كشف الصحفي المخضرم سيمون هيرش في مقال له في نيويوركر عن دفع الإدارة الأمريكية بعد موافقة الكونغرس 400مليون دولار لقوات خاصة من أجل تنفيذ عمليات تخريبية في دول أخرى من ضمنها إيران، وهدف هذه العمليات هو زعزعة مفهوم الاستقرار بالدولة المعنية، وإفقاد شعبها الشعور بالأمان في ظل هذه الحكومة أو تلك.

ويٌخصَّص جزء كبير من العمليات المذكورة في إطار الحرب النفسية ضد شعب الدولة المستهدفة، بمعنى زرع انعدام الثقة فيما بين الحكومة والشعب ومحاولة تشويه قدرة الحكومة على ضبط الأمن والاستقرار، من أجل تفكيك الجبهة الداخلية وإرباكها.

إن العمل السياسي والعسكري يتضافر مع جهد إعلامي آخر مرتبط بالجهد السياسي والعسكري من أجل إعطاء نتائج كبيرة للأهداف السياسية العليا، وبالتالي فإن الأموال التي تصرفها الولايات المتحدة الأمريكية على مثل هذه العمليات الخاصة يتبعها جهد سياسي وجهد إعلامي من أجل إعطاء التصور والانطباع الإقليمي والدولي والاقتصادي أن هذه الدولة أو تلك مفككة وغير مستقرة، وأن شعبيتها الداخلية مهزوزة، مما يعطي انطباعاً إقليمياً ودولياً بسهولة شن الحرب على هذه الدولة مما يدفع الحكومات الدولية والإقليمية لدعم مثل هذه التحركات العسكرية وبالتالي تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية والاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الجانب.

إن دخول بعض رجال ونساء البحرية البريطانية داخل المياه الإقليمية الإيرانية منذ أشهر مضت كان يدخل ضمن هذا التنسيق السياسي الأمريكي - البريطاني في مجال هز الثقة بهذه الدولة أو تلك وهذا ما يجعل هناك الشكوك القوية حول العديد من التصريحات السياسية ومصداقيتها وكذلك الحملات الإعلامية ومصداقيتها فيما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا في هذا الشأن على سبيل المثال، أو غيره.