يقول المثل: إن ضربة العدو أهون من ضربة الصديق وقد قيل في ذلك: اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.

وفي كثير من الأحيان تكون الصدمة كبيرة حينما تكتشف أن هؤلاء الذين كنت بالأمس تضعهم في أعلى المراتب وكنت تحزن لأقل عارض يلمّ بهم، وتفرح لما يسعدهم عملاً بقول الإمام علي كرم الله وجهه "أخاك من كان معك ومن ضر نفسه يجمعك" ومن إذا ريب الزمان صدعك شئت نفسه فيك يجمعك.

فالعلاقات بين الأفراد قنوات متعددة ومتداخلة ذات مساحات مختلفة وألوان متعددة تتجانس بتجانس الألوان. ومن هذا المنطق نختار من نحسّ أنهم الأقرب إلينا شعوراً وانتماء لنجعل لهم في حياتنا مكانة خاصة مواصلين معهم مشوار الحياة.

ولكن هل طرأ شيء جديد فالدنيا تغيرت، وأن الزمان لم يعد هو نفسه الزمان الذي عهدناه.. من هنا يطيب لنا ترديد:

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

  • ليس هناك شيء يحصد الأشياء الجميلة ويلوّثها مثل الحسد والغضب فهو الذي يحرق الأخضر واليابس وهو الذي يفرق الجماعات ويدمر الحياة بأكملها.

  • فالحياة في طبيعة تكوينها متغيرة وبالتالي تنعكس متغيراتها على الموجودين فيها فالإنسان الواعي هو الذي ينظر إليها من منظار واضح وبذلك يتأقلم مع جميع الأوضاع ويبتعد عن التشاؤم والتخلص من أكوام الحسد والغضب فهو الوحيد الذي يقضي على علاقته بالآخرين وإن كان أقرب المقربين!!!

مفهوم الحياة عند البعض يميل إلى خلق القلق.. واحتضانه.. ليكون جزءً مرتبطاً بسلوكياته ونزعاته.. عندها تتغلب المواقف الجانبية أمامه إلى منافسات ومشاحنات حادة ـ قد تأتي خسارتها على صاحبها بالوبال.. والاندثار من ميدان المنافسة.

آخر سطر:

إن الحياة حركة لا جمود

والإنسان لا يستطيع ان يثبت إمكاناته البشرية إلا عندما يدرك حقيقة شخصيته وهذه حقيقة لا غبار عليها.