ما يحدث في أرض فلسطين منذ احتلالها في 1948م وإلى الآن لم يتغير فيه سوى الوجوه أما الفكرة الاستعمارية والاحتلال لكل شجرة وهدم كل قطعة حجر تحت المسجد الأقصى فهي التي تقدمت وتحسنت تحت مظلة محادثات السلام!!

فهناك التحذيرات المتكررة للشيخ رائد صلاح رئيس اللجنة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م من أن الحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى بلغت مرحلة خطيرة جداً وحالياً هناك وثائق جديدة تؤكد عزم الاحتلال على إقامة الهيكل (المزعوم) على أنقاض (الأقصى) حيث رصدت ملايين الدولارات لذلك.

وهذه الخطة كما ذكر تتلخص في شق 3طرق إلى المسجد الأقصى من المدخل الجنوبي، ومن المدخل الغربي للمسجد والثالث يوصل إلى المسجد الأقصى وسيتم إقامة برج مراقبة في ساحة الحرم القدسي لمراقبة الأوضاع داخل المسجد ولمراقبة دخول وخروج اليهود والواقع هو لإقامة المعبد اليهودي. وأن مشروع إقامة هذا البرج نال مباركة أيهود أولمرت الذي يخفي من خلفه إقامة (الهيكل) المزعوم وذلك من أجل عدم إثارة العالم العربي والإسلامي!!

@@ توقفتُ كثيراً عند آخر هذه السطور وهي (عدم إثارة العالم العربي والإسلامي لأتساءل هل هذا الحذر من ايهود أولمرت حقيقي؟! ألم يعد مطمئناً أن لا أحد سيهتم!! فها هي غزة تموت تحت الحصار ومرضاها يتساقطون ألماً وقد عز الحصول على الدواء!! وها هن نساؤها يسقطن جوعاً وألماً عند الولادة ولا مجيب لصرخاتهن!!

غزة وناسها يموتون يومياً من الحصار والعالمان العربي والإسلامي هادئان إلا من شجبٍ واستنكار بينما عندما تم اعتقال الصهيوني جلعاد شاليط قامت الدنيا ولم تقعد، وذهبت الوفود تفاوض كي يطلق سراحه!!

وها هو رئيس أركان الجيش الصهيوني المحتل الجنرال غابي أشكيناري يهدد بعملية أوسع من الأولى ضد هذا القطاع الذي يموت ناسه يومياً من الحصار ومن هذا التوغل العسكري بالدبابات والطائرات وسقوط القتلى وتراكم الجرحى والمصابين في المستشفيات التي تئن من قصور في أجهزتها وأدويتها ووسائل علاج هؤلاء الجرحى والمرضى!!

@@ إن عمق المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة حرك طفلة فلسطينية أن تعد دراسة حول أوضاع الأطفال الفلسطينيين فذكرت الطفلة ياسمين غسان شملاوي أن 55% من الجنود الصهاينة يستهدفون الأطفال وهذه المعلومات التي استندت إليها في هذه الدراسة كانت من استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام الإسرائيلية وبيانات إحصائية، كما أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قامت أكثر من مرة بإنشاء برامج وخطط تهدف إلى ترويع الأطفال الفلسطينيين، وبدأت دراستها بالحديث عن القاضي الإسرائيلي العسكري الذي حاكم الطفل ماجد جرادات 13عاماً من مدينة الخليل وحكم عليه بالسجن لمدة عام لأنه استعمل المقلاع في ضرب الحجارة على الجنود الصهاينة وقال هذا القاضي للطفل الفلسطيني: ألم تعلم أن داود الصغير قتل جالوت الكبير بالمقلاع الصغير!!

وتذكر هذه الدراسة مقولة لقائد عسكري صهيوني مخاطباً جنوده: (يجب علينا أن نزرع الخوف والجبن في نفس الأطفال الفلسطينيين حتى نقتل روح المقاومة لدى الأجيال القادمة).

وجاء في دراسة الطفلة ياسمين أن 38% من ضحايا الانتفاضة الفلسطينية هم من الأطفال بينما تشكل هذه الفئة 52% من الفلسطينيين، ونسبة الأطفال الفلسطينيين الفقراء تبلغ 56.8% من الفقراء هناك..

ولنتابع النسب المروعة التي تغيب عن المدافعين عن حقوق الأطفال في المؤسسات العالمية فكما توضح الدراسة أنه خلال السنوات السبع الماضية من عمر الانتفاضة ومن خلال العديد من المصادر الإحصائية فقد قتل ما يقارب 1000طفل فلسطيني وأصيب أكثر من 18800طفل بينهم 750معوقاً، واعتقل ما يزيد على 6000طفل لا يزال منهم في السجون الصهيونية ما يزيد على 500طفل أصغرهم الطفل محمد نمر الخواجا 13عاماً!!

بل هناك أسيران رضيعان ممنوعان من إبصار النور لأن إدارة السجن تمنع والدتيهما من إبصار نور الشمس لمدة ساعتين وهي المدة المقررة للسجناء للخروج إلى (الفورة) يومياً..

ولكن عندما تعاقب الأمهات يعاقب أطفالهن!!

والدراسة تزخر بالوقائع الحقيقية المخيفة لاستهداف الأطفال الفلسطينيين بالقتل .. والضحايا هم هؤلاء الأبرياء سواء أكانوا أجنّة في بطون أمهاتهم، أم نياماً في غرف نومهم وحتى في المستشفيات فهناك القصف ومنع الإسعاف من تقديم أي مساعدة لهم!!

وتذكر الطفلة ياسمين مشهداً صهيونياً كشفه الصحفي الصهيوني (كوبي ينيف) حول خطورة الفتاوى الدينية في قاموس هذا العدو التي تحولت لتعليمات عسكرية تبيح قنص الأطفال الفلسطينيين مؤكداً أن هناك دورات للقنص ينجح خريجوها وبتفوق في إصابة رؤوس الأطفال وقتلهم ويجدون التقدير والاحترام فقد ملئت المقابر الفلسطينية بالأطفال الذين قتلوا بالطلقات البلاستيكية!!

وقد ذكر هذا الصحفي: ما دمنا نتابع سياسة اقتلءهم وهم صغار فلماذا ننتظر حتى يصلوا إلى سن 11سنة؟!

ولماذا لا نقتلهم وهم أبناء 3أو 4سنوات أو حتى أبناء شهور، ولماذا لا نقتلهم وهم حتى قبل أن يولدوا وفي رحم أمهاتهم.

@@ هذا هو المشهد الفلسطيني لطفولة صغارهم والعدو موغل في قذائف دباباته ونيران قناصته وصواريخ مروحياته على هؤلاء الصغار وهم يلعبون أمام بيوتهم وفي حقولهم أو خلف مقاعد دراستهم!!

@@ أمام هذه المجازر والآن حصار غزة وهدميات المسجد الأقصى!! وإعلان بعض المحطات الفضائية عن فتح باب التبرع لصالح من هم يعيشون في حصار غزة أفلا تتحرك الجامعة العربية والمخلصون من الحكام لتقديم الدعم المادي والمعنوي وايصال الدواء والغذاء وفك الحصار فالسلام لن يتحقق على جماجم الأبرياء!!