يتمتع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقدرة خطابية وتنظيمية وإحساس بالعدالة بشكل ملحوظ عن سابقيه من الرؤساء الأمريكيين، وهذه الصفات أثبتتها حملته الانتخابية إلا أن هذه الصفات الجيدة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي من جانب قد تستغل من أجل شل حركة الرئيس والحيلولة دون تحركه السياسي على مستوى السياسة الخارجية حيث إن الرئيس أوباما سوف يحول كل قدراته من أجل التركيز على السياسة الداخلية وخصوصاً معالجة القضايا الاقتصادية حتى يفي بوعوده الانتخابية التي كانت تنطلق من الجذور الاجتماعية للمجتمع الأمريكي وبالتالي فإن معالجة القضايا السياسية الداخلية والاقتصادية سوف تأخذ نصيب الأسد من الوقت والجهد والمال، وسوف تفرض قدرتها على إعطاء أقل أهمية للسياسات الخارجية وخصوصاً في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والمسألة الصينية والهند، مما يعني أن هناك انسحاباً جزئياً تدريجياً عن قضايا السياسة الخارجية يفرضه التوجه الحقيقي لدى باراك أوباما نحو الاهتمام بالسياسة الداخلية والاقتصادية على وجه الخصوص.

بل ويدفع خصوم الرئيس الأمريكي اليوم البيت الأبيض إلى مزيد من الانغماس في القضايا السياسية والاقتصادية والمحلية مع وضع العراقيل السياسية الحزبية من أجل إرباك أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي حتى لا يحقق النجاح الكبير الذي يكسر فيه تواجد الملونين على المسرح السياسي الأمريكي.