- دائماً وفي جميع الأحوال يجب علينا الا نفرط في التعود على شيء ما من نمط حياتنا وأن نتحسب دائماً للظروف والمفاجآت والزمن، ويجب التوازن في معطياتنا وعواطفنا حتى لا تداهمنا المفاجأة بصفة قاتلة.. ونروي لكم تلك الحادثة من واقع حياة إنسان تعود على نمط معين من حياته.. الصباح الباكر قبل شروق الشمس يفيق من نومه يفتح نافذة غرفته يشاهد خيوط الصباح الباكر مع أصوات العصافير على الشجر يسمع أصواتها العذبة فهو تعود عليها حتى صارت تلازمه كل صباح فهي التي تبث الحياة عنده وتجعله يعيش يوماً حافلاً بالنشاط.
وفي يوم من الأيام أطل من النافذة يبحث عن تلك العصافير فلا يجدها يحس بالحزن العميق يختل توازنه في كل لحظة يعيشها في انتظار تلك العصافير التي تعود عليها..
يسأل نفسه أين ذهبت؟ شلال من الصمت تكتم أنفاسه ويتماسك وتتبدد في داخله طيوف من الخيال انها انبعاث الحضور متعدد الوجوه.. كما أن أفكاره تبدلت وسكنت الأشباح في داخله لأنه لا يذهب ولا يجيء في موقفه الذي كان يقف "عند النافذة" يسأل نفسه أين ذهبت تلك العصافير؟
الكلام غير النافذة والعصافير متسكعة لم يكن تنقصه الشجاعة ليسأل عنها في عيون الناس وأصواتهم ولكن واقعه مرير جداً تعاليم ووصايا من سالف العصور.. عيب!!!
وهي أكذوبة دائرية لكننا جميعاً استقيناها من واقعنا الحزين ضد الآخرين وضد أنفسنا والأبشع من اننا صدقناها الذي كنا نحبه لم نكن نحبه ببراءة تعاليم قديمة ووصايا ـ يتكلم بعينين مغمضتين بلا انتهاء للفراغ يداه على النافذة باردتين المدييني وينهدم.
ماذا يريد؟ ربما كان ينظر في نهاية الأفق عودة العصافير المهاجرة بداخله بركان هائج شظايا ومقاطع صوته حزينة جداً أراد أن يكتب كلمات ويجعل لها صدى تحكي قصته على جميع السنة البشر.
حقيقة هو نموذج من انسان يعيش يومه على همس أصوات العصافير، له تذوق في الرومانسية الرائعة وفي عينيه المغمضتين، فهي سره الخفي الملموس لكائن الحي نفسه.. انها حالة حضور تنضج في صورة كلما فقد تلك الأصوات الرائعة، أصوات العصافير في صباحه الباكر.
التعليقات