تكاد تكون إسرائيل كممثلة للتجمع اليهودي العالمي نموذجاً فريداً من الاضطراب النفسي الجماعي الذي ينفس عن نفسه بقتل الآخرين وشن الحرب على الأطراف المجاورة.

إسرائيل اليوم هي أكثر الدول تطرفاً في مجال التعلم العام والديني الذي يذكي العداء والكره للآخر، وخصوصاً ضد المسلمين، بل عن العديد من المناهج الدراسية والتعاليم المفترضة أن تكون توراتية تحث على قتل الآخر وإنهائه وتعطي الحق المطلق للشعب اليهودي بالحياة واستغلال وقتل الآخر، وكثيراً ما يتصرف المستوطن اليهودي أو المواطن الإسرائيلي على هذا الأساس وعلى هذه الخلفية.

وفي الجانب الآخر من الاضطراب الجماعي هو العمل الإسرائيلي المتواصل من خلال المتاحف والنشاطات السياسية والاجتماعية حول تعرض اليهود للمذابح في الحرب العالمية الثانية، وتقديم هذه النشاطات إلى كل من يزور إسرائيل من الشخصيات العالمية وتصوير ما تعرض له الشعب اليهودي من مذابح على يد الأوروبيين بشكل عام ومفهوم العداء للسامية التي ترعب كل الساسة الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء.

كل ذلك وإسرائيل تمارس هذا الاضطراب النفسي الجماعي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وغيرها، فهي تحتجز أكثر من عشرة آلاف سجين منهم الأطفال والنساء، وتقصف مدارس الأطفال والتي ترعاها الأمم المتحدة وتهدم المنازل وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمر المنازل على رؤوس أهلها وتحاصر وتجوّع أكثر من مليون فلسطيني بعقاب جماعي لفترة تزيد على السنة والنصف وكل هؤلاء الغزيين هجِّروا من مدنهم وبيوتهم من داخل إسرائيل اليوم أي أن إسرائيل لم تكتف بسلب هؤلاء منازلهم وتهجيرهم بل وتطاردهم من أجل مزيد من القتل والتنكيل بهم.

إن إسرائيل اليوم بحاجة إلى النظرة الفاحصة لذاتها وان اضطرابها النفسي الجماعي يحتاج إلى نظام دولي لضبطه وليس إلى دول غربية داعمة لهذا الاضطراب النفسي الجماعي بل يحتاج إلى علاج وليس إلى تشجيع.