• في الآونة الأخيرة شاع استعمال الأدوية التي تبعد شبح الشيخوخة وما أكثرها على أرفف الصيدليات. كما ان وسائل الأعلام لا تتوارى عن ترويج أي منتج مهما كانت خطورته على صحة البشر.

وما دعاني إلى هذه الكتابة هو أنني كنت في مجلس وسمعت إحدى الكبيرات في السن تصف دواء لإحدى الحاضرات وتثنى عليه كثيراً وأخرجت من حقبتها قنينة دواء وناولتها إياها وقالت بصوت خافت: خذيه فإنني اشتريت منه كمية كبيرة من أمريكا. وحيث انني لا أومن بشيء اسمه دواء فقد تطفلت وسألتها: هل وصفه الطبيب لك يا خالتي؟ قالت بصوت عال: الكل يستعمله كشرب الماء ثم ما دخلك انت، هل أنت طبيبة؟

قلت لها ان جميع الأدوية تلزم استشارة من قبل الطبيب قبل تناولها فهي خطرة على صحة الإنسان. اقتربت السيدة مني قليلاً وقالت: أن كنت تفقهين كما تدعين اقرئي لي هذه الوصفة. وأخذت العبوة وقرأت لها ما في الوصفة أنه علاج يدعى (الميلاتونين) يشفى من أمراض الشيخوخة ويحمي الجسم من الهزل ويجدد الخلايا الميتة. وحين انتهيت من قراءته. أردفت قائلة: أرأيت؟؟! أيعقل ان يكذبون في مثل هذه الأمور؟؟؟! ها أنت قد قرأت بنفسك.. فمن المعقول ان أصدق كلامك الذي تدعين أم كلام الخبراء والأطباء؟؟؟؟ وسحبت العبوة من بين يدي ونظرات الانتصار في عينها تلاحقني. وفي ساعتها نظرت إلى من حولي ووجدت الجميع يغط في سبات عميق من السرحان ربما أنهم يعانون مشاكل داخلية لم يجدوا لها حلاً. أما السيدة التي بجواري فإنني أحسست أنها وجدت ضالتها وهي العودة إلى أيام الشباب.. ولم يمر اسم هذا الدواء علي بسهولة فقد شد تفكيري كثيراً وأخذت استقصي المعلومة عنه ووجدت ان (الميلاتونين) أساساً هو مادة تفرزها الغدة الصنوبرية في دماغ الإنسان وتعتبر مرحلة نمو "العصر الذهبي" لافراز هذه المادة التي يبدأ بالتناقص بإنتاجها في العقد الثالث من العمر، يتوقف افرازها تدريجياً بعد سن الشيخوخة وبذلك ربط العلماء بين وجود هذه المادة في الجسم الإنسان وبين الشباب والعكس صحيح وافتراض ان عدم وجودها يؤدي إلى الشيخوخة.

كما ان من اكتشفه علماء أمريكون من مادة موجودة في بعض النباتات والأزهار وقاموا بإنتاجها صناعياً ونشرها بكمية كبيرة ولاسيما الفوائد الهائلة طبقاً للدعاية الجيدة والسعر الزهيد كما ان تصديق بعض الناس للدعاية التي تدخل كل بيت من خلال القنوات الفضائية مع العلم الأكيد ان العوامل الجانبية لهذا الدواء ليست معروفة حتى الآن ولقد وجه بعض المتضررين من هذا الدواء محذرين من المبالغة في التحدث عن مزاياه الهرمونية الخطيرة. كما يقول البرفسور الفرنسي ايفان توتيو معبراً ان التأثير السمومي للمادة على المدى البعيد ما زال غير معروف ومحذراً من وجود عملية (احتيال منظمة) غرضها الكسب السريع. وحين يحين موعد سحبه أو تأكيد قيمته الصحية.

عليكم بالتفكير في شبابكم أو شيخوختكم الآتية لا محالة.