يأتى الصيف . وعند اقترابه نسمع العامة يرددون عبارة " يفيّز " أي يحصل على تأشيرة . وتأشيرة الإنجليز خادعة ، فهى تنص على عبارة : يُسمح لحاملها

بال .. " هبوط " أو " الرسو " .

PERMITTED TO LAND

والجملة لا تشمل دخول البلد . أي يمكن أن يعيد حاملها من المطار أو الميناء أو منطقة حدود .

تكررت شكاوى السعوديين من معاملة بعض السفارات والقنصليات الغربية فى بلادنا . وتبّرم الكثير لا من كثرة المتطلبات الورقية والشهادات والتزكية و " صكوك الغفران الجديدة " .. ! بل وأيضا من الاستهانة بالفرد والتعامل معه وكأنهم ( أي موظفي السفارات ) من موزعي الصدقات والقرض الحسن ، أو من موظفى جمعيات الإغاثة التي توزع الدقيق والحليب على الجياع المصابة بقحط وجفاف .

لا أبالغ فهذ جارٍ ومحسوس . وخشيتنا أن تتبع هذا النهج سفارات الدول الغربية الأخرى . ودعت اعمدة صحافتنا المحلية إلى الإنصراف إلى دول الشرق الأقصى حيث يعترف الناس بأننا من بني آدم ، وف، بلادهم الكثير من الجمال والجو البارد وأسعار الصرف المعتدلة . وقال بعض الكتّاب إن حملة " خلوها تصدّي " في الحسبان .

لو أن كل سعودي يطلب منه غير المستندات المطلوبة دوليّا أي جواز السفر وصورتين ، " يقضب الباب " ويخليهم يْصدّون .. ! ، لراجعوا أنفسهم وربما استيقظت أحاسيسهم في التعامل ، ولدار بأذهانهم الخوف الإنتخابي والنقابي ، لأنهم يعرفون ان اتحادات التصدير في بلدانهم ستثور إذا ثبت لها أن رجال السفارة أو تعليمات الحكومة تتعمد إغلاق الفرص التعاقدية والتجارية والخدماتية والجامعات ومراكز التدريب التي تُعلن عن نفسها على الدوام .

ثم إن الوطن العربي بشامهِ ومغربهِ لم يبخل علينا كأسر وأفراد بسياحة مريحة ومعتبرة ، خضرة وماء وطعام وبدون استجداء التأشيرات من سفارات تستمتع في إرهاقنا بالطلبات الغريبة .

ثم إن أيّ " إرهابي " محتمل لن يعجز عن تلبية كل المطالب كإقرارات البنوك وحجز الفنادق (خمس نجوم ) المؤكّد ، وتذكرة العودة ( بالدرجة الأولى ) ، فوسائل الإرهابيين ومهربي المخدرات ومسوّقي الدعارة كثيرة ومعروفة وتمرّ على السجاد الأحمر( التميّز ) .. !! ، وربما لا يحتاج الأمر حتى " التفييز "