ما تصرفه الولايات المتحدة من الأموال خلال أسبوعين فقط على احتلالها العراق يفوق ما تصرفه على احتلالها لأفغانستان لمدة سبع سنوات كاملة، وإذا كان ذلك يمكن فهمه في مراحل الاقتصاد الاعتيادية، فإن ما لا يمكن فهمه هو حدوث ذلك في مراحل الأزمات الاقتصادية؛ مثل ما تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام.
وبصرف النظر عن الأحاديث والتصريحات ذات الطابع الانتخابي التي تدعو للانسحاب من العراق، فإن اطلاع الرئيس الجديد على ملف القضية العراقية بكل تفاصيلها وأهدافها الاستراتيجية سوف يجعل الوعود الانتخابية تبقى وعوداً انتخابية ليست قابلة للتطبيق بالشكل السريع.
يكاد يكون العراق من الدول المهمة على المستوى الاستراتيجي الذي يجعل أوراق الولايات المتحدة الأمريكية أكثر قدرة وقوة على الساحة الدولية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، إلا أن مأزقها يكمن في أن حلفاءها الأكراد يعتبرون غير مؤثرين وتطوقهم المشاكل والتحديات الداخلية والخارجية، بل إن حلفاء الولايات المتحدة في العراق داخل الحكومة هم أقرب إلى إيران منها إلى الولايات المتحدة، فهم يستخدمون الولايات المتحدة الأمريكية بذكاء وحنكة مستغلين تركيز السياسة الخارجية الأمريكية في العراق على إعطائهم الأماني والوعود لاستمالتهم. بينما كان الفريق الأكثر قرباً للولايات المتحدة الأمريكية على المستوى النظري هم من تصادمت معهم السياسة الأمريكية وأعطتهم دوراً هامشياً في العراق اليوم.
إن أهمية العراق والاستراتيجية وصعوبة مناخه السياسي سوف تجعل السياسة الأمريكية غير قادرة على التقدم ولا على التأخر، خوفاً من الهزيمة من جانب، وعدم القدرة على الفوز الكاسح من جانب آخر.. ولذلك يجب أن تتميز السياسة للعالم المحيط بالعراق بطول النفس وانتظار التفاحة للنضوج أكثر.
1
نوزاد علي
2008-11-04 14:32:15سلام عليكم اتفق معك في تحليلك الامور الا انني لا اتفق معك حول السطر الاخير ما يتعلق انتظار العالم المحيط بالعراق لنضوج التفاحة حسب تعليقك.اود ان ابين بان التفاحة قد خاست ووصلت ريحتها السامة الى الدول المحيطة واتوقع بان تاثيرها المدمر ستصل قريبا اليكم والى الباقين.اللهم اشهد باني بلغت.تحياتي اليكم والى صانعي القرار متمنيا لكم التوفيق ولنا الفرج ولامة الاسلام كل الخير.
2
ولد الحميد
2008-11-04 14:05:48باعتقادي ان اسرائيل لها الدور الكبير على تفشيلها لمخطط الولايات المتحدة الامريكية في العراق فاسرائيل لاترى ان فوز امريكا على العراق من صالحها فالكل يعرف لماذا تحضى اسرائيل بالدعم المادي والمعنوي من امريكا لانها النقطة الوحيده في المنطقة التي يمكن لامريكا استخدامه بدون شروط اوقيود فاذا وجد قواعد لامريكا في العراق فلاحاجة لاسرائيل وستخسر الدعم المالي والمعنوي ولن تصبح صاحبة قرار بما يجري في المنطقة وانما مجرد تبيعة لسياسات تملىء عليها راي شخصي
3
ابو ريما
2008-11-04 12:45:16الدكتور صالح , من خلال الاحصائيات النفطيه المعلنه فقد تاكد وجود اخر قطره من النفط في الاراضي العراقيه , وكما هو معلوم لدى الاوساط النفطيه فان ذروة الانتاج النفطي العالمي كانت في عام 2006 وهو الان في انحسار مستمر , خصوصاً إذا ما علمنا ان ايران كانت تنتج في عهد الشاه ستة ملايين برميل والان لا يتجاوز انتاجها الثلاثة ملايين يومياً , لذا فمسالة بقاء امريكا في العراق مسالة حتميه لا جدال فيها وهذا البقاء هو الطريق الي زوال النفوذ الامريكي العالمي.
4
خالد العبدالله
2008-11-04 10:32:07أي تفاحة يا دكتور ؟! ألم تسأل نفسك أين تذهب خيرات العراق ؟ هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصرف دولار واحد من دخلها القومي على العراق أو على القوات الأمريكية هناك ؟ و العراقي البسيط مغلوب على أمرة و لكن تاريخهم لم يرحمهم و لم يرحموا هم أنفسهم. لماذا خرجت أمريكا من الصومال رغم ما تتمتع بة من موقع استراتيجي قريب بعيد ؟ عفواً و لكن التحليل أعلاة بمقالك ينقصة الكثير من الواقعية