إن البحث والتطوير أصبح اليوم مطلبا ملحا من أجل تحقيق طموح حكومتنا الرشيدة نحو صنع وطن متقدم وهو مطلب وطني يتوق إليه كل مواطن مخلص. لذلك فإن المراكز والمعاهد البحثية المتوفرة في بلادنا وهي كثيرة تحتاج إلى انتفاضة تعيد لها الحيوية وذلك من خلال إعادة الهيكلة وتطوير الأداء وتجديد الدماء ومن خلال الاتصال والتواصل والتوأمة مع مراكز ومعاهد البحث المرموقة.. ولعل ما تقوم به جامعة الملك سعود من حراك يدخل ضمن ذلك الأسلوب الذي يجب أن يحتذى به في كل المواقع التي لها مساس بالبحث ومفرداته ومخرجاته ولعلي هنا أشير إلى بعض من مراكز ومعاهد ومعامل الأبحاث المتوفرة في المملكة والتي يأتي في مقدمتها:
@ مراكز ومعاهد الأبحاث التابعة للجامعات السعودية.. ومن الجدير بالذكر ان عدد الجامعات السعودية الحكومية أصبح يربو على الواحد وعشرين جامعة وخمس جامعات أهلية ناهيك عن الكليات والمعاهد.. ولاشك ان وزارة التعليم العالي تسابق الزمن من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه بناء الجامعات الجديدة على أحدث طراز وجعلها تبدأ من حيث انتهى الآخرون.. كذلك نعمل على تشجيع الجامعات القديمة على الحراك نحو إعادة الهيكلة وبناء المنظومة الأكاديمية والبحثية على أسس جديدة تواكب متطلبات العصر وفرص العمل وتطلعات الوطن.
@ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تقوم بتمويل الأبحاث في كثير من المراكز البحثية في الجامعات وغيرها ناهيك عن وجود عدد من المعاهد المتخصصة فيها مثل معهد أبحاث البترول ومعهد الطاقة الذرية ومعاهد أخرى كثيرة.. ولعل الوقت قد حان لإعادة تقييم الأداء والهيكلة ورسم منظور جديد لمهمة المدينة ومسؤولياتها خصوصاً مع الطموح الكبير الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه..
@ مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
@ مراكز الأبحاث التابعة لشركة سابك داخل المملكة وخارجها.
@ مراكز الأبحاث التابعة لشركة أرامكو.
@ مراكز أبحاث أخرى تفرقة تتبع جهات عديدة.
والكل أصبح اليوم معني بالحراك السريع من أجل التجديد وإعادة الحيوية ودخول بوابة المنافسة العالمية من أوسع أبوابها ولذلك لابد من أن نجعل كلا من:
@ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي يتم انشاؤها على أحدث ما توصلت إيه منظومات البحث والتطوير والجودة الأكاديمية العالمية من أطر وبرامج وفعاليات.
@ مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الذي أعلن عن تأسيسه في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية التابعة للحرس الوطني.
نماذج تحتذى عند بدء العمل في إنشاء أي مختبر أو مركز أو معهد للأبحاث ذلك ان الشيء عندما يبدأ قوياً يستمر كذلك.
وعلى العموم فإن الحاجة ما زالت ماسة إلى إنشاء مراكز ومعاهد وكراسي بحث في مجالات عديدة ولعلي أشير هنا إلى:
@ إنشاء معهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث والدراسات وذلك للإشراف على مجموعة كراسي سموه الكريم القائمة والمهمة في مجالاتها وتوجهاتها وذلك يشمل:
كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية.
كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة.
- كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية لأبحاث المياه.
مجموعة كراسي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تقنية الاتصالات والمعلومات.
@ إنشاء معهد الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الأمنية والفكرية وذلك للإشراف على كراسي سموه الكريم القائمة وهي:
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز في دراسات السنة النبوية.
كما يمكن لذلك المعهد أن يتوسع من خلال إنشاء كراسي أخرى مثل:
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لمكافحة الجريمة.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لمكافحة المخدرات والاتجار بها واستعمالها.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمن والسلامة المرورية.
@ إنشاء معهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والسكانية وذلك للإشراف على:
- كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية القائم حالياً.
كما يمكن لهذا المعهد أن يتوسع ويفتتح عددا من الكراسي التي تدخل ضمن اهتمامات سموه العديدة والتي يمكن أن نذكر منها:
كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات السكانية والاجتماعية.
كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للعمل الخيري.
@ معهد أبحاث متخصص في المجالات الزراعية واستراتيجياتها ويشمل ذلك:
مركز أبحاث في مجال انتاج الأعلاف وتطويرها وايجاد البدائل لها خصوصاً مع وفرة كثير من المخلفات الزراعية مثل سعف النخيل وغيره، والاستفادة من النباتات التي تنمو في الصحراء وقت الربيع والتي يجف أغلبها ويذهب ادراج الرياح دون الاستفادة منها.
مركز ابحاث يهتم بالاستراتيجيات الزراعية التي تهم بلد صحراوي مثل المملكة تعاني من قلة المياه مع التركيز على بحوث المزروعات الاستراتيجية التي تستهلك أقل قدر ممكن من المياه إما لطبيعتها أو لأسلوب ترويتها. ناهيك عن دراسة أفضل المواقع لمركز الأنواع المختلفة من المزروعات والعمل على جعل مناطق المملكة تتكامل في جميع المجالات وخصوصاً في مجال الانتاج الزراعي.
مركز أبحاث النخيل ولاشك ان مثل ذلك المعهد يجب أن تكون له أهمية كبيرة ترقى الى مستوى أهمية النخلة في حياتنا وهي التي تشكل واحدة من أهم مقومات الأمن الغذائي في المملكة خصوصا أن اعداد النخيل في المملكة يقدر بالملايين وهي شجرة مباركة (تستهلك الكثير من الماء كما يمكن الترشيد من استهلاكها له باستخدام الطرق الحديثة. ناهيك عن أن منتجات النخلة كلها مفيدة ويمكن أن تقوم عليها صناعات عديدة. ان البحث والتطوير في مجال النخيل يشمل أساليب الزراعة والري والانتاج والحفظ والتسويق والتصنيع والتصدير وغير ذلك من الفعاليات التي يمكن أن تحول النخيل الى مصدر من مصادر الدخل البديل.
مركز أبحاث في مجال الأمن الغذائي والخزن الاستراتيجي والاستثمار الزراعي في الداخل والخارج والبحث عن البدائل والسبل التي تكفل ذلك.
@ معهد أبحاث عالمي متخصص في مجال أبحاث الطاقة وبدائلها ويدخل ضمن ذلك دراسة مستقبل البترول وبدائله المختلفة وابعد من ذلك الاهتمام بأبحاث توطين الاستخدام السلمي للطاقة النووية التي تشكل اليوم بارقة أمل أمام كثير من الشعوب التي تنشد الوصول الى الاكتفاء الذاتي في مجالات عديدة مثل تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء ناهيك عن الاستخدامات الطبية والصناعية والمدنية الأخرى التي يصرف عليها مبالغ طائلة من قبل القطاعات المختلفة ذات العلاقة من أجل استيرادها.
@ معهد أبحاث متخصص في مجال الثروة الحيوانية يصب في خدمة تعزيز الأمن الغذائي الذي أصبحت الدول تتنافس من أجل تحقيقه خصوصاً في ضوء الارتفاع الهائل للمواد الغذائية.. لذلك فإن الدراسات والبحوث التي تصب في خانة تنمية الثروة الحيوانية والقضاء على العوائق التي تقف أمامها اصبحت لها أهمية كبيرة.
@ معهد بحوث متخصص في مجال الثروة المعدنية وذلك من أجل القاء الضوء على الثروات المعدنية المتوفرة في أرض المملكة الواسعة والتي لم تستغل بعد. وأبعد من ذلك وجود صناعات كبيرة وعديدة في المملكة تستورد اغلب موادها الخام من الخارج على الرغم من توفر ذلك محلياً ولعل صناعة الحديد واحدة من اوضح الأمثلة على ذلك.
إن دراسة مواقع المعادن الاقتصادية وتضمين ذلك دراسات جدوى اقتصادية للاستثمار تعتبر ذات أهمية كبيرة تستحق العناء.
إن إنشاء المعاهد المتخصصة والتي يشتمل كل منها على عدد من الكراسي المدعومة سوف يفتح أبوابا كبيرة للبحث والتطوير سواء في العلوم التطبيقية أو الإنسانية وسوف يكون لها أكبر الأثر على الصناعات الوطنية وتوطين التقنية وفتح فرص عمل جديدة ناهيك عن أن ذلك يشكل بوابات استشارية لكل من القطاع العام والخاص.
إن مجمل تلك المعاهد والكراسي والتي أصبحت ظاهرة في مختلف الجامعات السعودية وخصوصاً في الجامعة الرائدة في هذا المجال جامعة الملك سعود سوف يشكل في المستقبل خطوة كمركز اكبر وأعم يكون على مستوى الدولة هو مركز الدراسات الاستراتيجية الذي سوف يشكل عين ثاقبة نرى من خلالها ما يدور حولنا أو بيننا من تطورات.
إن كل ذلك الحراك وكل ذلك الزخم يأتي نتيجة لتوجهات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما وسدد على طريق الحق خطاهما والله المستعان.
1
أبوعبدالرحمن الشافعي
2008-05-23 18:58:07جزا الله الملك عبدالله وولي عهده الأمين وصاحب السمو الملكي وزير الداخليه على توجيهاتهم ودعمهم لمسيره العلم والبحث العلمي. وجزاك الله خير عن إقتراحاتك الصائبه لوضع عده كراسي بحثيه في مجالات مختلفه. وآمالنا كبيره في أن "المراكز والمعاهد البحثية المتوفرة في بلادنا وهي كثيرة تحتاج إلى انتفاضة تعيد لها الحيوية" والنشاط من جديد، وبشكل يضمن لها الأبداع والإستمراريه، وأن تبتدي في آليه البحث وسبل تطويره من حيث ما أنتهى الآخرين. والله ولي التوفيق
2
صالح المبارك
2008-05-23 14:42:29لتفعيل البحث اعتقد انه يجب ادخال
قانون العرض والطلب
وقانون التنافس على الجودة
في الهيكلة البحثية حتى يضمن البحث استمراريته وجودته.
والجهات التي تطلب البحث هي التي تحتاج الى تفعيل لدراسة استشكالاتها وتحتاج كذلك الى سعودة بحثية.
3
موضي بنت سليمان
2008-05-23 11:34:08مقال رائع
تقبل شكري و إلى الأمام