لا أدري لماذا اتجهت روايات بعض السعوديات إلى رواية الصادم من القول والسلوك. ربما يكون السبب هو الرغبة في نيل الشهرة بغض النظر عن سلبية تلك الشهرة التي يجنينها. وربما يكون نتيجة رغبة دفينة في الحصول على الريادة حتى ولو كانت في أمر معيب مجتمعيا. الاحتمالات لا تنتهي إلا أن الأكيد هو أن هناك خطأ ما لديهن.

في رواية نساء عند خط الاستواء لزينب حفني ورواية نساء المنكر لسمر المقرن تشابه غريب. التشابه ليس بالطبع بالمبنى بل بالمعنى. التشابه الذي يبدأ في الروايتين من استخدام مفردة" نساء" في العنوان المختار للرواية ولا ينتهي بنوع اللغة التي تستخدمانها والتي تحاولان من خلالها تعزيز مفهوم اللذة الناتجة عن الولوج إلى عالم المحظور رغم عدم الاستعداد لتحمل عواقبه.

الكاتبتان تظهران المرأة ضحية للحب وضحية لرجال الدين وضحية للمجتمع. وهي في الروايتين على استعداد لإقامة علاقة آثمة مع الجنس الآخر ثم تبكي حظها العاثر الذي أوقعها في مجتمع ذكوري يستغل المرأة ثم يعاقبها فقط لأنها اتبعت قلبها.

إلا إن أسوأ ما في الروايتين، في رأيي، هو اتجاه الكاتبتين إلى السخرية غير المباشرة من مؤسسة الزواج وتجميل وضع شاذ تكون فيه المرأة راغبة في الرذيلة أو على الأقل مبررة لها.

الرذيلة هي الرذيلة، أكانت مع حبيب أو مع غريب. فمنظومة القيم التي يسير عليها المجتمع حتى وان كانت لا تعجب هذا الشخص أو ذاك إلا إن الإجماع حولها يحتم على كل من كان من أفراد المجتمع احترامها.

لا ارغب في إطالة الحديث عن الروايتين فهما مجرد أمثلة لأعمال ستبقى مطاردة لكتابها، فالكتاب لا يشيخ بل يستمر معبرا عن طريقة تفكير واضعه.. على الأقل في إحدى فترات حياته.

ما ارغب التأكيد عليه هو خطورة القيم المستوردة على المجتمعات المستقرة. هناك مثل غربي يقول إن العشب يبدو أكثر اخضرارا في الشارع المقابل بمعنى أن المرء يتصور أن ما لدى الآخرين براق في حين أن ما لديه في الواقع ربما يكون أفضل.

إننا نجرم بحق مجتمعنا إن نظرنا فقط لسلبياته، ونجرم أكثر بحقه إن نظرنا فقط لايجابيات المجتمعات الأخرى وأسلوبهم في عيش حياتهم. لدينا مئات وربما آلاف العادات والسلوكيات السيئة لكن ثقوا أن لديهم آلافا أخرى من السلوكيات التي يرغبون هم في تغييرها إلى وضع شبيه بما لدينا.