نجح فريق طبي في مدينة الملك فهد الطبية مؤخراً، في إعادة مريء مشوه خلقياً لطفلة عمرها تسعة أشهر، إلى وضعه الطبيعي في الصدر وإطالته ومن ثم إيصاله بواسطة المنظار، حيث وجهت بعلاجها بأمر من الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

وتمكنت الطفلة لأول مرة بعد ولادتها من تناول الحليب والأكل والشرب طبيعياً عن طريق الفم، الأمر الذي يعد هذه العملية نادرة عالميا ونجاحها سيتيح لجراحي الأطفال خياراً أفضل من استبدال المريء بالقولون أو المعدة.

وأكد الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية أن نجاح هذه العملية جاء بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بوجود فريق طبي متكامل على قدر عال من التخصص الدقيق والخبرة إضافة إلى التجهيزات والإمكانيات المتوفرة في مدينة الملك فهد الطبية.

وأضاف العمرو أن هذه الإمكانيات هي نتيجة ثمار الدعم الذي يحظى به القطاع الصحي في المملكة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية وسمو ولي عهده الأمين، ومتابعة ودعم معالي وزير الصحة، مبينا أن إجراء ونجاح مثل هذه العمليات يتطلب وجود مراكز طبية متخصصة، وهو الهدف الرئيسي من تشغيل مدينة الملك فهد الطبية بأن تكون مدينة تخصصية مرجعية تقدم خدمات طبية تخصصية وفقا للمعايير العالمية وهذا التوجه جاء وفقا لمتطلبات وضع القطاع الصحي في المملكة خاصة في ظل ارتفاع الإصابة بأمراض يتطلب علاجها مراكز متخصصة مثل أمراض القلب وأمراض الدم والأورام وإمراض السكر وارتفاع نسبة الإصابة بالجلطات الدماغية.

من جانبه، قال الدكتور عائض القحطاني رئيس الفريق الجراحي استشاري جراحة الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية وجامعة الملك سعود، إن الطفلة ولدت بتشوه في المريء وتم إجراء عملية لها قبل دخولها لمدينة الملك فهد الطبية، تعذر معها معالجة التشوه مما أجبر الفريق الطبي المعالج إلى إخراج الجزء العلوي من المريء إلى الرقبة.

وتابع القحطاني: عند وصول الطفلة إلى مدينة الملك فهد الطبية تم إجراء الفحوصات اللازمة لها وتشكيل فريق طبي لدراسة الحالة وبعد الاطلاع على نتائج الفحوصات التي أجريت والتجهيزات اللازمة والإمكانيات التي يمتلكها الفريق الطبي السعودي وخبرته السابقة في مجال معالجة تشوهات المريء بواسطة المنظار وكذلك في طريقة إطالة المريء والتي سبق وأن قدمت في المؤتمرات العالمية وتم نشرها في المجلات العلمية، استطاع بفضل الله أولا ثم بوجود الفريق الطبي المتكامل والإمكانيات والتجهيزات اللازمة إجراء العملية بنجاح وإعادة المريء من الرقبة إلى التجويف الصدري بواسطة المنظار كمرحلة أولى، وتمت إطالة المريء على مدى سبعة أيام، بعدها استؤنفت المرحلة الثانية من العملية بالدخول إلى التجويف الصدري مرة أخرى بواسطة المنظار وإيصال جزءي المريء مع بعضهما بعد إطالتهما.

ووصف القحطاني إعادة مريء إلى وضعه الطبيعي في الصدر وإطالته ومن ثم إيصاله بالمنظار، بالإنجاز الطبي الكبير الذي يسجل للملكة العربية السعودية ويعطيها الريادة في مثل هذه العمليات والتي تتيح لكثير من جراحي الأطفال حول العالم خياراً أفضل من استبدال المريء بالقولون أو المعدة، لما لهما من مضاعفات معروفة مقارنة بالمريء الطبيعي الذي خلقه الله لهذه الوظيفة. وبين الدكتور عائض القحطاني أن مراحل النقاهة للطفلة تمت بشكل ميسر واستطاعت لأول مره منذ ولادتها أخذ الحليب والأكل عن طريق الفم، لافتا إلى خروج الطفلة من المستشفى في حالة ممتازة.

الجدير بالذكر أن الفريق الطبي المشارك ضم كلاً من الدكتور عبدالوهاب الجباب المدير الطبي للمستشفى العام بمدينة الملك فهد الطبية استشاري جراحة الأطفال، والدكتور فرحان أنصاري استشاري جراحة الأطفال بالمدينة وكذلك الدكتور ياسن مقادمه والدكتوره نهال الغندور استشاري التخدير، والدكتور جهاد زهره استشاري العناية المركزه.