جميع دول العالم تاريخياً وحاضراً تحترم الذي يقدم التضحية من أجل مبادئه ودينه ومنطلقاته ويشهد ذلك تاريخنا الإسلامي من التفريق بين من ساند الرسالة الإسلامية وقاتل معها قبل فتح مكة وبعد فتح مكة في آيات قرآنية واضحة والتاريخ بعد ذلك كثيراً ما قدم التقدير والاحترام لكل الذين ضحوا بأنفسهم وبأبنائهم وأموالهم من أجل مبادئهم وكرامتهم ومعتقداتهم.

فقط الحالة الفلسطينية هي الشاذة هنا حيث إن الذي يقاتل ويضحي بكل ما يملك لا يعطى هذا التقدير وهذا الاحترام بل إن الذي كان يتحدث في المجالس الوثيرة وخلف الميكروفونات بعيداً عن المعركة كان له السبق في كسب الاحترام من المؤسسات داخل الوطن العربي.

هذا الخلل هو واحد من المنطق غير المنسجم في الظاهرة السياسية العربية حيث إن الذي لا يدفع الدماء هو الذي يصبح زعيماً أما من يدفع الغالي والنفيس فهو الذي لا يحصد إلا اللوم والنقد.

وهذا بحق أحد الجوانب السلبية في السلوك السياسي العربي الذي دائماً ما يقدم الأقل أهمية على المهم ويبقى اللوم هو محرك السياسة بدلاً من العمل العربي المتكامل مع من يقدم كل ما يملك في سبيل مبادئه ومنطلقاته هو الشخص الأجدر بالثقة.