبات وسلسله الامنيات فكيف يكون الانسان مرهف الاحساس اخبريني؟؟؟
8
عبدالرحمن الخليفي
2009-08-11 13:09:37احلام اليقظه تعتبر متنفسا تبعد الانسان عن الهموم فإذا لم يجد الفرد وسيلة لاشباع دوافعة في الواقع فإنه يحقق أشباعا جزئيا عن طريق التخيل
9
غلاالكون
2009-08-11 08:59:31الحقيقه موضوع جميل يلامس الروح تشكرررات علئ الطرح الجيد
10
شريفه عبدالرحمن
2009-08-11 07:44:37منيره.. الله ينور عليك دنيا وآخره !
اول مره اقرأ مقال تنويري ! علمي !
خفيف ! لطيف !!
جميل في سرده !
صادق في طرحه !
يشدك ! و يجعلك تقرأ !
متفائلآ ! مبتسمآ !
لا يفرض ! ولا يفترض !
علم الإيحاء و الإيماء فيه ما يفيد و ما يستفيد منه !
وهذا العلم يجعلك في مصاف الأسوياء !
منيره صدق.. يحبي لك :)
shosho