هل سيأتي يوم لنا ذات القدرة على التفكير الجماعي المؤثر الفعال ؟ وليس مجرد تفكير وكلام بل أفعال ! فنحن لدينا الأدوات والمعطيات، ولكن لم يتسن لنا أن نصبح الكيان والجسم الحي لأمة قادرة على أن تكون واقعا مميزا بين الأمم الأخرى أجل الكل يحلم أن يشكل جماعة ما يشبه السوق الأوربية المشتركة التى كونت الاتحاد الأوروبي لأن المصالح الاقتصادية هي الوحدة التى تجمع كيان الأمم المختلفة

لتكون أمة واحدة. وأوربا مثال حي على ما يستطيع الاقتصاد أن يصنعه فهى تتحدث لغات مختلفة وتنتمي إلى أعراق مختلفة ومذاهب وسياسية ودينية وفي ذات يوم كانت الحروب بينهم .واليوم لم تمنع هذه الاختلافات أن تكون كيانا عملاقا من جميع النواحي سواء كانت النواحي الاقتصادية أو السياسية، هذا وقد تشكلت وحدتها بخطوط مدروسة فهي النموذج الأمثل لأية أمة تريد أن تكون موحدة. نحن بحاجة إلى أن يكون لنا تفكيرنا الجماعي الذى يقودنا خلف شخصية حقيقية وكيان عملاق من جميع النواحي لا نحلم بل يجب تحقيق الحلم وتحويله الى واقع يجب ان يكون لدينا جسارة الحلم على الرغم من مظاهر التدهور والتمزق والانكفاء على الذات في واقعنا الراهن. قد يقول الآخرون لقد خسرنا الأحلام التي كانت ممكنة لأجيال متعاقبة. لكننا خسرنا أيضا كثيرا من الأوهام وأصبحنا أمام حقائق الواقع ننظر إلى الحياة في عينها. فإذا كان التدهور الذي نعانيه ترجع بعض أسبابه الى عوامل خارجة عن إرادتنا لتعلقها بالنظام السياسي والاقتصادي العالمي. بفرض منطق القوة والهيمنة على مقدرات الشعوب وما يجرى مؤخراً من أزمة اقتصادية طالت العالم أجمع. فإننا ندرك أن بعض أسباب هذا الوضع يرجع لنا نحن إذا لم نستطع أن نحل مشكلاتنا الفكرية والثقافية حول التماسك بالهوية الحضارية والانفتاح على العالم في الوقت نفسه.أجل نحن ما زلنا نقف مترددين إزاء بناء مؤسسة راسخة مبنية على الشفافية المطلقة التي نفتقدها. وهذا العام يحمل لنا رؤية مختلفة، فلعل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة تزيل الغشاوة عن أعين صناع القرار على مستوى العالم فنعيد ترتيب أوراقنا من جديد للفضل ...... وترسيخ مفهوم الانتماء والهوية الوطنية برؤية حضارية نابعة من ثقافتنا العربية الإسلامية باحترام الإنسان وتقييم العمل المنتج البناء عوضا عن ثقافة الاستهلاك والاكتفاء بالقشور واستدراج ثقافة العنف. أجل دائما نحلم بقدوم عام جديد ونشعر بالتفاؤل والبهجة طمعا في تحقيق بعض الأحلام المؤجلة ونحلم بتحقيق أمنيات جديدة مع تفكير موحد.

وما دفعني لكتابة هذا المقال هو انتحار رجل الأعمال الكويتي المعروف حازم البريكان " البالغ من العمر ثلاثين عاما والذي وضع حداً لحياته وانتحر بدون أن يفكر بآخرته وعقابه من الله سبحانه وتعالى. وخوفه الشديد من مواجهة القضايا التى رفعت ضده لبثه أخباراً كاذبة واتهامه بالكسب غير المشروع عن طريق تقارير ملفقة.

إن قصر النظر دائما يلقي بصاحبه إلى التهلكة!