الأوراق التي نوقشت في ورشة عمل (دور الإعلامية في دعم العمل الخيري ومن قبل متخصصين أكاديميين في الإعلام أستطيع القول إنها أحدثت تكاملاً مع بقية المشاركات سواء ما كان منها مناقشة "الإعلام القيمي" للأستاذ ماجد بن جعفر الغامدي وهي من أجمل الأوراق التي قدمت في رأيي، وأيضاً المشروع العملي لإقامة مركز الدراسات والبحوث الثقافية والإعلامية الذي عرضه الدكتور أحمد بن موسى الضبيبان.
والذي إذا تم تنفيذه فسيكون أسلوباً إجرائياً يسهم في إحداث نقلة نوعية للإعلاميين رجالاً ونساءً خصوصاً الإعلاميات اللاتي يشكين دائماً من عدم وجود احتواء لهن!! وأحياناً التقييم السلبي لمساهماتهن، أيضاً المداخلات التي تميَّز فيها الجانب الرجالي .. وكانت إسهامات تضع النقاط على الحروف للعديد من القضايا الإعلامية سواء على مستوى الخبرة أو وسائل إيصال الخبر إعلامياً مع احتواء لذهنية المتلقين له سواء كانوا مستمعين أو مشاهدين أو قراء.
وتعليقاً على ما جاء في مشاركة الأخت لبنى الطحلاوي والخاص بالتحديات التي تواجه الإعلاميات كانت استعراضاً تاريخياً للعمل الإعلامي النسائي وتوضيحاً لما يواجهه من تحديات تتمثل في الآتي:
- المادة العاشرة من قانون السياسة الإعلامية في المملكة تنص على (التسليم بأن النساء شقائق الرجال فإن وسائل الإعلام تلحظ في عمق الفطرة الخاصة بالمرأة الوظيفة التي أناطها الله بها وتعمل على أن تحضها ببرامج تعينها على أداء وظائفها الملائمة لفطرتها في المجتمع) إلا أن هذه المادة - كما تقول لبنى - لم يتم تطويرها لتواكب المستجدات على الساحة الإعلامية كي تفعّل من خلالها عدة قوانين تلبي كافة الاحتياجات الملحة وتضمن حصول الإعلامية على كافة حقوقها المادية والأدبية والمعنوية.
وفي وزارة (الخدمة المدنية) ليس للإعلاميات مسميات وظيفية. ولا تصنيف وظيفي.. وهذا أدى إلى أن الإعلاميات لا يخضعن للترقيات إلا في بعض المجالات المحدودة.
وذكرت الأخت لبنى أيضاً أن الكثير من الإعلاميات على اختلاف تخصصاتهن، تم التعامل معهن بنظام المكافآت (بالقطعة) وهذا يعود لأصحاب العمل من قيادات ورؤساء وغيرهم وتقديرهم الشخصي بعيداً عن الموضوعية أحياناً.
وفي المجال الصحفي بصفة خاصة هناك العديد من قضايا هضم الحقوق وتعمل الصحيفة تحت قيادة قد تعمل على إحباطها ولكل صحيفة خطها الخاص بها والذي يرتبط بالمناخ الخاص بها وليس تبعاً للسياسة الإعلامية.
وطرحت عدداً أمن الاقتراحات منها تأسيس (رابطة للإعلاميات) تجمع كل العاملات في المجال الإعلامي.
وإن كنت شخصياً لا أستطيع معرفة ما الفائدة منها سواء على مستوى تحسين كفاءة الإعلامية أو تحسين مستواها الوظيفي!! حتى لا تتحول إلى واجهة إعلامية فقط!! ولهذا أميل كثيراً إلى تنفيذ ودعم مشروع "مركز الدراسات والبحوث الثقافية والإعلامية" فالملاحظ أن عطاء بعض العاملات في المجال الإعلامي وخصوصاً الصحافة ليس بالمستوى المطلوب، خصوماً أننا نعيش في ما يقال أنه (عصر العولمة الإعلامية) الذي نلمس فيه تعزيز قدرات وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية والثقافية بين المجتمعات بفضل ما توفره من التكنولوجيا الحديثة والتكامل والاندماج بين وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات وذلك لدعم عملية دمج أسواق العالم من ناحية، وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصالات والمعلومات العملاقة متعددة الجنسيات على حساب تقليص سلطة الدولة ودورها في المجالين الإعلامي والثقافي من ناحية أخرى.
وهذا بدوره كما أعتقد يفرض على من تسلمتء مسؤولية الأمانة الإعلامية أن تنتقل من مرحلة الارتجال في عملها والمبادرة الفردية والعفوية وعدم الاهتمام بالجانب المهني إلى مرحلة (التخصص) والإعداد التدريبي والموسوعي إن جاز لنا استخدام هذا الوصف .. أيضاً التخطيط المنهجي الذي يرتكز على دراسات في (فقه الواقع)، وفي الإعلام وعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم السياسة والتاريخ.. وخصوصاً تاريخ العمل الخيري - موضع العلاقة التبادلية والجدلية في ورشة العمل يومها - في عالمنا الإسلامي وأيضاً في المجتمعات الأخرى بمعنى دخول أو توظيف المعرفة المتخصصة بشكل واضح في صياغة الخبر الإعلامي أو في التحليل أو التحقيق الصحفي مثلاً عن هذا القطاع الخيري.. خصوصاً وهذا العمل الخيري الآن يواجه تحديات عالمية لإضعاف تأثيره وتقليصه من البنية الاجتماعية للمجتمعات المسلمة.
وهذا يقودنا إلى التحدي الأعمق الذي يواجه هذه الإعلامية والمتمثل في ثقافة الاختراق للمنظومة العفوية والثقافية للمجتمع ولمؤسساته الخيرية بل لقيمه وعاداته وتقاليده واتهامه بالتخلف وكره الآخر!! وأيضاً تحد آخر لتجفيف منابع العمل الخيري واتهامه بدعم الإرهاب.. ودور هذه الإعلامية هو توظيف الأحداث إيجابياً لصالح العمل الخيري وهذا يتطلب منها جهداً لا يتوقف عند زيارة عمل المتطوعين أو الاكتفاء بنشر ما يتم تزويدها به من تغطية لفعالياته من قبل مكاتب العلاقات العامة مثلاً لهذا القطاع الخيري.. بل إن (بعض) من نطلق عليهن متعاونات مع الصحف لا تكلف نفسها حق زيارة الموقع بل تعيد نشر ما يتم تزويدها به بوسائل فاكسية من قبل (بعض) هذه الجمعيات الخيرية!!
وهذا ليس هو (العمل الصحفي الذي نتحدث عنه).
@@ إننا ونحن نناقش هذا الدور نتطلع إلى أن توفر المؤسسات الإعلامية دورات للتأهيل الإعلامي لمن تلتحق بالعمل في هذه المؤسسات خصوصاً من تتوفر فيها الموهبة والجدية والوعي بأهمية الإعلام في المجتمع.
كما أنه مهم جداً أن تكون هناك أيضاً دورات لتنقية المصطلحات التي تستخدم في العطاء الإعلامي من هذا الكم الذي تزدحم به القنوات الإعلامية الغربية ومن يحذو حذوها من وصف خاطئ لقيمنا وخصوصية مجتمعاتنا الإسلامية.
أهمية عقد اجتماعات دورية بين الإعلاميات والقطاعات الخيرية لمزيد من التواصل وتحسين كفاءة الدور الإعلامي بما يتفق ومستوى المرحلة الاجتماعية.
التعليقات