يشير العديد من الدراسات إلى أن القوة العسكرية للقوى العظمى في العالم هي أداة من أدوات الفرض والهيمنة ولكنها ليست الأداة الوحيدة في الهيمنة الدولية، فقد تحدث العديد من الكتّاب عن الإدارة الأمريكية منذ الثمانينيات من القرن الماضي حول هذا الموضوع وعلى رأسهم السيد (بول كندي) في كتابه الشهير (قيام وسقوط الدول العظمى) والذي لخصه بأن الدول العظمى تقوم أساساً على قوتها الاقتصادية والمعرفية وتنتهي بهيمنتها على العالم تحت طائلة القوة العسكرية، حيث تلتهي الدولة فيما بعد بالاهتمام العسكري والمصاريف العسكرية على حساب التطور الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي وهو ما يهيئها تدريجياً للسقوط والزوال.
واليوم تعيش الولايات المتحدة الأمريكية عوارض مثل هذه الحالة بينما العديد من الدراسات والأحاديث والتصريحات سواء من المسؤولين الرسميين أو قادة الفكر والرأي أو حتى المؤسسات العلمية كلها تدور حول بقاء الهيمنة الأمريكية حول العالم، دون القيام بدراسة شاملة وواضحة للوضع الدولي الحالي وإعادة هذه القراءة بشكل واقعي وعقلاني.
بل إن العديد من الدراسات الصادرة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مازال اهتمامه منصباً على إعادة صياغة نوع الأسلحة والصواريخ القادرة على اختراق الصخور الجبلية من أجل ضرب مخابئ المتمردين في أفغانستان، ومن أجل استخدامها بفاعلية في ضرب المفاعلات النووية المحتملة في مناطق متعددة من العالم سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل، وهو ما يفسر تمحور الفكر حول التسلح على أنه هو المحرك المهم للقوة الأمريكية وهيمنتها على العالم.
أقول وان كان الأمر يبدو مهماً - كما تراه الإدارة الأمريكية - إلاّ أنه يظل جزءاً من منظومة القوة الأمريكية في هذه المرحلة، وإلاّ فإن الاهتمام العسكري المفرط مع الهزة الاقتصادية الأمريكية الحالية يعني ان الأمريكيين على الرغم من كل الدراسات والتحذيرات لم يستوعبوا هذا الدرس، أو ان الخيارات أمامهم محدودة وبقي الخيار العسكري هو الخيار الأفضل والأقوى من وجهة نظرهم.
1
فارس الشمري
2008-11-11 16:44:05انجزت المقال. ولكن لي ان أسألك هل تحل قضية إيران بالعقل وهل تحل قضية كوريا الشمالية بالعقل وهل تحل قضية روسيا بالعقل وهل العقل استطاع حل الغزو العراقي على الكويت عام 1990 وهل العقل يهدئ من روع انصار حزب الله والفلسطينيين.وقديما هل العقل حل القضية مع هتلر.
وقبل هتلر هل حل الرسول صلى الله عليه وسلم القضية مع مشركيين قريش بالعقل. العقل كالسلام والحرب كالحديث.فلا حديث بلا سلام
اسف على الطالة
2
فهد
2008-11-11 15:23:47أحييك دكتور صالح على ما تقدمه من طرح مميز دائماً..
صدقني يا دكتور أن الإقتصاد لا يزدهر والإبداع لا يتحقق إلا للشعوب التي تملك القوة العسكرية الرادعة.. لوجود الإحساس بالأمان لدى تلك الشعوب من عدم وجود دول تمارس عليها الإبتزاز والإرهاب ل إبقاءها فريسة ضعيفة.. ثم الإنصراف لتطوير الذات وتنمية المهارات وتحقيق المكتسبات.. ولنا عبرة في التاريخ الإسلامي والذي لم ندخل التاريخ إلا بفضل من الله عز وجل ثم بأسباب قوتنا العسكرية أولاً ف أتى حصادنا الثقافي والعلمي بشكل خلاق
شكراً لك
3
سلمان
2008-11-11 14:55:34دائما مبدع في طرحك. شكراً لك على مقالاتك الرائعة
4
مجاهد النويصر/الرياض
2008-11-11 13:24:57ليس بالضرورة أن تلجأ الدول في نهاية المطاف الى الخيار العسكري، وما يطبق في دولة قد لايصلح أن يطبق في دولة أخرى، نظراً للتباين الواضح بين الدول وإختلاف المصالح، والدليل على ذلك ماحصل للإتحاد السوفيتي، وهو يملك في ذلك الوقت وما يزال ترسانة عسكرية ضخمة!!.
5
عبدالله المتوكل
2008-11-11 11:47:37وماذا يهمنا من قوتهم العسكرية وهيمنتهم الاقتصادية
نحن لسنا في العير ولا في النفير
نحن بما نملك من ثروات اضعف من الذباب ولسنا اكثر من مجرد لعبة في ايديهم مثل الكرة يركلوننا في الهواء فنسقط لنحقق لهم ميتغاهم على حساب رفاهية شعوبنا
6
صقر الصقر
2008-11-11 11:45:02صراحه الموضوع جميل