حذرت مصادر طبية من تقلبات الجو خلال فصل الشتاء، والتي يصاحبها أمراض ونزلات برد، تقود إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتعرض المرضى المصابين بهذه الأمراض للخطورة خاصة لدى الأطفال. وقال ل "الرياض" الدكتور محمد بن عودة العنزي استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى قوى الامن بالرياض ورئيس تحرير مجلة التنفس، إن أعلى نسبة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي تحدث خلال فترة الشتاء، وأن نسبة أعداد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية تزداد خلال هذه الفترة من العام، مبينا أن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على أقسام الطوارئ والمستشفيات والتي غالبا ما تستقبل جموعا من المراجعين الذين يعاني غالبيتهم من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.
وأضاف العنزي أنه يمكن تجنب أمراض الشتاء بالطرق الوقائية وزيادة التوعية بكيفية تجنب الإصابة بالأمراض، موضحا أن الغالبية العظمى من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي أثناء الشتاء هي التهابات فيروسية لها القدرة على التجديد والتغيير وإنتاج سلالات وأشكال سنوية جديدة غير معروفه سابقا. وأكد العنزي أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية في علاج نزلات البرد أدى إلى ظهور مشكلة صحية خطيرة، وهي تعود أو مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بسبب كثرة تعرضها لها وبالتالي صعوبة علاج الأمراض البكتيرية، ولهذا فان نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي في الغالب لاتحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية وغالبا ما يتعافي منها المريض بشكل تلقائي وطبيعي في فترة لاتتجاوز أياما معدودة.
وينصح استشاري الأمراض الصدرية بالابتعاد قدر المستطاع عن المصابين بالالتهابات الفيروسية والابتعاد عن تناول السوائل الباردة، والإكثار من تناول السوائل الدافئة والعصائر مثل عصير البرتقال والليمون، وعدم شرب المنبهات، مع الإهتمام بإرتداء الملابس الشتوية المناسبة، وعدم التعرض المباشر للهواء البارد وخصوصاً في الصباح حينما يذهب الطلاب للمدارس، والامتناع عن التدخين بشكل فوري ونهائي.
كما شدد الدكتور العنزي على أهمية عدم التعرض لهواء المكيف الساخن مباشرة لأن ذلك يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والعينين وزيادة نسبة الإصابة بالالتهابات، محذرا من كثرة استخدام وسائل التدفئة في المنازل خلال فصل الشتاء والتي قد تعود بنتائج عكسية ونكسات طبية لا تحمد عقباها.
وأضاف العنزي أنه يجب أن لاتكون الغرفة الموجود فيها التدفئة مغلقة تماما بل يجب أن يكون هناك منفذ للتهوية لتغيير جو الغرفة ومنع الاختناق، كما يجب عدم الخروج مباشرة من جو الغرفة الدافئ إلى الجو الخارجي البارد جدا لتجنب التعرض للتغير الحاد في درجات الحرارة، وعدم الجلوس بالقرب من المدفئة منعا للاحتراق وعدم التدخين بالقرب منها. وأوصى الدكتور محمد العنزي بوضع التدفئة في المنزل في مكان مناسب بعيدا عن متناول أيدي الأطفال، وعدم النوم وترك المدفئة في وضع التشغيل بل يجب إقفال التدفئة قبل النوم، مشيرا إلى أنه ثبت علميا في الكثير من الدراسات أن التعرض للتدفئة واستنشاق دخان الحطب لفترات طويلة قد يؤدي على المدى الطويل إلى الإصابة بالتليف الرئوي الغير قابل للعلاج. أما على المدى القصير والحديث للدكتور العنزي - فإن التعرض لدخان التدفئة واستنشاق الحطب قد يؤدي إلى التسمم بغاز أول أكسيد الكربون السام في حالة عدم الالتزام بالنصائح والإرشادات الطبية والاستخدام السليم للحطب.
وأوضح العنزي أن غاز أول أكسيد الكربون قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة ومنها تأثيره على وظائف القلب والتنفس والمخ وقد يؤدي إلى الوفاة إن لم يتدارك الوضع مبكرا، وأنه تم تسجيل العديد من حالات الوفاة في المستشفيات نتيجة للتسمم بهذا الغاز من دخان الحطب المتطاير في الغرف والبيوت المغلقة والنوافذ العديمة التهوية وغالبا يبدأ الضحية بالإحساس بالدوخة والضعف والصداع وعدم التركيز وعدم القدرة على الحركة، ثم يبدأ بعد ذلك بفقدان الوعي تدريجيا حتى يصل إلى مرحلة الغيبوبة التامة التي يتبعها توقف القلب والرئتين عن العمل ثم الوفاة. وبين الدكتور محمد العنزي أن جسم الإنسان لاشك أنه يتأثر بالطقس والتقلبات الجوية المحيطة به ولاشك أن العديد من الأمراض البشرية مرتبطة ارتباطا مباشرا بالمواسم وتقلبات الجو والتغيرات المناخية والموسمية فكما للصيف أمراضه الخاصة به فان للشتاء أمراضه المرتبطة به والتي تظهر غالبا مع دخول فصل الشتاء والتغيير المفاجئ في درجات الحرارة وتقلبات الطقس السريعة وزيادة البرودة المصاحب مع الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة. وأضاف استشاري الأمراض الصدرية أن جسم الإنسان مكيف تلقائيا للتعامل مع البيئات والظروف المحيطة به من خلال مايسمى بالتنظيم الحراري والتناسق الهرموني التكاملي بين مختلف الأعضاء، ولكن التغير المفاجئ في الحرارة المحيطة به يعرقل هذا التناسق والتنظيم ويشله حيث تضعف المناعة لدى الإنسان لأنه لم يتعود على الصدمات المفاجئة ولكن على التغييرات التدريجية وحذر الدكتور العنزي من أن هذا الضعف المناعي قد يجعل الإنسان عرضة للإصابة بالالتهابات المتكررة ونزلات البرد المختلفة أهمها وأكثرها شيوعا هي التهابات الجهاز التنفسي العليا كالالتهابات الأنفية الحادة والتهابات الجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى والتهاب اللوزتين الحاد والتهابات الحلق والقصبة الهوائية والحنجرة والتهابات الشعب الهوائية الحادة كما أن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة يعطي بيئة مناسبة لانتكاسات حساسية الصدر والربو الشعبي ومرض الانسداد الرئوي المزمن وخصوصا لدى المدخنين. وتشهد معظم مناطق المملكة هذه الأيام موجة برد وتدني في درجات الحرارة وصلت في بعض المدن إلى ما دون الصفر، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور أمراض كثيرة مرتبطة بالجهاز التنفسي وارتفاع درجات الحرارة لدى المصابين بالأمراض.
1
زياد الجبرين
2008-01-06 07:43:37الله يجزاك خير على النصائح
2
شمالي والراس عالي _ العنزي
2008-01-06 00:19:48الله يخلي لنا هالمشب مانحس بالبرد
3
خالد ابو يوسف
2008-01-05 17:31:31نصائح مهمه
الله يجزاكم خير على النصائح. تحياتي أبو يوسف